رفح سقطت : هل نهاية غزه ستكتب علي أرض سيناء؟

رفح تحت السيطرة الإسرائيلية مخطط يهدد الأمن القومي المصري

تحليل: ريهام طارق

فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيطرتها الكاملة على مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وذلك بعد تنفيذ عملية إخلاء شاملة للسكان.

هل رفح  مسحت بالفعل من الخريطة الجغرافية لصالح مشروع تهجيري أوسع:

يعد هذا إنذار بالخطر ينذر بتبعات إقليمية مباشرة تهدد الحدود المصرية حيث تتولى الفرقة 36 المدرعة  وهي الأكبر في الجيش الإسرائيلي  قيادة هذا التحرك العسكري، ما يعكس حجم الاستعداد الميداني والنية المبيتة للتصعيد، و التقدم الإسرائيلي إلى تخوم الحدود الشرقية المصرية يعيد تشكيل المشهد الأمني في المنطقة، ويطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت رفح الفلسطينية قد مسحت فعليًا من الخريطة الجغرافية لصالح مشروع تهجيري أوسع.

اقرأ أيضاً: أبو الغيط: اسرائيل دخلت مرحلة جديدة من العربده داخل المنطقة

خطة التهجير الإسرائيلي نحو سيناء:

المعلومات الواردة من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن هذه السيطرة ليست سوى مقدمة لخطوة أكبر، وهي فتح ممرات تهجير قسري للفلسطينيين نحو الأراضي المصرية، عبر سيناء وقد تم حصر سكان غزة حاليًا في منطقة “المواصي” الساحلية جنوب غرب القطاع، تمهيدًا لنقلهم تدريجيًا باتجاه الحدود المصرية ومن المنتظر، خلال ساعات، وصول فرقتين مدرعتين إضافيتين لدعم العملية وفتح ممرات التهجير.

التحركات الأمريكية: غطاء للتصعيد أم رسالة للمنطقة؟

على الجانب الآخر، تتصاعد مؤشرات التحرك العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل لافت فقد تم تعزيز القواعد الأمريكية في “العديد” بقطر و”دييجو جارسيا” بالمحيط الهندي، حيث نُشرت قاذفات شبحية B2 وأكثر من 4000 جندي، تحت غطاء معلن يتعلق بإيران إلا أن واقع الحشد العسكري ونوعيته يؤشر إلى غرض آخر: تأمين الغطاء الاستراتيجي لإسرائيل ومنع أي تدخل مصري محتمل لإفشال مخطط التهجير وتعزز هذا التوجه بوصول حاملتي طائرات أمريكيتين إلى المنطقة، مع انتظار ثالثة، ما يرفع عدد الحاملات إلى ثلاث في الشرق الأوسط، فضلًا عن وجود قواعد ثابتة في البحر المتوسط، في مشهد أشبه باستعداد لحرب إقليمية محدودة.

الضغط الاقتصادي الأمريكي على مصر: الوجه الآخر للصراع:

لم يقتصر الضغط الأمريكي على الجانب العسكري فقط، بل شمل أيضًا إجراءات اقتصادية مباشرة عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات المصرية، في محاولة لتضييق الخناق على القاهرة سياسيًا واقتصاديًا، ودفعها إلى التراجع أو الصمت إزاء ما يُحضَّر لغزة وسيناء.

ستبقى مصر العنصر الحاسم والرقم الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة إقليمية:

فهناك احتمال أن تنجح إسرائيل في فرض واقع جديد عبر التهجير القسري لسكان غزة نحو سيناء بدعم أمريكي واضح، ما لم يقابل ذلك بتحرك سياسي أو ردع عسكري حاسم من الجانب المصري أو المجتمع الدولي، كما يبقى التصعيد العسكري المحدود مطروحا كخيار تمارسه القاهرة لوقف التمدد الإسرائيلي دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، خاصة إذا تم تجاوز الخطوط السيادية الحمراء، وفي المقابل تظل الدبلوماسية أداة فاعلة قد تستثمر في تحرك مصري واسع النطاق بالتنسيق مع شركاء دوليين، للضغط على تل أبيب ووقف مخطط التهجير، وفي ظل هذا الواقع المتقلب يظل عنصر المفاجأة قائما وسط مسرح عمليات مفتوح على كل الاحتمالات، لكن تبقى مصر العنصر الحاسم والرقم الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة إقليمية.

الدفاع عن الأرض يبدأ بالوعي:

ما يجري الآن ليس فقط تهجير ممنهجا، بل إعادة رسم لخريطة الإقليم بالكامل، واختبار مباشر لموقف مصر ودورها الإقليمي ومهما بلغت الضغوط، فإن التاريخ علمنا أن مصر لم تقبل يومًا بأن تفرط في أرضها أو تتحول إلى بديل لفلسطين،

بل تتطلب هذه المرحلة تماسكا وطنيا غير مسبوق،واصطفافا حقيقيا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة التي تهدد الأمن القومي من الشرق وتطرق أبواب الاقتصاد من الغرب.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.