أيقونة العزف الشرقي.. الموسيقار مجدي الحسيني نجم خلف الكواليس وصاحب “الأورج السحري”
كتب / ماجد مفرح
في حوار حصري لجريدة أسرار المشاهير واليوم الدولي أجرت الصحفية مريم سمير البدراوي، لقاء خاص مع الموسيقار مجدي الحسيني جاء ذلك على هامش حضور اجتماع الجمعية العمومية للمؤلفين والملحنين ساسيرو وكان الحوار ممتعا ومثيرا
مجدي الحسيني كما لم تعرفه من قبل
يُعد الموسيقار مجدي الحسيني واحدًا من أعلام الموسيقى المصرية والعربية، وأسطورة حقيقية في العزف على آلة الأورغ، حيث جمع بين عبقرية الأداء وروح الابتكار، ليحفر اسمه في ذاكرة الطرب الأصيل.
وُلد في 28 سبتمبر 1954 بمحافظة أسيوط، ونشأ في بيت يعشق الفن والعلم، فوالده كان أستاذًا لعلم النبات، بينما هو، منذ سن الثالثة، كان يدهش الجميع بعزفه السمعي على البيانو داخل منزله.
الطفل المعجزة وبداية التوهج الفني
لفت الحسيني، الأنظار مبكرًا، حين شارك في برامج الأطفال الإذاعية مثل “جنة الأطفال” و”بابا شارو”، ليحصل على لقب “الطفل المعجزة”. كما كان أداؤه لأغنية لأم كلثوم في حفل مدرسي سببًا في لفت نظر وزير المعارف آنذاك، الأمر الذي ساهم لاحقًا في دعمه فنياً.

انبهار أمام كوكب الشرق
حكايته مع أم كلثوم بدأت مصادفة، حين رافق صديقه أحمد السنباطي إلى بروفة للمطربة الأسطورية، بدعوة من الموسيقار رياض السنباطي. وهناك، أُعجب أحد أفراد فرقتها، حسين معوض، بأدائه على الأورغ، فتم ضمه وهو لم يتجاوز 16 عامًا. يقول الحسيني: “لم أصدق نفسي أنني أعزف أمام أم كلثوم”.
كما تربطه علاقة قوية بالعندليب عبد الحليم حافظ، الذي آمن بموهبته لدرجة أنه أهداه الأورغ الخاص به ليكون وسيلته لإطلاق طاقاته الإبداعية، قائلاً عنه: “يعزف ما لا تراه العين، ويشعر به القلب”. كذلك عزف خلف فريد الأطرش، وكان صديقًا مقربًا منه، وعمل مع وردة، وصباح، وفايزة أحمد، ومحمد عبده، وطلال مداح.
شاهد الفيديو على اليوتيوب/
عازف استثنائي وإنجازات عالمية
لم يكن مجدي الحسيني مجرد عازف، بل كان ظاهرة موسيقية، إذ دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأسرع عازف أورغ في العالم، بعزفه على ثلاث آلات أورغ في الوقت نفسه، وقدرته على العزف خلف ظهره.
نال عام 2008 جائزة أفضل موسيقى تصويرية من المهرجان الدولي للإعلاميين المصريين، كما تقلّد مناصب رفيعة في نقابة الموسيقيين، وكان دومًا معروفًا بتواضعه واستمراره في العطاء.
حاضر فني نابض ورسالة دعم للجيل الجديد
رغم تاريخه الطويل، لا يحمل الحسيني نظرة نقدية سلبية للواقع الفني الحالي، بل يصفه بـ”الجميل وسيبقى جميلًا”، مؤكدًا أنه لا يمانع التجديد، ويشجع الفنانين الشباب على الاستمرار، قائلاً: “طالما الجمهور يحب فنكم، فاستمروا لتحققوا مزيدًا من النجاح والإبداع”.
كما شارك مؤخرًا في مهرجان “الزمن الجميل” في سيدني عام 2024، وعزف في مهرجان السينما الفرانكوفونية بمصر تكريمًا لأم كلثوم بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها، مؤكدًا من جديد أن فنه باقٍ ومتجدد.
وتجدر الإشارة إلى أن مجدي الحسيني، ليس مجرد موسيقار، بل أيقونة فنية مصرية، يُجسد بجدارته صلة الوصل بين الأصالة والتجديد، ويثبت أن العازف الحقيقي يمكن أن يكون بطلًا صامتًا… لكن صوته يُسمع في كل نغمة.