اطلاق أول تقرير حول الأفراد ذوي الثروات الكبرى في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط
أصدر بنك ستاندرد تشارترد للخدمات المصرفية الخاصة (Standard Chartered Private Bank)، بالشراكة مع مؤسسة “كامبدن ويلث للأبحاث” (Campden Wealth Research)، اليوم (الأحد13 يوليو 2014) تقريراً تحت عنوان “الأعمال قبل الثروات” (Business Before Wealth)، تم فيه تسليط الضوء على الإحتياجات والتفضيلات ذات الصلة بالأفراد من ذوي الثروات الكبرى في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وطرق إدارة ثرواتهم . وشملت الدراسة مساهمين في شركات عائلية تزيد ثرواتها عن 100 مليون دولار أمريكي وذلك بنهاية العام 2012، وكذلك مساهمين في الشركات غير العائلية التي تمتلك ثروة تتجاوز الـ 25 مليون دولار أمريكي بنهاية العام نفسه.
وقال مايكل بينز، الرئيس العالمي لقطاع عملاء الخدمات المصرفية الخاصة في “بنك ستاندرد تشارترد للخدمات المصرفية الخاصة”:
“تتميز الأسواق التي نعمل فيها باحتضانها لبعض من أسرع التكتلات المالية نمواً في العالم. ويعتبر روّاد الأعمال محركاً أساسياً لهذا النمو الإقتصادي ومصدراً رئيسياً لتوفير فرص العمل في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وسرعان ما حظيت هذه الشريحة المتنامية باضطراد في الأسواق الناشئة بأهمية كبيرة ضمن قاعدة العملاء. وتظهر الدراسة ديناميكية الأعمال والثروات الشخصية لهذه الشريحة الجديدة من الأفراد الأثرياء، حيث نأمل أن تساهم هذه الدراسة في تسليط الضوء وتفعيل النقاشات البناءة والتي من شأنها أن تعززخدمة البنوك المتخصّصة في مجال الخدمات المصرفية الخاصة لهذه الشريحة من العملاء”.
وأظهر التقرير أن نمو الأعمال يبقى الهدف الرئيسي لأصحاب الأعمال الأثرياء في الشرق الأوسط. كما بين التقرير أيضاً أن 82% من أصحاب الأعمال في الشرق الأوسط ممن شملتهم الدراسة قاموا بالفعل بتدويل شركاتهم مقارنة بـ 58% من الشركات في آسيا و42% من الشركات في أفريقيا.
مما يشير إلى حاجة هذه الفئة إلى خدمات مصرفية عالمية تدعم التوزع الجغرافي والنمو المصاحب لهذه الأعمال.
وتشارك الأغلبية الساحقة (85%) ممن شملتهم الدراسة بشكل ملحوظ في عمليات الإدارة اليومية للشؤون المالية الخاصة بأعمالهم. وإلى جانب تركيزهم الرئيسي على تنمية أعمالهم، فإن ذلك لا يترك لهم وقتاً كافياً لإدارة ثرواتهم الشخصية، بما في ذلك التخطيط لنقل الثروات في المستقبل. وعلى الرغم من ذلك، تتضاعف أهمية الحفاظ على الثروة الشخصية – على المدى الطويل – بثلاث مرات من 7 وصولاً إلى 21%. وفي واقع الأمر، فلقد أقر العديد ممن شملتهم الدراسة بضرورة وجود برامج تثقيفية تساعدهم في التعرف على آليات الحفاظ على ثروة العائلة.
وقال ستيفن ريتشاردز إيفانز، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية الخاصة لـ «ستاندرد تشارترد» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ، في إطار تعليقه على نتائج الدراسة في المنطقة:
“تكونت لدينا وعلى مدى أكثر من 92 عاماً من عملنا في منطقة الشرق الأوسط، معرفة معمقة بالسوق وقمنا كذلك بتكوين شراكات قوية مع عملائنا من الأفراد ذوي الثروات االكبرى ممن يقودون الاستثماروالتجارة وزيادة الثروات في أعمالهم .
ويلقي هذا التقرير الضوء على سلوكيات وتفضيلات العملاء ذوي الثروات الكبرى وذلك فيما يتعلق بإدارة نمو أعمالهم وثرواتهم.
ويعكس ما خلص إليه التقرير، القيمة المضافة التي يقدمها ستاندرد تشارترد كبنك متكامل يقدم الخدمات المصرفية الخاصة والتجارية بشقيها التقليدي والإسلامي. وبوصفنا بنكاً دولياً يركز على التميز في خدمة العملاء ، نفخر بتقديمنا لخدمات ومنتجات واستشارات ذات طراز عالمي تلبي الاحتياجات المتنامية لعملائنا في مجال إدارة الثروات والحفاظ عليها.”
وفي منطقة الشرق الأوسط كما في بقية المناطق التي شملتها الدراسة، فإن ما يقرب من نصف العينة يفتقرون إلى وجود خطط منهجية لنقل ثرواتهم إلى الجيل الجديد. وأشار التقرير إلى أن معظم من شملتهم الدراسة، ممن لم يكونوا من الجيل المؤسس، اعتمدوا منظومات لنقل الثروة إلى الجيل الجديد، حيث تبين أن 67% من هذه الشريحة لديهم منظومة لنقل الثروة. ويقدم بنك ستاندرد تشارترد مجموعة متكاملة من خدمات الإئتمان والوكالة وذلك من خلال مراكزه المتواجدة في سنغافورة وجينرنسي والمتخصصة في توفير خطط حفظ الأموال ونقل الثروات.
الأعمال الخيرية:
الالتزام بالعمل الخيري هو صبغةُ مميزة تلازم أصحاب الأعمال ذوي الثروات الكبرى، وتتميز فئة (داعمي العمل الخيري الجدد) بتفاعلهم البناء في هذا المجال بشكل يتجاوز العطاء التقليدي المعمول به في معظم الأسواق بما يضمن أمكانية قياس أبعاد واستثمار كل عمل خيري يقومون به. فالعمل الخيري غالباً ما يكون متأصلاً في قلوب هذه الفئة. وتساهم أغلبية ساحقة (91%) من المشاركين في الدراسة بالفعل في مجال الأعمال الخيرية، في حين يعبر 9% منهم عن رغبتهم بالمشاركة في هذه الأعمال مستقبلاً. ومع ذلك، فإن غالبية هؤلاء المشاركين (96%) لا يلجؤون إلى البنوك الخاصة لاتمام نشاطاتهم الخيرية ، حيث يرى ربع هؤلاء أن هذه الخدمات لا توفرها البنوك الخاصة أصلاً. واعتبر التعليم على الدوام الدافع والقضية الأكثر أهمية لتكريس الوقت والموارد في اطار العمل الخيري.
الأعمال قبل الثروات
على الرغم من أن غالبية الشركات التي شملتها الدراسة هي شركات ناضجة نسبياً (مضى عليها ما يزيد عن 30 عاماً)، إلا أن تنمية أعمال هذه الشركات يبقى الهدف الرئيسي بالنسبة لأصحابها من الأثرياء في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط على المديين المتوسط (80%) والبعيد (60%).
وتعتبر زيادة الحصة السوقية الهدف الأعلى للنمو (82% من المشاركين رأوا أن ذلك من المهم/ المهم جداً) لأصحاب الأعمال في كافة المناطق. ويليه على التوالي زيادة القدرة الإنتاجية (65%) ومن ثم التوسع على المستوى الدولي (58%).
ومع أن ما يقرب من 60% يرون في التوسع الدولي هدفاً هاماً/هاماً جداً للأعمال، فإن أصحاب الثروات الكبرى يسعون دوماً لوصول إلى العالمية. وفي الواقع، فإن 82% من الشركات في الشرق الأوسط قد تم بالفعل تدويلها، مقارنة مع 58% من الشركات الآسيوية و42% من الشركات الإفريقية. والجدير بالذكر أن أصحاب الأعمال في أفريقيا اعتبروا “التوسع على المستوى الدولي” ثاني أهم هدف على المدى المتوسط، في حين كانت “زيادة القدرة الإنتاجية” الهدف الثاني للمشاركين من منطقة آسيا والشرق الأوسط.
ومن المثير للاهتمام أيضاً أن نلاحظ أن غالبية من شملتهم الدراسة من منطقة أفريقيا ممن لا يملكون انتشاراً دولياً، قالوا أنهم يفضلون وجود مستشار للثروات يعمل لدى بنك دولي . وهذا يشير إلى أنهم يتطلعون إلى الاستفادة من مستشاري الثروات هؤلاء لمساعدتهم على توسيع أعمالهم على الصعيد العالمي.
وتعد زيادة الثروة الشخصية نتيجة ثانوية للشركة الناجحة وليست أولوية رئيسية لها؛ كما أن استراتيجيات وطموحات الثروة الشخصية تأتي في مرتبة أقل نسبياً، على الرغم من أن التركيز على الحفاظ على الثروة يواصل نموه ويقدم فرصة استشارية للبنوك الخاصة.
الفجوة في الحوكمة
يتميز أصحاب الأعمال الأثرياء بالافتقار إلى الحلول الاستباقية بما يتعلق بمسألة ضمان احترافية فرقهم الإدارية وتنفيذ هياكل الحوكمة التي تعمل على تعزيز الشفافية في أعمالهم.
وتعتبر الحوكمة والتخطيط المنهجي اعتبارات ثانوية وما زالت في مراحل متقدمة جدا ، حيث إن ما يقرب من نصف من شملتهم الدارسة فقط يطبقون حوكمة منهجية . ومع ذلك، أشارت الدارسة إلى أنه مع نضوج الشركات تتزايد أهمية الاحترافية (بما في ذلك تطبيق أفضل الممارسات عالمية المستوى في حوكمة وإدارة الأعمال) من حيث الأولوية والأهمية (14% إلى 23%). كما أن لدى 55% من الشركات، التي مضى عليها أكثر من 20 عاماً، هيكلية حوكمة قيد التطبيق بالمقارنة مع 50% من الشركات التي مضى عليها أقل من 20 عاماً. وتصبح هياكل الحوكمة حاجة وظيفية نظراً للتقدم الزمني للاعمال أكثر منها تخطيطاً منهجياً.
فرصة الجيل الجديد
عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لنقل الثروة الشخصية إلى الجيل الجديد، فإن نفس الفجوة تظهر، حيث يشير التقرير إلى أن معظم من شملتهم الدراسة، ممن لم يكونوا من الجيل المؤسس، اعتمدوا منظومات لنقل الثروة إلى الجيل الجديد، حيث تبين أن 67% من هذه الشريحة لديهم منظومة لنقل الثروة.
ومع قيام أصحاب الأعمال في مراحل مبكرة بتطوير نظام لإدارة الثروات الشخصية/ العائلية، مع التركيز الكبير على الجوانب التشغيلية والمالية لنمو الأعمال، فإن المحامين والمحاسبين يبرزون باعتبارهم المستشارين الأكثر موثوقية والذين يعتمد عليهم أصحاب الأعمال بشكل كبير من أجل الحصول على المشورة سواء فيما يتعلق بالأعمال أو على المستوى الشخصي.
وعندما يتعلق الأمر بالتخطيط لانتقال الثروة إلى الجيل المقبل، فإن البنوك الخاصة ليست الشريك الرئيسي الذي تتم الاستعانة به في هذا الإطار؛ إذ أن 85% ممن شملتهم الدراسة يأخذون مشورة المحامين والمحاسبين حول التخطيط للثروات، ولا يناقش سوى 50% من هؤلاء هذه المسائل مع البنوك الخاصة. وعلى سبيل المثال، أشار ما يقرب من نصف من شملتهم الدراسة بأنهم لا يتوقعون الاستعانة بالبنوك فيما يتعلق بالمشورة بشأن منتجات التأمين أو التخطيط للتقاعد أو التخطيط لتعليم أولادهم، مشيرين إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الوعي أو المعرفة حول هذه الخدمات والمنتجات. وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر حوالي نصف من شملتهم الدراسة أن البرامج المتعلقة بالجيل الجديد يتم توفيرها من قبل البنوك الخاصة على أنها خدمة مميزة للعملاء.
ومع ذلك، فإن أصحاب الأعمال منفتحون على مواصلة أبنائهم للعلاقة مع البنوك الخاصة التي يتعاملون معها حالياً (37%)، بينما الغالبية (45%) لا يفضلون علاقة الجيل الجديد مع البنوك الخاصة، في حين قال 9% فقط ممن شملتهم الدراسة بأنهم يفضلون أن يستفيد أبناؤهم من خدمات بنوك خاصة ذات طبيعة مختلفة. ويتيح ذلك الفرصة للبنوك الخاصة لإعادة النظر بمبادراتها واستراتيجياتها الخاصة بالجيل الجديد، وكذلك القيمة الفعلية التي يمكن أن تضيفها هذه البنوك إلى متطلبات واحتياجات هذه الشريحة فيما يتعلق بالتخطيط للثروات.