الأرشيفح والمكتبة الوطنية يثري ملتقى الراوي24 ببحوث عن الطيور والاهتمام بها
لمياء زكي_أبوظبي
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في فعاليات النسخة 24 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي انعقد تحت شعار “حكايات الطيور” وذلك انطلاقاً من دوره في حفظ تاريخ دولة الإمارات المجيد وتراثها العريق، ولما للطيور من أهمية في التراث الإماراتي.
وبالإنابة عن سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية تحدث الأستاذ حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية واهتمامه في حفظ تراث الطيور في دولة الإمارات العربية المتحدة، فأشار إلى أن ذلك يتجلى في الإصدارات التراثية، وفي مقابلات التاريخ الشفاهي؛ مشيراً إلى أن ذلك الاهتمام قد بلغ ذروته في عهد المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي كان يؤمن بأن رياضة الصيد بالصقور لها أهميتها في الترويح عن النفس، وفي استعادة القوة بدنية، وهي تعلّم الصبر والمثابرة، ولها فوائد كثيرة أخرى.
وأشار الحميري إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية وانطلاقاً من اهتمامه بالطير قد أعاد إصدار كتاب “منافع الطير وعلاجات دائها” الذي نشر عام 1983 بأمر من المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ إذ وجّه الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى تحقيقه ونشره، ويعرض الكتاب أسماء الطيور التي تُدرّب على الصيد، وأدواءها، وعلاجاتها، وهو في الأصل مخطوطة تعود إلى القرن الثامن الهجري.
وقدمت الكاتبة والباحثة فاطمة المزروعي رئيس قسم الارشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية ورقة بعنوان “الجدلية التشاؤمية بين الغراب والبوم عند العرب”، وفيها استدعت المزروعي أسباب الجدلية والتناقضات التي ظهرت بين الشعوب بين رفض وقبول هذين الطائرين اللذين احتلا مساحة هائلة عند شعوب العالم في موضوع المعتقدات الشعبية، وقد اختلف كل شعب في التعاطي معهما بحسب العادات والتقاليد وتأثيرها الجمعي على الذاكرة.
وسردت المزروعي قصصاً من الذاكرة الشفهية في الإمارات، ومن الكتب والمراجع التراثية التي ذكرت الكثير من التفاصيل حول تاريخ الغراب والبومة وما يرمزان إليه عند الشعوب، وعرضت صوراً لأنواع الغربان وسلوكيات هذه الطيور وما ترمز إليه عند الكثير من الشعوب: العربية والرومان واليونان والفرس والاغريق وحضارة مصر وأوروبا وأفريقيا، واستعرضت القصص من ذاكرة الشعوب التي تناولتها الكتب التراثية.
وركزت في دور دولة الامارات العربية المتحدة في الحفاظ على الأنواع النادرة من البوم وطرق مواجهة الغربان وربما الاستفادة منها في تنظيف المدن، وهي من المبادرات الذكية التي تُحسب لدولة الامارات في الاستفادة من البيئة واستدامتها.
وفي ملتقى الراوي24 قدمت الكاتبة والباحثة مريم سلطان المزروعي من الأرشيف والمكتبة الوطنية ورقة بعنوان :”الحمامة الراعبي..سيرة ملحمية في التراث الإماراتي والعالمي“، عرفت فيها بالحمام ودوره على مر العصور، ومكانة الحمام في الأساطير، وتطرقت إلى ذكر أنواع من الحمام كالزاجل واليمام، والحمامة الورقاء، والأدوار التي كانت تقوم بها الحمامة في مجالات عديدة في الحرب والسلام، كما تحدثت عن الخرافات والمعتقدات الشعبية التي كانت متداولة عالمياً بناء على مصادر أجنبية موثقة؛ مشيرة إلى أن الحمامة هي رمز للسلام والحب والمودة.
وركزت الباحثة على الحمامة الراعبي، وربطت بينها وبين الحمام ولماذا سميت بهذا الاسم وتطرقت إلى المسميات المحلية الأخرى لها وذكرت العديد من الألفاظ المحلية مع الشرح المبسط لها، وأين تتواجد وماهي صفاتها؛ مشيرة إلى أنها “قاطنات الأشجار”، وسردت المزروعي حكايات وقصص من التراث الإماراتي عن الراعبي، وورود ذكرها في الأشعار المحلية.
كلام الصور
1-حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية تحدث عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تراث الطيور
2-فاطمة المزروعي سلطت الضوء على الجدلية التشاؤمية بين البوم والغراب عند العرب
3-مريم المزروعي تقدم ورقتها عن الحمام الراعبي