التخلي والتحلي .. منظومة متكاملة ومتفاعلة تضعك على طريق المسيرة إلى الله
التخلي والتحلي .. قال تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات” فالتخلية والتحلية والتجلية منظومة متكاملة ومتفاعلة، كل مرحلة فيها تخدم الأخرى، فتضع الإنسان على طريق المسير إلى الله، هناك أمراض يجب أن تتخلى عنها وتستطيع أن تعالجهم بنفسك ، وهناك صفات يجب أن تتحلى وترسخ وجودها داخلك.
بقلم/انجي علام
ويُقصد بالتّخلية تطهير النفس وترقيتُها والسّمو بها من رذائل الأخلاق كالحسد والكِبر والعُجب وأدران الأعمال وغيرها. أما التّحليّة فتعني العمل بالطاعات والقربات والفضائل التي تؤهّل القلب للوصول لمرحلة التجليّة وهي السّمو بالروح والنّفس.
* ثلاثيه الظلام النفسي
هناك ثلاث أمراض تصيب القلب إذا وجد عنده هذه الأمراض يعيش في ظلام.
1- تضخم الأنا
والأنانية تجعل المرء ينظر إلى نفسه نظرة استحقاق لكل مرغوب؛ فيرى نفسه المستحق لكل خير ويرى أن غيره غير مستحق لهذا الخير،
ويسمى فى علم النفس أيضا بالنرجسى ، وهذا مرض داخلى.
2- الكبر
يتحول فيه تضخم الأنا إلى كبر لما يقوم الشخص بسلوكيات وأفعال مؤذية للآخر ، فإن الكبر مرض خارجي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”
أن الكبر يعمى العين عن الحقائق وهذا قمه الجهل
( لا تجتمع عبوديه الله والكبر في قلب واحد).
أن ثلاثة الظلام النفسي سلسلة تبدأ بتضخم الأنا ثم البكر وثالثها الطمع فإن كل مرحلة إذا زادت تنتقل الى المرحلة الاخرى.
3- الطمع
الطمع هو نفس جشعه لا تشبع فقيره ، وليس الغنى بالمال ولكن الغنى غنى النفس والروح .
الطمع فقرٌ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الطمع أشد التحذير فقال: “وأهل النار خمسة: … والخائن الذي لا يخفى له طمع، وإن دق إلا خانه…”
* ولكي تنجو من هذه الامراض عليك بعلاجها أولاً.
1- علاج الأنا هو العبوديه لله كل سجده لله و تذلل إلى الله ينقى قلبك من الكبر و الدعاء والعباده والإحساس بالعبوديه لله.
2- علاج الكبر هو الرضا بقدر الله ، أن الله يحبك فيمنعك من بعض الأشياء علشان يمنعك من تضخم الأنا ويحفظك من تضخم الأنا اللي يوصلك إلى الكبر ،
ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء. إنَّما يُؤلِمُكَ المَنْعُ لِعَدَمِ فَهْمِكَ عَنِ اللهِ فيهِ. متى أطْلَقَ لسانَكَ بالطَّلبِ؛ فاعْلَمْ أنَّه يُريدُ أنْ يُعطيَكَ.
* علاج الطمع هو اليقين أن الرزق بيد الله ، إذا كتب لك رزقاً سوف تحصل عليه مهما كانت الظروف فإن الرزق يسعى إليك ولا تسعى إليه ، إن الرزق مقدر لصاحبه، ولن يجد امرؤ إلا ما قدر له، سعى أو لم يسع، ولكن الناس متعبدون بالسعي والتكسب.
* إذا ا كنت موجود في مكه مع النبي هل كنت من أوائل المسلمين أم متأخراً….؟!
* هناك مقاييس إذا وجدت فيك سوف تكون منهم وإذا لم تكن فيك فلست منهم.
* هناك صفات تجعلك من أوائل الصالحين وتكن من رفقاء النبي في الجنه.
1- حب شديد للخير
حب الخير للناس و مساعدتهم ، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
2-نفسيه سهله متسامحه
التسامح والعفو عن بعض الحق من صفة الكرام، ومن أخلاق الأفاضل والكرماء والأدباء، والراغبين فيما عند الله . ولا يجوز التهاجر لقول النبي ﷺ: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يكذبه ولا يخذله.
3- نفس غنيه بالله
غنيه بوجود الله وعبادته ورضا بقضاء الله وكفى بالله وكيلا ، يقول النبي ﷺ: ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس الغنى غنى القلب، كثرة العرض: قد يكون عنده مال قارون وهو فقير، ولهذا في الحديث الصحيح: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي يعني غني القلب.
فعليك وإصلاح نفسك من الداخل وكن صادقا مع نفسك تكن أغنى الناس ، إذا كانت هذه الصفات عندك فأبشر انت من الصالحين ورفيق النبي.