ريهام طارق تكتب: مشروع “ريفيرا الشرق الأوسط” بين التصعيد والحل المزعوم!

القمة العربية المرتقبة: بين التحديات الداخلية والضغوط الدولية

 

 

 

تعقد  الدول العربية لعقد قمة طارئة في القاهرة يوم 27، من شهر فبراير الجاري 2025 استجابة لمطالب السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

مسقط: ريهام طارق 

تأتي هذه القمة في لحظة فارقة حيث تتصاعد التوترات في المنطقة وسط مستجدات خطيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها المقترح الأمريكي الإسرائيلي الأخير بشأن قطاع غزة والذي أثار جدلا واسعا على المستويين الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: غزة على حافة الاشتعال.. هل تعود نيران الحرب؟

مشروع ريفيرا الشرق الأوسط بين التصعيد والحل المزعوم:

أثار المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن سيطرة إسرائيل على قطاع غزة موجة غضب عارمة في الأوساط العربية والدولية المشروع الذي روج له باعتباره يهدف إلى تحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط من خلال إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى اعتبره كثيرون محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة وفق مصالح إسرائيل والولايات المتحدة هذا الطرح لا يعكس فقط المساعي الإسرائيلية الأمريكية لإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية بما يخدم أمن إسرائيل ويقلص الوجود الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة بل يكشف أيضًا حجم التحديات التي تواجه القمة العربية المقبلة والتي يتعين عليها تقديم موقف موحّد وفعال قادر على التصدي لهذه المخططات.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مؤامرة التهجير تنكشف.. ومصر والأردن يعلنان المواجهة!

القمة العربية المقبلة في بغداد: هل تشكل خطوة نحو تعزيز التماسك العربي؟

في ظل التحديات السياسية الإقليمية والتوترات المتصاعدة، أعلنت الحكومة العراقية عزمها استضافة القمة العربية المقبلة في بغداد خلال مايو 2025، وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الاستعدادات جارية بالتنسيق مع الجامعة العربية لضمان نجاح الحدث، تمثل هذه القمة اختبارًا جديدًا لقدرة الدول العربية على توحيد صفوفها وإعادة بلورة موقف عربي مشترك تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الانقسامات السياسية بين بعض العواصم العربية.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مخطط ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين تسوية أم تصفية للقضية؟

التحالف الأمريكي الإسرائيلي دعم استراتيجي بلا حدود:

تُعد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من أكثر التحالفات رسوخًا في السياسة الدولية، إذ تمتد لعقود من التعاون العسكري والاقتصادي والدبلوماسي، منذ اعتراف واشنطن بإسرائيل عام 1948، على مدار هذه السنوات، ظلت الولايات المتحدة المزوّد الأكبر لتل أبيب بالمساعدات، ما جعل إسرائيل أكبر مستفيد من الدعم الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية. هذا التحالف لم يقتصر على كونه شراكة تقليدية، بل تطور ليصبح التزاما استراتيجيا يهدف إلى ضمان التفوق الإسرائيلي في الشرق الأوسط، حيث تعتبرها واشنطن قاعدة متقدمة تخدم مصالحها الجيوسياسية من خلال التأثير في ميزان القوى الإقليمي وضمان أمن إمدادات الطاقة، مما يجعل إسرائيل امتدادا حيويا للنفوذ الأمريكي في المنطقة.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إسرائيل وحماس بين هدنة هشة ومناورات متبادلة

القمة العربية و الرهانات السياسية هل تملك القدرة على المواجهة:

تتجه الأنظار نحو القمة العربية المرتقبة في القاهرة وسط تساؤلات حاسمة حول مدى قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة، والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل يفرض واقعا معقدا يعوق المساعي العربية لإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية ويجعل أي محاولة لصياغة موقف عربي موحد تتطلب جهدًا دبلوماسيا و استراتيجيًا غير مسبوق.

هذه القمة ليست مجرد لقاء بروتوكولي بل اختبار حقيقي لقدرة العالم العربي على إعادة ترتيب أولوياته السياسية والتحرك وفق رؤية موحدة لمجابهة الضغوط الإقليمية والدولية، تحقيق أهدافها يستلزم تنسيق عربي عالي المستوى واستراتيجية واضحة للتعامل مع النفوذ الأمريكي والإسرائيلي المتصاعد في المنطقة كما يستدعي تعزيز العلاقات مع القوى الدولية الكبرى كـ الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لضمان توازن المصالح ودعم أوسع للقضية الفلسطينية على المستوى العالمي.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “يهودا والسامرة” لشرعنة الضم ومحو الهوية الفلسطينية

القمة العربية المقبلة قد تشكل لحظة مفصلية في رسم المسار السياسي للعالم العربي:

إما أن تنجح القمة العربية في بلورة موقف عربي موحد قادر على مواجهة المشاريع الإسرائيلية والأمريكية وإما أن تتحول إلى مجرد اجتماع آخر يفتقر إلى قرارات حاسمة مما سيعمق الانقسامات ويضعف التأثير العربي في الساحة الدولية.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: الضغوط الأمريكية على مصر والأردن وتحديات القضية الفلسطينية

المسؤوليه تقع اليوم على عاتق القادة العرب:

تقع المسؤوليه اليوم على عاتق القادة العرب الذين ينبغي عليهم تجاوز الحسابات السياسية الضيقة ووضع مصلحة الأمة فوق أي اعتبار والعمل على استعادة زمام المبادرة في واحدة من أكثر الفترات حرجا في تاريخ المنطقة فهل ستكون هذه القمة نقطة تحول أم مجرد حلقة أخرى في سلسلة اجتماعات لم تحقق أي تغيير حقيقي نكتشف هذا خلال الفترة المقبلة.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.