العزلة ما بين اختيارك لها وما بين استباحة الناس لخصوصياتك
العزلة ما بين اختيارك لها وما بين استباحة الناس لخصوصياتك
بقلم د. / إبرام سامي
العزلة التي اختارها بعضنا قبل سنوات سببها عادة هو تأمين الخصوصية في عالم زاخر بوجوه مبهمة قد تستبيح أمانك وثقتك التي وضعتها في غير محلها ربما بقصد و ربما بغير قصد .
لكن تظل المشكلة عدم احترام ثقتك و تفاصيل حياتك التي شاركتها معهم .
علاقات دبلوماسية وإجتماعية
تبدو العزلة الاختيارية شيء سيء في البداية ، لكن فلسفة العزلة لا تعني الانعزال ، فهي تعني ألا تجعل حياتك على المشاع ، وأن تصنع لنفسك دائرة أمان ، فالمعارف تتعدد في إطار العلاقات الدبلوماسية الإجتماعية ، لكن دائرة الأمان القريبة تخضع لغربلة شديدة.
هي فرصة ثمينة تجد فيها الأشخاص الحقيقية والحب الحقيقي بمعانيه المختلفة.
هذه الفلسفة يظهر جانبها الإيجابي في الأزمات ، فتجد أن دائرتك القريبة سند كبير لك وأنت سند لهم، فتصبح حياتك مليئة في وقت الأزمات و العزلة الإجبارية ، أكثر مما كانت عليه حين كانت حياتك على المشاع للجميع بغرض أن تكون لطيفا.
من بعد هذه المرحلة التي تتسلح فيها نفسيا و تنجح فيها في إتقاء الإيذاء و غربلة الدوائر ، تبدأ مرحلة التعافي والتطوع لمساعدة الغير في حدود استطاعتك .
العزلة الاختيارية لم تعلمنا الانعزال و فقدان الثقة في الكون ، بل علمتنا قيمة الفرد في المجتمع حين تكون اختيارته عقلانية.