القادم دائمًا في الخلف

الأديبة: مرفت البربري

مرت أمامي وهي تعبر الطريق. كنت في سيارتي أنظر أمامي.

لفتتني طريقتها في العبور؛ كانت نظراتها موجهة إلى السيارات التي قطعت الطريق أمام السرب.

لم تنظر إلى القادمة خلفها، تلك التي مرت، لتتفادى الآتية.

حولت ذراع القيادة وفديتها بصدمة لسيارتي في جانب الرصيف.

شهقتُ خوفًا من أن تصطدم بالآتية خلفي دون أن تراها.

من خوفي، تنحيتُ إلى جانب الطريق وأوقفت سيارتي لألتقط أنفاسي.

المزيد من المشاركات

تداعى أمامي سربٌ من لقطات كنت فيها مثل تلك المرأة.

عبرتُ طرقًا كثيرة وأنا أتابع ما مرَّ ولا أنظر إلى ما هو آتٍ، فاصطدمتُ بما لم أتجنبه من المشكلات.

لماذا شغلني ما مضى؟!
لماذا لا أنتبه لخطواتي المقبلة؟!
لماذا رأيت خطأها ولم أنتبه لأخطائي المماثلة؟!
ولماذا جاءت أمامي الآن ولم تأتِ قبل؟!

دائمًا أعتبر هذه الحوادث إشارات… إذاً هي إشارة لأنتبه للمقبل ولا ألتفت لما مر. غريب هو الطريق!
عندما نعبر، ننظر إلى الخلف لنسلم من القادم. وعندما نسير، ننظر إلى الأمام لنسلكه سالمين.

فطريق السير لا يشبه طريق العبور.

أدرت محرك سيارتي بعد أن بدلت نظارتي السوداء بمنظار الرؤية.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.