القلب السليم هو طريقك الى الجنه….. اقرا ..فكر ..اعمل

 

القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم من الشهوات والشبهات فهو القلب الذي قد سلم لربه وسلم لأمره ،ولم تبقى فيه منازع لأمر ولا معارضه لخبره فهو سليم مما سوى الله أمره ،لا يريد الا الله ولا يفعل الا ما أمر الله وحده، غايته وأمره وشرعه ووسيلته وطريقته ،لا تعترضه شبهه تحول بينه وبين تصديق خبره.

 

بقلم انجي علام 

* متى كان القلب سليم 

أن يكون سليم من الشك سليم من البدع سليم من الفساد سليم من الباطل ،سليم من الشهوات والشبهات.

* كيف تكون من اصحاب القلب السليم 

ما خلق الله سبحانه وتعالى داء الا وجعل له دواء فقد يصاب العبد بمرض او أكثر من أمراض القلوب إذا لم يبادر ويسعى ويبحث عن دواء هلك، فمن رحمه الله تعالى أن جعل لنا ادويه لعلاج امراض قلوبنا ومنها.

 

* تلاوه القرآن بالتدبر والتفكر

القران شفاء لما في الصدور من امراض القلوب بما فيه من البراهين والادله التي صرفها الله غايه التصريف وبينها احسن بيان مما يزيل الشبهه في الحق ويصل به القلب الى أعلى درجات اليقين وإذا صح القلب من مرضه تبعته الجوارح كلها فإنها تصلح بصلاحه وتفسد بفساده،أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوه نفسه إذا أردت الأنتفاع بالقرآن فإجمع قلبك عند تلاوته وسماعه،فلا شيء أنفع للقلب من قراءه القرآن بالتدبر والتفكر فإنه جامع لجميع منازل السائرين.

 

* التأسي برسول الله والأقتداء بأهل العلم 

إن الله أمرنا بالتأسي بنبيه فقال الله سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

فمن تشبه برسول الله وبأهل الصلاح نجد قلبه متجها اليهم وكذلك من تسمى وتشبه بأهل الشر والفساد، فحتى يسلم لك قلبك فليكن تشبهك برسول الله صلى الله عليه وسلم ما دمت تستطيع ذلك في سماتك وفي عبادتك وفي صبرك وحلمك وفي سائر أحوالك فإن ذلك يورثك تقارباً من نبيك محمد وتقارباً من أهل الخير والصلاح والفضل والعفاف.

 

* تدبر احاديث رسول الله 

النظر في سنه رسول الله وتدبرها من أنفع الأدويه لعلاج أمراض القلوب وخاصه الأحاديث التي تحث العبد على الزهد في الدنيا الفانيه وأيضا أحاديث الترغيب في الجنه وما اعد الله فيها لعباده الصالحين والترهيب من النار وما فيها من العذاب الأليم المهين،قال رسول الله: ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل)

* ذكر الله تبارك وتعالى 

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)،ذكر العبد ربه على كل حال وفي كل وقت والمقصود به التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فالسكينه والرحمه تتنزلان عند ذكر الله سبحانه وتعالى فبالذكر يحرز العبد نفسه من الشيطان فهو العدو الأول لبني أدم فإن ذكر الله مع حضور القلب يحميه فيحدث له من صفاء القلب ما لم يحدث لغيره.

* الايمان بقدر الله تعالى والرضا بقضاؤه

أعلم أن الإيمان بقدر الله والرضا بقضاؤه من أسباب شفاء القلب فضلاً عن ما يحصل للعبد من السعاده في معاشه ومعاده، إذ إن الإيمان بقدر الله والرضا بقضاؤه يورث طمأنينة القلب وأنشراح الصدر فلا تجد عبداً مؤمناً بالقضاء والقدر راضياً بهما ثم تراه حزيناً مهموماً ولا ساخطاً حاسداً للآخرين ولا متكبراً متعالياً على الخلق،

فكما أن الإيمان بالقدر حمايه للقلب من السخط والحزن والهم والنكد كذلك فهو حمايه للقلب من الحسد والحقد والغل والشماته وما أشبه ذلك من الأمراض وكذلك إذا أنعم الله على عبده بصنوف النعم من المال والاولاد والجاه والرياسه وجعله عزيزاً في قومه، إذا كان العبد مؤمنا بالقدر وعنده فهم عن الله دفعوا ذلك إلى الشكر لعلمه علم اليقين أن كل ما عنده محض فضل من الله ولو شاء الله أن يمنع عنه النعم فلن يستطيع حفظ نعمه واحده بكل ما أوتي من أسباب،(اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)

فإذا أيقن العبد بذلك طهر قلبه من مرض الكبر والعشب والغرور والأستعلاء وأحتقار الآخرين وترك الفخر والخيلاء لعلمه أنه عبد مملوك وكل ما به من نعم فمن الله تعالى ولهذا نجد العبد المؤمن يتقلب بين الصبر والشكر،( قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ).

حقيقة القلب السليم أنه القلب الذي قد سلم لعبوديه ربه حباً وخوفاً وطمعاً ورجاًء ففنى بحبه عن حب ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجاءه عن رجاء ما سواه ،وسلم الأمره ولرسوله تصديقاً وطاعه وأستسلم لقضائه وقدره فلم يتهمه ولم يتنازعه ولم يتسخط الأقدار فأسلم لربه وانقياداً وخضوعاً وذلًا وعبوديه وسلم جميع أحواله وأقواله وأعماله ظاهراً باطناً.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.