المجتمعات العمرانية: رؤية عمرانية ترتقي بالمظهر الحضاري في المدن الجديدة بمصر
كتب/ ماجد مفرح
في إطار سعي الدولة المصرية للارتقاء بالمشهد العمراني وتطوير المدن الجديدة، وجَّه المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بسرعة تنفيذ خطة متكاملة تهدف إلى النهوض بالرؤية الجمالية للمدن الجديدة وإضفاء طابع مميز يعكس هوية كل مدينة وروحها الخاصة.
تجميل المدن: رؤية متكاملة وهوية بصرية مميزة
جاءت التوجيهات ضمن رؤية شاملة لوزارة الإسكان، تقوم على الدمج بين التخطيط العمراني الحديث والمقومات الجمالية، بما يجعل المدن الجديدة واجهات حضارية تعكس التطور والازدهار.
وانتهجت الإدارة العامة لتجميل المدن بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة خطة عمل متكاملة ترتكز على تجميل مداخل المدن وتحويلها إلى رموز دالة على شخصيتها، بحيث يشعر الزائر والمقيم بتميز كل مدينة منذ لحظة الدخول إليها.
وتتضمن الرؤية أيضًا تطوير الميادين العامة لتكون بمثابة رموز بصرية وثقافية، تعبر عن ذاكرة المدينة وتاريخها، مع الاهتمام بتخطيطها بأسلوب فني يبرز قيمتها وموقعها الحيوي ضمن النسيج العمراني.
شراكة فاعلة مع القطاع الخاص
حرصت الهيئة على تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص ورجال الأعمال للمساهمة في أعمال التجميل، سواء في المحاور الرئيسية أو الجزر الوسطى والميادين العامة، تحت إشراف كامل من هيئة المجتمعات العمرانية.
وقد أثمرت هذه الشراكات عن نماذج ناجحة في عدد من المدن، أبرزها الشيخ زايد ودمياط الجديدة، حيث جرى تنفيذ أعمال تجميل متكاملة أضفت مظهرًا حضاريًا راقيًا وجعلت تلك المدن نموذجًا يُحتذى به في التنسيق الجمالي.
فعاليات فنية ومبادرات إبداعية
لم تتوقف جهود التجميل عند حدود الأعمال الإنشائية، بل امتدت إلى تنظيم مبادرات فنية وجمالية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، من أبرزها “سمبوزيوم مدينة العلمين الجديدة” الذي استضاف نحاتين عالميين لإبداع منحوتات وأعمال فنية تزين الميادين والممشى السياحي بالمدينة.
كما تبنت الهيئة مبادرة تلوين أكشاك الكهرباء منذ نحو خمس سنوات، لتكون تجربة رائدة سرعان ما تبنتها العديد من المحافظات، وأسهمت في إضافة لمسات فنية تعكس روح الابتكار والجمال.
تخطيط حضري يراعي الإنسان والبيئة
ولم تغفل الهيئة عن الجانب الإنساني والبيئي في خطتها، إذ تهتم بتنسيق الجزر والمحاور وزراعة الشجيرات والمزهرات، إلى جانب تصميم ممرات للمشاة وكبار السن وذوي الهمم بما يحقق بيئة حضرية آمنة ومريحة.
كما يجري العمل على تنفيذ لوحات إرشادية وتعريفية موحدة الهوية البصرية في جميع المدن الجديدة، تعزز من سهولة الحركة وتمنح الزائر تجربة متكاملة بين الجمال والتنظيم.
ختامًا، تأتي هذه الجهود لتؤكد أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لا تكتفي ببناء المدن الحديثة فحسب، بل تسعى إلى صناعة مدن نابضة بالحياة والجمال، تتكامل فيها البنية التحتية مع الرؤية الجمالية لتشكل معًا ملامح مصر الحديثة.
