النظام السياسي الإسرائيلى والمنهج الذي تتبعه حكومة الكيان الصهيوني
لقد عانت الدول العربيه وتكبدت خسائر فادحه جراء الصراع مع إسرائيل، وحيث تعد إسرائيل فاعلا إلى جانب فواعل أخري، ومن الأهميه فهم ومعرفه نظامها السياسي الداخلي التي تقوم عليه دولة الاحتلال الصهيوني، وادراك ابعاده المختلفه ومسار تطوره الاقتصادي ، للوقوف علي المتغيرات الحادثه التي تنتقل نتائجها وتداعياتها بصورة أو بأخري للدول العربيه عامة ومصر خاصة باعتبارها دولة جوار لإسرائيل.
بقلم د. / إبرام سامي
● الأزمة الداخليه لإسرائيل وأثرها على الوضع السياسي لها:
لقد شهدت إسرائيل أزمة داخليه أدت إلي حل الكنيست نفسه والتصويت علي إجراء انتخابات تشريعيه مبكره في مارس عام ٢٠١٥ ، بعد أن نال هذا الاقتراح موافقة ٨٤ صوتا وامتناع واحد فقط عن التصويت، وليست هذه المرة الأولى التي لا يكمل فيها الكنيست مدته القانونيه، حيث منذ عام ١٩٩٢ ، لم يكن (كنيست ) منتخب، مما يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي لإسرائيل كما يعكس أيضآ اذدياد الفجوة بين الرأي العام الإسرائيلى والنظام الحزبي من جهة أخرى، وكانت الحكومه الأخيره التي تم حلها في ديسمبر ٢٠١٤، أكثر الحكومات اشكالا، فكل رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي كانوا يعتقدون بأنهم مرشحون مستقبليون لرئاسة الحكومه، وجابهت الحكومه الكثير من الأزمات، مثل ميزانيه الدولة، ومشروع قانون القوميه اليهوديه، وضعف نتنياهو بسبب ضعف حزبه، والصراعات الداخليه التي انكشفت خلال العدوان الإسرائيلى علي قطاع غزة ٢٠١٥.
اخبار ذات صلة :رسالة تحذيرية لنتنياهو من لجنة التحقيق الحكومية بشأن قضية الغواصات
● نظام الحكم وأثره على عدم الاستقرار الحكومي:
ليس هناك دستور لإسرائيل مكتوب، بالرغم من أنه بموجب وثيقة الاستقلال عام ١٩٤٨ ، كان من واجب المجلس التأسيسي إعادة الدستور، ولكن تعذر ذلك بسبب مشكلات ظهرت فيما يخص حقوق الإنسان، والتشريعات الدينية وأنها دوله في حالة تغيير مستمر بما لا يتفق مع دستور صارم، نظرا لعدم اكتمال المشروع الصهيوني، بمكونيه الأساسيين، وهما الحدود الجغرافية والمكون البشري، أي يهود العالم، فليس هناك رغبة في ترسيم الحدود النهائية حتي يكتمل المشروع وتوجد ” قوانين الأساس ” التي سنها الكنيست، وهى عدة قوانين تتناول اسس الحكومه والحقوق والحريات وتم تفسيرها من خلال قرارات المحكمه العليا لإسرائيل.
أقرأ ايضا:أهمية التبادل التجارى بين مصر والاتحاد الاوربى فى قمة القاهرة
● النظام الانتخابي وأثره علي عدم الاستقرار الحكومي:
إسرائيل لديها نظام حزبي مشتت يتسم بدرجة عاليه من الاستقطاب وفق الاتقسامات الأساسية في المجتمع الإسرائيلى وهي بين الديني والقطاعات العلمانيه، والسفارديم ( وهم يهود الشرق ) ، والاشكناز ( وهم يهود أوروبا ) ، واليهود العرب. وتستمر الأحزاب الإسرائيلية مكانتها من مصدرين أساسيين هما دورها التاريخي فى بناء الدولة، وتمثيلها للقوي الاجتماعيه المختلفه في بنية النظام الإسرائيلى، أما تأثيرها داخل النظام فيرجع إلي نوعية النظام الانتخابي المتبع القائم علي التمثيل النسبي ويسمح لكل إسرائيلي بلغ سن ٢١ أن يرشح لعضوية الكنيست.
● استراتيجيات مواجهة عدم الاستقرار الحكومي:
جاءت دعوة ” بنيامين نتنياهو ” رئيس وزراء إسرائيل، لحل الائتلاف الحكومي في ديسمبر ٢٠١٤ بعد أقل من عامين من تشكيله لهذا الائتلاف، كما أنه قرر حل الكنيست والتوجه إلي الانتخابات العامه المبكره، علي خلفية قانون ” يهودية الدوله” ورفض الكثيرين له ، وتوقف مفاوضات السلام وغيرها ، الأمر الذي قاد إلي عراك سياسي عنيف بالغ الشدة بين نتنياهو ومعارضيه، مثل لابيد وليفني وغيرهم، وجاءت الانتخابات المبكره كدلالة علي ما تعانيه السياسه الإسرائيلية من أزمة حقيقيه تتلخص في غياب الاستقرار السياسي في النظام الإسرائيلى.
للاطلاع على مقالات مواقع مؤسستنا الاخرى:قرارات عاجلة .. من وزارة التعليم بشأن تصحيح امت
وأخيرا ، أن الناخب الإسرائيلى طرف في المعادلة بسبب سلوكه التصويتي، وحدوث استقرار حكومي يعتمد علي مدي رضاء الناخبين عن السياسات المتبعه.
محمد