يا لطيف. يا لطيف
زَرَطَ الطّفلُ الرّغيف
آه من خصري ودمعه
يشتكي الجوع العنيف
و أنا فوق الرّصيف من مَشَتْ أصغر منّي
ليس لي كحلٌ و طيب
وذراعٌ كالمرايا
فأُعرّي شهوة الذئب العفيف
يا لطيف .
يأكل ربحَ الثّنايا
و عيَاط كلّ شرطيّ حقير
ليسَ يدْري ما الأمومة
ينهض خفرًا يراني مثل حوّاء الجنان
و يرى كلّ عيوبي
ثمّ جوّال اليدين في الحذاء.
في القميص و الجيوب
و عيون ذلك القاضي القبيح
أطعمت سهرا وخمرَا
و سِفَارًا في خصورٍ كاللّهيب
يا لطيف.
نزقُ الجوع مخيف
و أنا من فتلِ ليلٍ عاد خصري كالرّغيف
ليس لي أرداف بغله
أو سراديب كهوف أو كتافٌ كالجدار
يدخُلُ كلُّ الكرام.
أحملُ ثِقْلَ الرّجال
ليس لي عينٌ كبيرة
تجمعُ كلَّ المدينة
فأرى الدّاخل يشري خصريَ الطّافي النّوار .
آه من وجعي و دمعه
كلّما نعّستُ نهدي
قال أمّي هلْ لنا في الدّار تمره
كنتُ وحدي أغزلُ وهمَ الصّبايا
رجلا يرتاح قلبي كلّما لامستُ صدره
و عيوني تسبحُ فيه شراعا كلّما نادى لأمره
كنتُ وحدي أحملُ وهمَ العذارى
حينما أختي الكبيرة
(نحن سبع أو ثمان .
لستُ أدري،
هل أضافت أمّنا اليوم صغيرة)
ضاع منها جسمها المدقوق حسنا…
استباحت فيه خبزه
حينما كنّا صغارا يتباهى الله فينا
و جميع الرّسل حلّتْ في الثياب و الدّفين
جاءنا وعدٌ كبير حملَ الكاسي إليه
و أفاض الله ماء حينما كان الدِّراس
رهقَ الدّرَاسُ قال ليسَ عندي من محلّه
فإلهينِ أطعنا و تجارينا كنمل
يئونا حانوت جار بالمدينة
كان سعد عمّنا الجار الشّريف
أرملَ شهمًا ظريفا ضيّعَ التّاريخ عمره
زاد للشّرع كثيرا
ثمّ أمّي غصبت آخر قاعه
كنتُ في الحانوت أُصغي شهقة العم الشّريف
كنتُ تحت قدميه
و متى أمّي يجور نهدها العذب اللّطيف
دفعتني أحزمُ أضلاع أختي
كان سعد عمُّنا أبةً شريفا
كان نعناعا يبيع
و إذا جاء الخريف غيّر البيض بضاعه
و كَبُرْنَا …و تحاككنا بوارا
من تُرَى يهْوى الضّعيف
فتجمّلْنا بربّ ننعس الشيء اللّطيف
آه من وجعي و دمعه …..
من له بعدي رحيق ….
ما الطّريق ..
حين كنتُ قبل عامين يزيد
أمسحُ بيت كريم كان أعتى من وزاره
يلبس الرسل إزارا
و اللّسان فيه من تقوى التّجاره
آه من وجعي و دمعه
يسكُبُ فيَّ الحريق
إنّه ما زال غيبا ليس يدري ما الطّريق
ركب الذّئب أصيلا فيه من عمر الدّهور
واشتراني ليلتين ….و رماني
كان أعتى من وزاره
و له فيما يقال صاحبٌ عند الأمير …
يبتغيه
وانتهى الحقّ بأنّي ….
أقدمُ من قوم لوط في الفجور .
تحرير أسماء عيسوي