باقي عشر علي الأيام العشر/ الداعية : م/ بهيرة خيرالله
باقي عشر علي الأيام العشر /الداعية : م/ بهيرة خيرالله
– في حياة المسلم عشر ليالٍ هي أفضل الليالي في حياته ، وعشرة أيام هي أفضل الأيام في حياته .
أما الليالي فهي العشرة الأخيرة من شهر رمضان ، ففيها ليلة القدر ليلة ” خيرٌ من ألف شهر ” .
باقي عشر علي الأيام العشر :
وأما أفضل الأيام في حياته فهي العشرة الأول من ذي الحجة ، فهى أفضل بنهارها لكونها فيها ” يوم التروية “– الثامن منه – الذى تبدأ فيه أعمال الحج & ” يوم عرفة ” الركن الأعظم للحج .
– ويكفى القسم الإلهى بها فى قوله تعالى : { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } ، إذ أن الله العظيم لا يُقسم إلا بعظيم – وَالْفَجْرِ هو فجر اليوم العاشر من ذى الحجة ، فجر يوم “عيد الأضحى” الذى ينحر فيه المسلمون من غير الحجيج الأضحية ، وهو ” يوم النحر” الذي ينحر الحُجاج فيه الهدى بمنى أو بمكة ضمن مناسك الحج ؛ وعنه قال رسول الله (ص) : ( أعظمُ الأيامِ عندَ الله يوم النحر ) – وقوله : “وَلَيَالٍ عَشْرٍ” فهي العشرة الأولى من ذي الحجة – وقوله : “والشَّفْعِ” هو ” يوم النحر” العاشر من ذى الحجة – وقوله : وَالْوَتْرِ هو ” يوم عرفة ” التاسع من ذى الحجة بحسب بعض أقوال المفسرين .
– وقد شهد النبي صلي الله عليه وسلم لهذه الأيام بأنها : ( أفضل أيامُ الدنيا أيامُ العشر ) ، وحَثَّ فيها على العمل الصالح ، فيما أخرجه البخاري عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام – قالوا : يا رسول الله ولا الجهادُ فى سبيل الله ؟ – قال : ولا الجهاد فى سبيل الله ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يرجع من ذلك بشئٍ ) ؛ أي رجل استشهد ، وبذل روحه ونفسه وماله في سبيل الله .
– وقال ابن حجر فى الفتح : إن سبب فضل هذه الأيام اجتماع أمهات العبادات فيها وهى : الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحجّ ؛ ولا يأتى ذلك فى غيره . – وقوله صلي الله عليه وسلم” العمل الصالح” يشمل الإكثار من جنس الفريضة فى العبادات من : الذكر – وصَّلاة النوافل مع التبكير فى أداء الفرائض – وصِّيام التطوع – والصَّدقات ؛ والفريضة هي : الشهادة والصلاة والصيام والزكاة .
– لذا يُندب فى هذه الأيام : البدء بالتوبة الصادقة النصوح ؛ والبعد عن المعاصى فهي أهم أسباب البعد عن الله ، فـالإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، والطاعة تقرب والمعصية تُبعد ، والتوبة النصوح تمحو المعصية – والذِّكر بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فهى الباقيات الصالحات ، وهى غراس الجنة ؛ وقراءة القرآن ومدارسته هو خير الذكر ؛ وصلاة النوافل ونخص منها صلاة الرواتب ، وأعلاها قيام الليل
– وصَّــوم التسع الأول من الشهر ، فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبى قالت : ( كانَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم يصومُ تسع ذى الحجة ، ويومَ عاشوراء ، وثلاثة أيامٍ من كلِّ شهر ) ؛
ويختص بالصوم “يوم عرفة ” لزيادة فضله ، كما روي مسلم أنه صلي الله عليه وسلم قال : ( صيامُ يوم عرفة احتسـبُ على الله أن يُكفِّرَ السنة التي قبله والتي بعده ) ؛
ويحرم صيام يوم النحر ، كما يُكره صيام أيام التشريق ( 11&12&13) للحاج وغير الحاج : فقد قال صلي الله عليه وسلم كما أخرج مسلم : ( أيام التشريق أيامُ أكلٍ وشربٍ ) – وزاد فى رواية : ( وذكرٌ لله تعالى ) .
– ويستحب الإكثار من الصدقات مادية ومعنوية ، كقوله صلي الله عليه وسلم : ( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به ، إن كل تسـبيحةٍ صدقة ، وكل تكبيرةٍ صدقة ، وكل تحميدةٍ صدقة ، وكل تهليلةٍ صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهىٌ عن المنكر صدقة … الحديث ) ؛ وإماطة الأذى عن الطريق صدقة ، حتي الكلمة الطيبة صدقة ) – وذبح الأضاحى يوم النحر / يوم العيد اتباعا لسنة النبي صلي الله عليه وسلم – وصلة الأرحام – وإصلاح ذات البَيْن ؛ وغيرها من الأعمال الصالحة قربي لله تعالي .
– هذا والأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى ؛ فمنها ما هو تعبدى ، ومنها ما هو أخلاقيات ومعاملات وسلوكيات ؛ والمهم فى هذه الأعمال هو الاخلاص لله تعالي ، لا يبتغى بها غير وجهه تعالى ، وتكون موافقة لشرع الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، والتى بَيَّن الحديث النبوي أنها تفوق ثواب الجهاد ؛ إلا الشهادة في سبيل الله.
فمن لم ينل شرف الحج بعد ، وهو جهاد المرأة والكبير ؛ فقد عوضه ربُّه بهذه الأيام المباركات ، هدانا الله وإياكم إلي استثمارها والفوز بثواب الله الجزيل فيها ..