بوراوي بن عبد العزيز إذاعى تونسي أسمه محفور في القلوب رغم سنوات الرحيل
بوراوي بن عبد العزيز إذاعى تونسي أسمه محفور في القلوب رغم سنوات الرحيل
بوراوي بن عبد العزيز .. هذا الإذاعى التونسي الكبير ودع عالمنا في مثل هذا اليوم 22 أبريل منذ 11 عاما تحديدا في عام 2014 إلا إنه ورغم رحيلة إلا أن إسمه محفورا في قلوب كل أبناء الشعب التونسي ومؤكد سيظل هكذا لسنوات وعقود طويلة قادمة .
كتب / أسامة الراعي
متابعة / حبيب بنصالح ” تونس – خاص”
– بوراوي بن عبد العزيز : ولد بالوردانين في 30 سبتمبر 1936 – توفي في 22 أفريل 2014، (78 سنة). كانت حياته رحلة ممتعة قضّاها متجوّلا بين الإنتاج والإعداد والتقديم، بنى من خلالها جسرًا موصولا بينه وبين المستمعين الذين رافقوه عبر محطات عديدة “أذابت روحه وأحرقته في عناء حقّق له السعادة وأوجد له معنى” كما صرّح هو نفسه بذلك في حوار إذاعي.
● رغم غياب المعلومات عن نشأته ودراسته، فقد تمكنتُ من جمع بعض المعلومات عن مسيرته الإذاعية الفذّة :
بدأت رحلته مع الإذاعة سنة 1961 قدّم فيها مجموعة من البرامج المختلفة نذكر منها : سُمّار الليالي، زيارة ونيارة ،اخترنا لكم (منوعة أدبية شعرية)، منّا وإليك (برنامج يهتم بأدب الرسائل) يسألونك عن تونس، صور من الحياة (دام هذا البرنامج 22 سنة ليتوقف في 1984)، الأَسِرّة البيضاء (من 1968 إلى 1987)، الإذاعة تزور…
● ويتذكّر جيل الستينات والسبعينات جيّدا برنامج “سُمّار الليالي” الذي استمر لسنوات واستضاف فيه كبار الفنانين والأدباء والمفكرين، وكذلك “الأسِرّة البيضاء” الذي أصبح رمزا للعناية والاهتمام بالمرضى من خلال تخصيص مساحة إذاعية تصحبه فيها فرقة موسيقية وثلّة من المطربين والمطربات للترفيه عنهم داخل المستشفيات.
● كان الاذاعي بوراوي بن عبد العزيز يستعين في برامجه بصوتين كبيرين هما الكروان عادل يوسف ومفيدة زهّاڨ في قراءة نصوص برامجه.
●وبوراوي بن عبد العزيز صوت عذب، وقلم سخيّ، وثقافة واسعة، وثقة في النفس، وتجربة تفاعلت مع محيطها الذي ضمّ الكبار من الأدباء والإعلاميين والفنانين أمثال عبد العزيز قاسم، أحمد خير الدين، البشير خريّف، الهادي نعمان وعبد المجيد بن جدو. وفي الموسيقى والغناء : علي الرياحي، نعمة، علية، فتحية خيري، عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية.
● كانت مسيرةً متميزةً جعلت منه علَما من أعلام الاذاعة التونسية، فتجربته ورصيده وقيمته كإعلامي التي صنعها بإتقان بوّأته منزلة ومكانة متميّزتين على المستويين الوطني والعربي، إذ كان الصديق المقرب من عدد من نجوم الموسيقى والغناء والأدب والشعر في تونس والعالم العربي، ويكفي الاستشهاد بالمكانة الخاصة التي كان يوليه إيّاها الرئيس الحبيب بورقيبة وعدد من الشخصيات السياسية في البلاد، كذلك صداقته للراحل عبد الحليم حافظ والشاعر المصري عبد الرحمان الأبنودي إضافة إلى نور الدين صمّود الذي تواصلت العلاقة بينهما وأثمرت انتاج أعمال مشتركة كان آخرها “نقوش على سطح الذاكرة” الذي انطلق سنة 1983 وتواصل البرنامج إلى السنوات الأخيرة من حياته بعد مثوله للتقاعد تحت عنوان “حديث بلا شفاه”.
● ويكفي تصفّح رصيد الراحل في تجربته بالإذاعة التونسية للوقوف على برامج ومنوعات مثّلت جزءًا من ذاكرة المواطن التونسي على غرار “صور من الحياة” و”سهرة الأحد” الذي انطلق سنة 1964 ليتغيّر عنوانه إلى “سُمّار الليالي” في مرحلة أولى و”سهرات لا تنسى” الذي توقّف سنة 2000، وغيرها من البرامج الأخرى التي كان يعدّها ويقدّمها أو يشارك في إعدادها منها “الإذاعة تزور” و”معنى ومغنى”.
● تقلّد بوراوي بن عبد العزيز عديد المناصب صلب الاذاعة قبل تقاعده، حيث أشرف على مصلحة البرمجة والتنشيط بالاذاعة الوطنية، وشارك في لجان التحكيم بمهرجان الاذاعة والتلفزة في تونس، كما ساهم في عديد اللجان الخاصة بالدراما الاذاعية وبالموسيقى.