بين العدوان والإرهاب… هاني فاروق يكشف حقيقة دعوات تدمير الأقصى
بين العدوان والإرهاب... هاني فاروق يكشف حقيقة دعوات تدمير الأقصى
بين العدوان والإرهاب… هاني فاروق يكشف حقيقة دعوات تدمير الأقصى
في مشهد يعكس تصاعد حالة التطرف والتحريض داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حذر الكاتب والمحلل السياسي هاني فاروق، المتخصص في الشؤون الإقليمية والدولية، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «النيل للأخبار» ظهر اليوم، من خطورة الدعوات الصادرة عن أوساط يمينية إسرائيلية متطرفة تطالب بإحراق المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، واصفًا هذه التهديدات بأنها تجسيد فج للوجه القبيح لدولة الاحتلال الصهيوني التي ما زالت تواصل ارتكاب الجرائم دون أدنى رادع قانوني أو أخلاقي، في ظل صمت عالمي مخزٍ ومتخاذل.
وأوضح فاروق أن هذه الدعوات ليست مجرد تهديدات طائشة عابرة كما يظن البعض، بل تعكس حقيقة السياسة الإجرامية التي تتبناها حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل التحالف الذي يجمعه مع وزراء اليمين الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، والذين دأبوا على إطلاق تصريحات عدائية وتحريضية ضد الفلسطينيين تدعو صراحة إلى إبادة السكان في قطاع غزة والضفة الغربية، وتدعو كذلك إلى هدم كل ما يمت للهوية الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه السياسة العدوانية المستمرة، المدعومة عسكريًا وسياسيًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي لم تتوقف حتى اللحظة عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بشحنات الأسلحة الفتاكة، بما فيها أنواع محظورة دوليًا، تمنح دولة الاحتلال ضوءًا أخضر لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء، في غزة، الضفة، جنوب لبنان، وسوريا، بل وتمتد أيضًا إلى اليمن.
وأضاف فاروق أن الأخطر في المشهد الراهن هو الاستفزازات الممنهجة التي تطال الشعائر الدينية ليس فقط للمسلمين، بل وللمسيحيين أيضًا، حيث شهدت مدينة القدس قبل أيام حادثة مؤسفة عندما قامت قوات الاحتلال بمنع المصلين المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة لأداء طقوس الاحتفال بعيد القيامة المجيد، الأمر الذي وصفه فاروق بأنه انتهاك صريح لكل الأعراف الدولية والشرائع السماوية، وتعدٍّ فج على الحريات الدينية، مما يبرهن أن الاحتلال يستهدف كل من يرفض مشروعه الاستيطاني، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا أو حتى يهوديًا معارضًا لسياساته.
وفي سياق متصل، حذر فاروق من أن تصاعد هذه الدعوات العدائية، خصوصًا ما يتعلق بإحراق المسجد الأقصى، سيشعل بركانًا من الغضب الشعبي في العالم الإسلامي كله، بل ومن المتوقع أن يؤدي إلى حالة غير مسبوقة من الانفجار الشعبي والسياسي على مستوى العالم، محذرًا في الوقت ذاته من تجاهل هذه التهديدات من قبل المجتمع الدولي، الذي بات يتعامل مع جرائم الاحتلال كأمر واقع لا يستحق حتى الاستنكار.
وأكد أن الدعوات الأخيرة ليست بمعزل عن السياق التاريخي للسياسات الإسرائيلية، التي لم تكف منذ عقود عن تهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، مستندة في ذلك إلى تحالف استراتيجي مع قوى دولية ترى في استمرار الفوضى والصراع وسيلة مثلى لإعادة رسم خرائط الشرق الأوسط بما يتماشى مع طموحاتها الاستعمارية الجديدة.
وختم فاروق مداخلته بتوجيه نداء عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الأممية، محذرًا من أن الصمت المتواطئ مع الاحتلال الصهيوني قد يدفع بالمنطقة إلى موجة جديدة من العنف والتصعيد، يكون وقودها الأبرياء من مختلف الأديان والانتماءات، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لردع الكيان الإسرائيلي عن ارتكاب المزيد من الانتهاكات وتدمير المعالم الدينية والتاريخية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعوب.