تاكسي يحلّق فوق الأهرامات.. مصر تدخل عصر النقل الجوي السريع
تاكسي يحلّق فوق الأهرامات.. مصر تدخل عصر النقل الجوي السريع
✍️ بقلم: طه المكاوي
لم يعد التحليق فوق القاهرة حلمًا أو رفاهية حصرية لكبار الزوار فقط، فابتداءً من اليوم، بات بإمكان المصريين والسياح الانتقال جوًا داخل البلاد كما ينتقلون بالسيارة أو القطار، ولكن في دقائق معدودة بدلًا من ساعات طويلة.
ففي احتفالية مبهرة أمام أهرامات الجيزة، شُهد أول ظهور رسمي لخدمة “تاكسي مصر الجوي – Air Taxi Egypt” باستثمارات تتجاوز 5 مليارات جنيه، لتصبح مصر أول دولة في المنطقة تُطلق خدمة نقل جوي تجاري داخل المدن والمناطق السياحية على نطاق واسع.
من القاهرة إلى الساحل في 20 دقيقة!
المرحلة الأولى ستنطلق من مطار ألماظة بالقاهرة، لتربط العاصمة بمناطق مثل العاصمة الإدارية، الشيخ زايد، الساحل الشمالي، الجونة، سيوة، شرم الشيخ، الغردقة، الأقصر، وأسوان.
الرحلات ستكون بطائرات هليكوبتر حديثة مزودة بأنظمة أمان عالمية، وتُدار وفق آليات حجز مرنة شبيهة بخدمات التوصيل الذكي عبر التطبيقات الإلكترونية.
رفاهية على متن السحاب
الخدمة تُقدَّم بفئتين:
Comfort Class للرحلات اليومية والتنقلات السريعة،
VIP Class المجهزة بصالونات فاخرة واتصالات مؤمنة ومرافقة أمنية عند الطلب.
وتستهدف فئات متعددة، من السياح الباحثين عن تجربة استثنائية فوق الأهرامات والنيل، إلى رجال الأعمال الذين يريدون اختصار الوقت، وصولاً للجهات الحكومية والمناسبات الرسمية والرحلات الطبية العاجلة.
تحالف مصري إماراتي يقود المشروع
المشروع نتاج تعاون بين:
مجموعة طيران أبوظبي صاحبة الخبرة الممتدة لأكثر من 49 عامًا في الطيران العمودي،
شركة TCM للاستشارات الاقتصادية الذراع الاستشاري لمجموعة برايم مصر.
وخلال الحفل، أكد سعادة السفير حمد الزعابي أن المشروع يعكس عمق العلاقات بين الإمارات ومصر، بينما وصفه محمود الحاي الهاملي بأنه “قفزة نحو جيل جديد من النقل الجوي الذكي”. أما المهندس تامر وجيه فأعلن أن المشروع هو “بداية تحول جذري في السياحة والنقل المؤسسي داخل مصر.”
ما بعد السماء.. إلى أين تصل الرحلة؟
المرحلة القادمة ستشهد:
إطلاق تطبيق للحجز الفوري،
رحلات سياحية حصرية بالتعاون مع الفنادق والمنتجعات الكبرى،
خدمات تنقل للمستثمرين إلى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.
وتؤكد دراسات الجدوى أن مصر — التي تستقبل أكثر من 11 مليون سائح سنويًا — تمتلك سوقًا واعدًا لهذا النوع من النقل الفاخر، خاصة مع التوسع العمراني الهائل الذي تشهده الدولة.
فقرة ختامية شاعرية
لم تكن الأهرامات يومًا مجرد حجارة شامخة، بل كانت دومًا بوابة نحو المستقبل. واليوم، بينما تحلّق الطائرات فوقها كسيارات أجرة في السماء، يبدو أن مصر لا تكتفي بأن تنظر إلى ماضيها بفخر، بل تصعد إليه من جديد — ولكن بأجنحة هذه المرة. ولعلّ السؤال لم يعد: هل سنجرب التاكسي الجوي؟ بل متى ستكون أولى رحلاتنا فيه؟