ريهام طارق تكتب: ترمب يخطط لتهجير الفلسطينيين.. صفقة القرن أم نكبة جديدة؟

في خطوة أثارت ردود فعل واسعة على الصعيدين الدولي والإقليمي، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، والتي تتضمن تهجير الفلسطينيين ووضع القطاع تحت سيطرة الولايات المتحدة.

مسقط: ريهام طارق 

ورغم تأكيد ترمب على عدم فرض الخطة بالقوة، إلا أن حديثه عن “تطوير” غزة وتحويلها إلى “مجتمع جميل و مستدام” يعكس رؤية أحادية الجانب تتجاهل الأبعاد السياسية والإنسانية للصراع.  

ترمب والمنهجية التجارية في السياسة الدولية:

عرف ترمب، بأسلوبه الغير تقليدي في السياسة الخارجية، وعبر عن استغرابه من رفض مصر والأردن لـ مبادرته، مستنداً إلى حجم المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة لهذين البلدين هذه المقاربة، التي تربط بين الدعم المالي والمواقف السياسية، تعكس رؤيته للعلاقات الدولية من منظور الصفقات التجارية، متجاهلا الاعتبارات التاريخية والإنسانية التي تجعل مسألة تهجير الفلسطينيين مرفوضة تماماً عربياً ودولياً.  

بعيداً عن الجانب الإنساني، تعكس تصريحات ترمب تبسيطاً مفرطاً لـ تعقيدات الوضع في غزة فقد وصف القطاع بأنه “مكان خطير” نتيجة عقود من الصراع، متجاهلاً الجذور الحقيقية للأزمة، والتي ترتبط بالاحتلال الإسرائيلي والسياسات التي فرضت حصاراً خانقاً على غزة. كما تساءل عن أسباب انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005، في إشارة تعكس فهماً قاصراً لديناميكيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  

اقرأ أيضا:ريهام طارق تكتب: إعمار غزة.. هل تنجح الخطة المصرية أم تُوأد في مهدها؟

الرفض العربي والتحركات الدبلوماسية:

في ضوء هذه التصريحات، بادرت الدول العربية إلى تبني موقف حازم، فقد أكد فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية إعادة إعمار غزة دون الإضرار بسكانها، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم خطة مصرية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، من جانبه، شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في واشنطن، على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، مؤكداً أن الحل يجب أن يكون سياسياً، بعيداً عن فرض وقائع جديدة بالقوة. 

اقرأ أيضا: ريهام طارق تكتب: طبول الحرب تُقرع.. هل يتحول جنوب لبنان إلى ساحة اشتباك؟

إعادة الإعمار كمدخل للحل السياسي:  

تواصل مصر على أرض الواقع تنفيذ خطة طموحة لإعادة إعمار غزة تمتد لثلاث سنوات، وتهدف إلى تطوير البنية التحتية ومعالجة الأضرار التي خلفها القصف الإسرائيلي المتكرر. ورغم التحديات السياسية واللوجستية، تسعى القاهرة إلى ترسيخ دورها القيادي في جهود إنعاش القطاع، مؤكدة التزامها بحل يعزز الاستقرار، بعيداً عن الطروحات التي تروج لفكرة التهجير كبديل للحل السياسي.

رغم أن خطة ترامب لم تطرح رسميًا أو تحظى باعتماد أي جهة دولية، إلا أنها تعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير القسري الذي عانى منه الفلسطينيون منذ نكبة 1948، ومع ذلك، فإن الرفض العربي الحاسم، إلى جانب الموقف الفلسطيني الثابت، يجعل من تطبيق مثل هذه الطروحات أمرًا غير وارد، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

يبقى السؤال المحوري: هل يمكن أن تتحول غزة إلى “مجتمع جميل و مستدام” كما يدعي ترامب، دون تحقيق العدالة للفلسطينيين؟ الواقع والتاريخ يؤكدان أن أي حل حقيقي للقطاع لا يمكن أن ينجح إلا في إطار تسوية شاملة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بدلاً من إعادة إنتاج سياسات التهجير القسري.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.