جامعة القاهرة تتربع على عرش الجامعات المصرية في تصنيف شنغهاي العالمي
جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية في تصنيف شنغهاي العالمي للعام 2024: دليل على ريادة التعليم العالي المصري
كتب باهر رجب
في إنجاز يعكس التطور المستمر لمنظومة التعليم العالي في مصر والجهود المبذولة لتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية، تصدرت جامعة القاهرة الجامعات المصرية في تصنيف شنغهاي الصيني (ARWU) للعام 2024،
وهو أحد أهم وأشهر التصنيفات الأكاديمية العالمية للجامعات. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم في قائمة، بل هو مؤشر قوي على المكانة المرموقة التي باتت تحتلها الجامعة على مستوى العالم، والتزامها الراسخ بمعايير الجودة والبحث العلمي المتميز.
تصنيف شنغهاي: معيار عالمي للجودة الأكاديمية
يُعتبر تصنيف شنغهاي (ARWU) مرجعًا هامًا في تقييم أداء الجامعات عالميًا، حيث يعتمد على ستة معايير رئيسية تقيس جوانب مختلفة من التميز الأكاديمي والبحثي. هذه المعايير تشمل:
جودة البحث العلمي:
يُقاس بعدد الأبحاث المنشورة في مجلات علمية مرموقة مثل “Nature” و “Science” وعدد الأبحاث المفهرسة في قواعد البيانات العالمية مثل “Web of Science”. ويمثل هذا المعيار 40% من الوزن الإجمالي للتصنيف (20% لكل منهما).
الاستشهادات المرجعية:
يُركز على عدد العلماء من الجامعة الذين يتمتعون باستشهادات مرجعية عالية في قاعدة بيانات “كلاريفيت”، مما يعكس تأثير وجودة أبحاثهم على المستوى العالمي (20%).
الإنتاجية البحثية:
يتم حساب الوزن النسبي للمؤشرات البحثية مقسومًا على عدد أعضاء هيئة التدريس، مما يقيس كفاءة الإنتاج البحثي للجامعة (10%).
الجوائز المرموقة:
يُقيّم عدد الخريجين وأعضاء هيئة التدريس الحاصلين على جوائز نوبل وميداليات التخصص، وهي أرفع التكريمات العلمية في العالم (20% مجتمعة، 10% لكل فئة).
جامعة القاهرة: ريادة مصرية بمعايير عالمية
إن تصدر جامعة القاهرة للجامعات المصرية في هذا التصنيف المرموق يؤكد على عدة جوانب هامة:
التميز البحثي:
يشير إلى قوة وتميز البحث العلمي في جامعة القاهرة، ويتجلى ذلك في ارتفاع عدد الأبحاث المنشورة في المجلات والدوريات العالمية المفهرسة، وجودة هذه الأبحاث وتأثيرها الذي ينعكس في ارتفاع الاستشهادات المرجعية لعلماء الجامعة.
جودة أعضاء هيئة التدريس:
يعكس وجود كفاءات علمية متميزة ضمن هيئة التدريس بالجامعة، قادرة على توجيه وإلهام الأجيال الشابة من الباحثين، والمساهمة في إنتاج معرفة علمية رائدة.
الالتزام بالمعايير الدولية:
يؤكد على أن جامعة القاهرة تعمل وفقًا للمعايير الدولية للجودة في التعليم والبحث العلمي، وتسعى باستمرار للارتقاء بمستواها الأكاديمي ليكون منافسًا عالميًا.
دعم الاستراتيجية الوطنية:
يتماشى هذا الإنجاز مع أهداف “الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030” التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، والتي تهدف إلى تدويل منظومة التعليم العالي وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي للتعليم والبحث العلمي.
خطوة نحو المستقبل
إن تصدر جامعة القاهرة لتصنيف شنغهاي هو خطوة هامة نحو تحقيق المزيد من التميز والريادة للتعليم العالي المصري. هذا الإنجاز يجب أن يكون حافزًا لمزيد من العمل والاجتهاد من قبل جميع الجامعات المصرية للارتقاء بمستوياتها الأكاديمية والبحثية، والمساهمة الفعالة في بناء مجتمع علمي مصري متقدم وقادر على مواكبة التطورات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
في الختام، يُعد هذا الإنجاز الوطني شهادة على قوة وإمكانات التعليم العالي المصري، ويؤكد على أن الجامعات المصرية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التميز والريادة على المستوى العالمي، وجامعة القاهرة في صدارة هذه المسيرة، لتكون منارة للعلم والمعرفة في المنطقة.