جنون العظمة والمكابر تقود صاحبه للهلاك والسقوط بقلم / وفاء عبد السلام
جنون العظمة والمكابر تقود صاحبه للهلاك والسقوط
بقلم / وفاء عبد السلام
يعتبر مرض العظمة لدى بعض الأشخاص بمثابة الجنون ويشير أنه مصطلح تاريخي منشق من كلمة إغريقية (ميغالومانيا) و (بالإنجليزية: Megalomania) وتعني وسواس وعدم الصدق مع العظمة لوصف حالة من وهم والاعتقاد حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع ويدعي امتلاك قرارات مثرية واستثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة مع أشخاص ليس لهم وجود على أرض الواقع ومن الناحية العلمية يعتبر مصطلح العظمة وصف لبعض حالات مرضية ويكون جنون العظمة عارضا فيها كما بعض الأمراض العقلية شديدة الخطورة وتتميز بحالة مرضية ذهانية او مرض عقلي و يسيطر على المريض مجموعة من الافكار والمعتقدات الثابتة. يتركز ذهن المريض على مشاعر المريض بعظمة ومشاعر الاضطهاد ويعيش افكارا متسلطة ولكنها لا ترتبط اطلاقا بالواقع وانها خيال الهلوسا. ويبدو كلام المريض منطقيا عبارة عن اعتقاد بفكرة خاطئة فهي حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام واقعية لها وهذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين وبأنّ السبب الرئيسي لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم ومهمّ للغاية كما يعتبر جنون العظمة علامة من علامات مرض فصام الشخصية والمعروف علميا الشيزوفرينيا أو قد يكون مرض مستقل بحد ذاته وليس عارض لمرض و عادة يعتقد المريض بشكل قاطع بامتلاكه صفات غير عظمة وهمية ولا يقتنع بمخالفة الآخرين لة . يعاني المريض من الأوهام والضلالات قد تكون عادة و قد يسمع المريض أصوات غير موجودة أو يرى أشياء غير واقعية أو يشم ويلمس ويتذوق ما لا حقيقة له يتلاكم البعض مع الهواء أو يبكي ويلطم بدون سبب أو قد يضحك ويقهقه حسبما يرى ويسمع ويحس من أمور لا واقع لها. ويستمر اعتقاده الاضطهادي” حيث يتصور المريض أن من يضحك مع زميله إنما يضحك عليه ومن يتهامس فإنه يتهامس عليه وأن الناس حوله منهمكون في صنع المؤامرات ضده. كما تشمل ضلالات الاعتقاد أيضا ما يعرف بـ ” جنون العظمة” أي وهم الاعتقاد بالعظمة، فيعتقد المريض وبشكل قاطع بأنه حالة استثنائية فوقية تختلف عمّا سواها وتتفوق بقدرات ومواهب قد تكون خارقة. فقد يتصور نفسه، على سبيل المثال وليس الحصر، بأنه مسؤول سياسي مهم أو قيادي من الدرجة الأولى أو أنه من أقارب رئيس الوزراء أو من المقربين له أو أنه تاجر ثري يملك الكثير من الثروة والمال أو أنه فيلسوف في عصره وحكيم في زمانه وأديب لا يضاهى أو أمير للشعراء أو أحد علماء الكون ومنظريه أو رجل من رجال الدين المنزهين حتى قد تقوده الهلاوس والضلالات إلى أن يدعي النبوة أو الإمامة في بعض الأحيان. و قد تكتسب كذلك من الأسباب: اضطراب الجو الاسري والتسلط في الاسرة و التوترات الزائدة وتنشأ في بيئة تتصف بالإنعزالية مما يجعل الشخصية مهيأة لبناء شخصية غير متازنة وقد يكون السبب لوجود اعاقة بدنية ويلاحظ ان الاعاقة الجزئية أكثر اثارة لأعراض المرض ويكون صدمة تعرض الفرد لاهتزاز عميق مثل الإحباط و مواقف الفشل و الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع رغباته وخوفه من الفشل في اشباعها.
وترى النظرية السلوكية تنتج من تعلم خاطئ لبعض العادات السلوكية الخاطئة يكون الشخص المُصاب بالهوس كثير الكلام، لا يتوقف عن الحديث وينتقل من موضوع إلى موضوع آخر دون أن يكون هناك ويربط بين المواضيع التي يتحدث فيها. ويكون أيضاً كثير الحركة قليل النوم وقد لا ينام لعدة أيام وهذا الأمر قد يؤدي إلى الإجهاد الشديد مما قد يقود إلى الوفاة في بعض الحالات التي يقوم فيها المريض بالحركة المستمرة دون أخذ قسطٍ من الراحة أو النوم. قد يُصيب هذا المرض الأشخاص في أي مرحلة عمرية. وأحياناً يأتي هذا المرض لأشخاص ذوي مكانة علمية أو اجتماعية في مجتمعهم ويجعل الناس أعداء بالنسبة له. وربما لأن بعض الناس لا يعرفون المرض فقد يظنون بأن هذا الشخص يتعمّد القيام بهذه الادعاءات وقد يتعرض للإيذاء من قبل العامة الذين يستشيط بهم الغضب لادعاء شخص ما بأنه نبي أو أنه المهدي المنتظر أو بأنه عيسى بن مريم. ولا يقتصر الأمر على الادعاء بأمورٍ دينية ولكن ربما أدعّى المريض بأنه شخصية سياسية كبيرة أو أنه أمير أو ملك أو وزير. وقد حدثت حادثة طريفة في ما قبل عدة عقود ويصف نفسة بالبطل و يدّعي المصابون بجنون العظمة بأنهم أصحاب اكتشافات علمية هامة، أو أنهم أطباء لهم باعٌ طويل في تخصص مُعقد وقد يخدع بعضهم عامة الناس خاصةً في القرى والأرياف ولكن غالباً ما ينكشف أمره جنون العظمة في الشوارع قد يكون خطراً يُهدد المواطنين الأبرياء أو أهل المريض. في جميع الحالات التي يكون فيها الشخص يُعاني من مرض جنون العظمة، فيجب عرضه على طبيب نفسي لكي يتأكد من مدى خطورة المرض، وتشخيص السبب لهذا السلوك المرضي والذي قد يكون خطيراً على أشخاص أبرياء. بالنسبة لمن يصطدم بشخصٍ مثل هؤلاء المرضى بجنون العظمة يجب عليه عدم المُصادمة معه لأن ذلك قد يكون خطراً على الشخص الذي يتعرّض
محمد