“حاجة تعيش”..بقلم / أسامة سمير

..قصة الشهيد البطل سيد زكريا خليل

حاجة تعيش

قصة الشهيد البطل سيد زكريا خليل

بقلم / أسامة سمير

 

إنها واحدة من قصص البطولة والتضحية. والفداء من بين مئات غيرها والتي ربما لا يعرفها البعض .فقد تجلت أحداثها خلال أحداث حرب اكتوبر المجيدة علي أرض سيناء الحبيبة .

ففي عام 1996، اثناء احتفالات مصر بعيدها القومي لتحرير سيناء بعد مرور 23 عاماً على انتصارات أكتوبر 1973، وخلال تواجد السفير المصري تقدم رجل أعمال يهودي يعيش في ألمانيا وطلب مقابلة السفير لأمر هام، وعندما تمت المقابلة قدم رجل الأعمال نفسه بأنه كان محاربا إسرائيليا في حرب 1973، وأخرج من حقيبته سترة قديمة للمجند سيد زكريا وخطابا لم يسعفه القدر أن يوصله لأهله. وقال المحارب اليهودي إن البطل سيد زكريا تسبب في تدمير 3 دبابات وقتل طاقمهم المكون من 12 جندياً، ثم قضى على سرية مظلات بها 22 جندياً.

واستطرد الرجل في الحديث قائلاً: قام المجند سيد وأحد زملاؤه بالاشتباك مع مجندين إسرائيليين يحرسون 3 دبابات، فقضوا عليهم ثم قاما المجندين بإطلاق النار على طاقم الدبابة المكون من 12 جندياً حتى قتلوهم جميعا، مما جعل القوات الإسرائيلية ترسل طائرة مظلات فقام المجند البطل بإصابة الطائرة بقذيفة موجهة جعلت الجنود يقفزون واحداً تلو الآخر والمجند يلتقطهم بالرصاص، حتى أسقطهم جميعاً صرعى.

بعدها أرسل الجيش الإسرائيلي كتيبة صاعقة مكونة من 100 جندي وطائرة هيلوكوبتر لمحاصرة المجموعة المتبقية من المصريين، وأرسلوا نداءات للاستسلام لكن قائد المجموعة وقتها رفض التسليم فاستشهد وباقي مجموعته، وبقى على قيد الحياة سيد زكريا ومجند آخر. ظل المجندان يقاتلان حتى استشهد احدهم وبقى سيد يحارب وحده ليلا حتى ظن الأعداء أنهم أمام كتيبة كاملة، بعدها تسلل جندي إسرائيلي لسيد من الخلف وأطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا.

حينها لم يصدق أنه انتصر على ذلك البطل الملحمة وتساءل بينه وبين نفسه ما كل هذه البطولة، بعدها احتفظ بمتعلقات الجندي الجسور، وقام بدفنه إكراما لشجاعته ثم اطلق في الهواء 21 طلقة كتحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين، وبعد مرور أعوام من الاحتفالات شعر المجند اليهودي الذي أصبح رجل اعمال في ألمانيا بالتقصير في حق هذا البطل ودفن حكايته رغم بسالتها، فقرر أن يذهب لمقابلة السفير المصري ويسلمه متعلقات البطل المصري ويطلب منه تكريم ذكراه . ومازالت قصص الأبطال عام بعد عام تتباري في رفع الستار  وكشف النقاب عن شهيد هنا وشهيد هناك استبسل في الدفاع عن وطنه وضحي بنفسه وجاد بروحه من أجل أن يكتب لي ولك وللأجيال القادمة أن تعيش بعزة  وحريةوكرامة .لتبقي ذكراه ويبقي فداؤه يحمل لنا الف الف حياه .ولتبقي تضحيته وعطاؤه واستشهاده في كل يوم يحمل لنا “حاجه تعيش”

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.