حصان طروادة الجديد New Trojan Horse شيطنة التكنولوجيا هزمت سذاجة الأيديولوجيا

 

شهد لبنان يومي 17/18 سبتمبر 2024 موجتين من التفجيرات المتزامنة استهدفت الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية والمحمولة “البيجر” pager 📟 التي كان يستخدمها عناصر “حزب الله” في لبنان
ما أسفر عن عدد كبير من القتلى منهم نساء وأطفال والجرحى 2750 شخصًا، بمن فيهم سفير إيران “ نفسه” في لبنان السيد مجتبى أماني.

 

مصطفي كمال الأمير


استهدفت الموجة الثانية أجهزة الاتصال اللاسلكية walkie-talkie آيكوم اليابانية مما أدي لمقتل 30 شخصًا وإصابة 750 شخصًا في لبنان وسوريا، مما أربك المستشفيات ال 150 في جميع أنحاء لبنان
هذه العملية الشيطانية كانت تمهيداً للحرب الشاملة التي بدأت بعدها بأيام.

بعد تحديد مواقع واستهداف قيادات حزب الله العسكرية والإعلامية والمالية والسياسة وعلي رأسهم الأمين العام حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين وكل قادته الميدانيين وتدمير كل ضاحية بيروت وجنوب لبنانالموساد الإسرائيلي خطط ونفذ هجمات أجهزة النداء “البيجر” في لبنان التي استهدفت عناصر حزب الله استغرق أكثر من عقد من الزمن”.

 

البيجر
لزرع وتوريد أجهزة “البيجر”، التي تُعتبر تقنية قديمة، لتنفيذ العملية: “الاختيار كان مدروسًا بعناية”
لأن هذه الأجهزة توقف استخدامها في العالم كله بعض ظهور الموبايلات اللوحية الذكية، لكن حزب الله اضطر للعودة اليها لتفادي خاصية التتبع في الهواتف، حزب الله بدأت باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل.

 

 

وبدأت الجماعة أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة بها، منها الطائرات المسيرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية، والغريب في الأمر أن حسن نصر الله الأمين العام للحزب كان قد أصدر تعليمات لأعضاء المجموعة قبل خمسة أشهر فقط.

 

أجهزة النداء الآلي بدلاً من الهواتف المحمولة
باستخدام أجهزة النداء الآلي بدلاً من الهواتف المحمولة، لتفادي اختراق إسرائيل شبكة الإتصالات وهواتفهم المحمولة، وهو ما يؤكد اختراق الموساد لحزب الله والقيادة القريبة من حسن نصر الله نفسه، حزب الله اشتري بماله قنابل أجهزة النداء Gold Apollo AR-924، قبل حوالي خمسة أشهر فقط من التفجيرات.

 

قامت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بتصنيع الأجهزة سرًا، ودمجت داخلها مادة PETN المتفجرة ، وباعتها لحزب الله من خلال شركات وهمية في رومانيا وبلغاريا والمجر، استغرق التحضير للعملية عشر سنوات، وكان توقيتها النهائي مثاليًا بالنسبة للإحتلال الإسرائيلي.

 

تحوّلًا كبيرًا في الساحة الشمالية

العملية أحدثت تحوّلًا كبيرًا في الساحة الشمالية (الحدود بين إسرائيل ولبنان)، حيث بدأت ضد حزب الله لكنها امتدت أضرارها على سوريا وإيران وكسر المحور الشيعي الإيراني كله، بعد سقوط سوريا نفسها وانهيار الجيش السوري بتسليم عناصره للجيش العراقي أو الفرار بملابس مدنية.

تبقي الدور علي حوثيين اليمن “وصواريخهم ” بمساعدة أمريكا وبريطانيا حلفاء إسرائيل، هذه العملية الشيطانية استهدفت العناصر البشرية بشكل مباشر، على عكس العمليات التي تركز عادةً على أهداف عسكرية مثل الأنفاق والصواريخ”.

 

كما غيرت قواعد اللعبة من زعزعة الثقة في تأمين اتصالاتهم، وهو ما أربك صفوف التنظيم كله وضعه في زاوية ضيقة أو عنق الزجاجة، أن هذة العملية لم تكن فقط ضربة تقنية، بل استراتيجية، أضعفت القدرات البشرية لحزب الله بشكل كبير”.

 

وحدث مؤخراً وقف هش لإطلاق النار أنهى الحرب المفتوحة بين إسرائيل و”حزب الله” الشيعي
التي بدأت في 8 أكتوبر 2023، إسناداً لجبهة قطاع غزة والفلسطينيون المسلمون “السنة”، لكنها انتهت بعد 13 شهر بهزيمة ساحقة للحزب الموالي لإيران، وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف قتيلاً مع 17 ألفا جريحاً بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون ونصف مليون شخص ( ربع سكان لبنان).

 

أجهزة النداء walkie-talkie
جريمة البيجر وأجهزة النداء walkie-talkie نفي “كذباً” الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حينها مسؤولية إسرائيل عنها ، خلال مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، لكن ظهرت حقيقة أكاذيبهم بعد اعترافهم باغتيال إسماعيل هنية في طهران أيضاً.

كما نفت شركة “غولد أبوللو” التايوانية تصنيع الأجهزة المستخدمة في الهجوم، لافتة إلى أن شركة “بي.إيه.سي” في المجر لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
وأن هذه الأجهزة لم تُصنع في تايوان، بل صنعت في إسرائيل نفسها، التي صدرتها الي بلغاريا والنرويج ورومانيا عبر شركات الموساد الوهمية ومنها الي لبنان.

ونذكر هنا حادثة انفجار مرفأ ميناء بيروت المدمر عام 2020 ( بسبب رسو سفينة مواد كيماوية خطرة )
ومقتل 218 شخصًا وعشرات المفقودين وإصابة أكثر من سبعة آلاف شخص والخسائر المادية وصلت 15 مليار دولار أمريكي.

 

عملية الكترونية مخابراتية معقدة
هذه العملية الإلكترونية المخابراتية المعقدة ذكرتنا بخدعة الإغريق اليونانيين ” حصان طروادة ”
الحصان الخشبي الضخم الذي استخدمه اليونانيون خلال حصارهم لدخول مدينة طروادة والإنتصار في الحرب
القائد أوديسيوس نفسه كان داخل الحصان مع جنوده ثم تظاهر اليونانيون بانهاء الحصار، وأبحروا بعيدًا وتركوا الحصان.

فسحب سكان طروادة الحصان الخشبي إلى مدينتهم كعلامة على النصر احتفلوا وتركوه وسط المدينة
وفي تلك الليلة خرج الجنود اليونانيون المختبئون داخل الحصان وفتحوا أبواب حصونها للجنود الإغريق وسفن أسطولهم الذي أبحر عائداً لطروادة تحت جنح الظلام
وهو ما مكن اليونانيون من دخول المدينة التي استيقظ أهلها علي هزيمتهم بخدعة ذكية ماكرة أصبحت مثلاً للغفلة والسذاجة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.