رئيس الوزراء يفتتح مصنع “أوبو” العالمي للهواتف الذكية.. طفرة في “مصر تصنع الإلكترونيات”
مصر تدخل عصر التصنيع الإلكتروني المتطور.. افتتاح مصنع “أوبو” للهواتف الذكية بالعاشر من رمضان باستثمارات 50 مليون دولار
كتب باهر رجب
في خطوة نوعية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة الإلكترونيات، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، مصنع شركة “أوبو” OPPO العالمية العملاقة لتصنيع الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية بمدينة العاشر من رمضان، وذلك في إطار خطة استثمارية تقدر بنحو 50 مليون دولار. الحدث الذي حظي بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والسيد “لاى رين”، رئيس الشركة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمثل نقلة استراتيجية في مسيرة “مبادرة مصر تصنع الإلكترونيات” الرئاسية، والتي تهدف إلى جعل الصناعة الإلكترونية ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

مدبولي: “مصر تصنع الإلكترونيات”.. دعامة للنمو ومضاعفة الصادرات
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد رئيس الوزراء أن مشاركته في هذا الحدث تأتي انطلاقا من التزام الحكومة بأهداف المبادرة الرئاسية الطموحة “مصر تصنع الإلكترونيات”. وأوضح أن هذه المبادرة تعمل على تحويل صناعة الإلكترونيات إلى أحد أكبر دعائم نمو الاقتصاد المصري، وتساهم بشكل رئيسي في مضاعفة الصادرات المصرية، وتقليل فاتورة الواردات من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، بالإضافة إلى خلق مئات الآلاف من فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية والمشتركة.
وأشار “مدبولي” إلى النجاحات الملحوظة التي حققتها المبادرة حتى الآن، متمثلة في زيادة الصادرات، وارتفاع أعداد العاملين في مجال تصميم الإلكترونيات، وتأسيس شركات محلية جديدة، فضلا عن إنشاء فروع لشركات عالمية وإنشاء مصانع لأول مرة في مصر في مجالات متعددة مثل تصنيع الهاتف المحمول والحاسب اللوحي.

طلعت: حوكمة الهواتف حفزت الاستثمارات.. ومصر تجذب 15 علامة تجارية
من جانبه، سلط الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، الضوء على الدور المحوري لسياسات الوزارة في تهيئة المناخ الاستثماري. وأشار إلى أن تطبيق منظومة حوكمة أجهزة الهواتف المحمولة كان عاملا محفزا أساسيا لتعزيز ثقة الشركات العالمية ودفعها للتوسع في التصنيع محليا.
وكشف “طلعت” عن نتائج ملموسة لهذه السياسات، حيث أصبحت مصر مقصدا جاذبا للاستثمارات العالمية في هذا القطاع، مؤكدا نجاح مصر في جذب 15 علامة تجارية كبرى لتصنيع الهواتف المحمولة وملحقاتها، بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ حوالي 20 مليون وحدة سنويا، باستثمارات إجمالية تقدر بنحو 200 مليون دولار.

رئيس “أوبو” بالشرق الأوسط: المصنع منصة إستراتيجية للابتكار وخلق فرص العمل
بدوره، أعرب السيد “لاى رين”، رئيس شركة OPPO في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن فخره بافتتاح المصنع الذي يمثل دليلا عمليا على ثقة الشركة في إمكانات السوق المصرية. كما أكد أن المصنع ليس مجرد منشأة إنتاجية، بل هو منصة إستراتيجية لتقديم أحدث الابتكارات للمستهلك المصري، وخلق فرص عمل واعدة للمواهب المحلية، والمساهمة في دعم مسيرة التنمية الوطنية.
كما أوضح أن التصنيع المحلي يمثل ركيزة أساسية لالتزام OPPO تجاه مصر، متوافقا بشكل وثيق مع المبادرة الرئاسية. وأشار إلى حرص الشركة على توظيف وتدريب الكفاءات المصرية وفق أحدث المعايير العالمية، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة المطبقة في المقر الرئيسي بالصين.

تفاصيل المصنع: 5 ملايين وحدة سنوياً و 2000 فرصة عمل
حيث كشف العرض التقديمي خلال الافتتاح عن الأبعاد الإستراتيجية للمصنع، الذي يمتد على مساحة 24 ألف متر مربع. ويعمل به حاليا نحو 2000 موظف وعامل مصري، من بينهم مهندسون و فنيون، تم تدريبهم جميعا وفق أحدث المعايير العالمية.
كما يبلغ الإنتاج الحالي للمصنع حوالي 400 ألف وحدة شهريا، أي ما يعادل نحو 5 ملايين وحدة سنويا، مع تحقيق نسبة قيمة مضافة محلية تتجاوز 42%، وهناك خطط لزيادتها مستقبلا. كما يضم المصنع حاليا 17 خط إنتاج، مع خطة للتوسع إلى 20 خط إنتاج بحلول الربع الأول من عام 2026، لترتفع الطاقة الإنتاجية إلى 500 ألف وحدة شهريا.

جولة مدبولي: فخر بالكفاءة المصرية وحوار مع الشباب
كما تفقد رئيس الوزراء خلال جولته أقسام المصنع المختلفة. بدءا من تصنيع البوردة وتجميع المكونات. مرورا بمراحل الاختبار و الفرن، و انتهاء بالتغليف. وأجرى حوارا مباشرا مع عدد من الشباب العاملين. استمع خلاله إلى طبيعة عملهم و تجربتهم.
وفي لحظة مفعمة بالثقة. قال الدكتور مصطفى مدبولي: “فخور بكفاءة المهندس المصري والمهندسة المصرية بالمصنع. وكذا الفنيين والعمال المصريين. الذين يقدمون منتجات إلكترونية على أعلى مستوى من الإتقان والجودة تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة”.

رؤية مستقبلية: التصدير للإقليم والتوسع في الأجهزة القابلة للارتداء
كذلك لا يقتصر دور المصنع على تلبية احتياجات السوق المحلية فحسب. بل يمثل ركيزة في الإستراتيجية الإقليمية لـ OPPO. حيث من المقرر أن تبدأ الشركة في تصدير منتجاتها المصنعة في مصر إلى الأسواق العربية بنهاية العام القادم. مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي رئيسي.
كما كشفت الشركة عن خطط طموحة لإطلاق خطوط إنتاج جديدة مخصصة للأجهزة القابلة للارتداء. مثل الساعات الذكية و أساور اللياقة البدنية وسماعات الأذن الذكية. في المراحل القادمة.

خاتمة:
علاوة على ذلك يمثل افتتاح مصنع OPPO في مصر علامة فارقة في مسيرة التحول نحو الاقتصاد الإنتاجي القائم على المعرفة. هذا الإنجاز، الذي هو ثمرة تعاون مثمر بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص. لا يضع مصر على خريطة صناعة الإلكترونيات العالمية فحسب. بل يفتح آفاقا جديدة للشباب المصري. كما يؤكد أن “مصر تصنع الإلكترونيات” لم تعد مجرد شعار. بل واقع ملموس يبشر بمستقبل صناعي واعد.
