رمضان مبارك نور بين أحداث مظلمة والأمل المسقبلي
رمضان مبارك نور بين أحداث مظلمة والأمل المسقبلي
رمضان مبارك ..
استشعار نسائم رمضان المباركة
إن كل عام يمر على الإنسانية عامة وعلى أمتنا الإسلامية خاصة يحمل معه كثيرًا من الأحداث الكئيبة بين زلازل، وبراكين، وسيول جارفة، وحروب دمرت البناء والبشر، وفي خِضم هذه الأحداث دائمًا ما تنتظر القلوب وتترقب سطوع نور -وإن كان خافتًا- يحيل الكآبة إلى فرحة، ويحيل الظلام إلى نور، ويضيء الطريق لأجيال وأجيال.
بقلم: د. رحاب أبو العزم
ونحن على مشارف استلهام النفحات الربانية، ومَنح العطايا الإلاهية؛ تلك الأيام المباركة في الشهر المبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فيه الصيام والقيام والإطعام والصدقات وإسعاد الفقراء والمساكين، وفيه تكريم من رب السماء لكل من تصدق ولو بالكلمة الطيبة أو شربة ماء؛ شهر رمضان المبارك؛ تنتظره قلوبنا وتهفو إليه صدورنا، وتتزين الشوارع والبيوت بأنوار رمضان المبهجة. إننا نرى في الشارع المسلم والعربي عامة والمصري خاصة الأضواء الرمضانية قد سطعت لتبهج الناظر إليها، ونستشعر نسمات الرحمة والمغفرة ليهفو نقاء القلوب إلى شهر القرآن.
فضائل شهر رمضان المبارك
إنه الشهر المبارك الذي أعلى الله من قدره فأنزل فيه القرآن الكريم في ليلة من أقامها وصامها إيمانًا واحتسابًا نال الخير والأجر العظيم، ومن أهم فضائل شهر رمضان:
1. هو شهر مغفرة الذنوب؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).
2. تقوى القلوب؛ إن الغاية من فرض شه صيام شهر رمضان التقوى؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ التقوى التي تدفع بصاحبها لطاعة الله تعالى، وابتغاء مرضاته سبحانه؛ بتجنب ما يغضبه، والهرولة إلى فعل ما يرضيه.
3. دخول الجنّة من باب الريّان؛ عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ” -الله أكبر-؛ وكفى به فضل ومكانة وتميز للصائمين الذين أغلقوا أفواههم عن المنكر، والذين تجنبوا النظر إلى ما يغضب الله تكريمًا وتعظيمًا لشهر مبارك يعتبر تعظيمه من تعظيم شعائر الله.
4. استجابة الدعاء؛ قال: عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ “ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعوتُهم؛ الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ، ودَعوةُ المَظلومُ يَرفَعُها فوقَ الغَمامِ يومَ القِيامةِ” والصائم حتى يفطر تعنى الصائم عامة وبالأخص صائم شهر رمضان المبارك ويُكمَل المعنى بقوله ﷺ “إنَّ للهِ عندَ كلِّ فِطْرٍ عُتَقاءَ، وذلك في كلِّ ليلةٍ”؛ فمَن دعا الله بقلب خاشع منكسر وهو صائم، ولم يفعل ما يمنع إجابة الدعاء من أكل الحرام وغيره فإن الله تعالى قد وعده بالإجابة.
لمن تمنح الفضائل؟
والفضائل هي عطايا ربانية لا تمنح لكل صائم امتنع عن الشراب والطعام فقط، بل يهبها الله تعالى لمن صام إيمانًا واحتسابًا بمعنى: الصيام اعتقادًا راسخًا أنه فرض من الله تعالى، والإيمان بفرضيته هو ركن من أركان الإسلام، ومن أنكر وجوبه خرج من الملة، واحتسابًا؛ بأنه موجه بالكلية لله تعالى، لا رياء فيه ولا سمعة
ويبقى شهر رمضان المعظم هو الأمل الذي نحيا به لنضيء المستقبل لعالمنا المسلم، يتكاتف فيه القوي مع لضعيف، والغني مع الفقير، ويساعد فيه الكبير من يصغره، وتتلاحم القلوب وراء أئمة المساجد بروح مشتركة تسأل ربها القبول والمغفرة، ويبقى شهر رمضان بأعمال البر وبمظاهره هو النور الذي نحارب به ظلمة الأحداث المؤلمة.