“سكون يغمُر الأكوان”.. معرض نحتي يوحّد الإبداع السعودي والمصري

“سكون يغمُر الأكوان”.. معرض نحتي يوحّد الإبداع السعودي والمصري

 

سكون يغمُر الأكوان..في قلب العاصمة الرياض، وفي إطار النسخة الأولى من “أسبوع فن الرياض”، يبرز معرض “سكون يغمُر الأكوان” كمساحة فنية فريدة تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، عبر حوار نحتي بصري يعكس تجارب إبداعية متميزة ورؤى فنية متفرّدة لفنانين من البلدين.

 

لغة الصمت.. وسيلة فنية تتجاوز الكلمات

يعتمد المعرض في جوهره على الصمت كوسيلة تعبيرية بليغة، حيث تتيح الأعمال النحتية المعروضة للزائر الدخول في تجربة تأملية عميقة. فبدلاً من الأصوات والضوضاء، يستخدم الفنانون الأشكال والكتل والفراغات للتواصل، مما يفتح المجال أمام تفاعل حسّي مباشر مع المادة. تلك اللحظات الصامتة تحمل في طياتها رسائل فلسفية وإنسانية تعبر عن الانسجام بين الفكرة والشكل، وتُظهر النحت كأداة قادرة على تخطي الحواجز اللغوية والثقافية والزمنية.


النحت كجسر بين الإنسان والمكان

يُبرز المعرض قيمة النحت كوسيط بصري يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والمكان، حيث تُجسّد الأعمال بعدًا شعوريًا ورمزيًا يدعو الزوار للتأمل. فكل منحوتة تحمل في خطوطها وتفاصيلها قصة تنبض بالحياة، تدعو المتلقي لقراءة المعنى الكامن خلف الشكل. إنها تجربة تأملية حقيقية تدفع الفرد للانغماس في العمل الفني بعيدًا عن صخب الحياة اليومية، والتقاط جماليات الصمت في كل تفصيلة.

 

دور المعرض في دعم الفنون البصرية ورؤية 2030

 

لا يأتي “سكون يغمُر الأكوان” بمعزل عن الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة، بل يُعد جزءًا من سلسلة فعاليات “أسبوع فن الرياض”، الذي يضم أكثر من 100 فعالية موزعة على عدة مواقع في العاصمة. هذه الفعاليات تهدف إلى تعزيز حضور الفنون البصرية ضمن المشهد الثقافي السعودي، ودعم الصناعات الإبداعية كأحد الأركان الأساسية لـ رؤية المملكة 2030. كما تتيح هذه المبادرات فرصًا كبيرة لتمكين الفنانين محليًا ودوليًا، وتعزيز الحوار الفني بين المملكة ودول العالم، وفي مقدمتها مصر ذات الإرث الفني العريق.

 

تجربة فنية تتجاوز التلقي إلى المشاركة

 

ما يميز هذا المعرض هو أنه لا يكتفي بعرض الأعمال الفنية فحسب، بل يخلق حالة من التفاعل العميق بين العمل والمتلقي. فالمساحات المصممة بعناية داخل المعرض تتيح للزائر التحرك بحرية والتفاعل الحسي مع المنحوتات، مما يُحول التجربة من مجرد مشاهدة إلى حالة شعورية وفكرية تأملية.

الفن في خدمة الحوار الثقافي

 

يُعد “سكون يغمُر الأكوان” مثالًا حيًا على قدرة الفن على توحيد الثقافات وتعميق الحوار الحضاري بين الشعوب. فمن خلال صمت النحت، وصياغة الأفكار في الحجر والمعدن والخشب، ينجح الفنانون في بناء جسور من الفهم المشترك بين المملكة ومصر، وفي التأكيد على أن الإبداع لا يعترف بالحدود.

إعداد: وفاء عبد السلام

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.