صمود نسوي في مواجهة أزمة المناخ.. حين تتقدم المرأة لخط الدفاع الأول
صمود نسوي في مواجهة أزمة المناخ.. حين تتقدم المرأة لخط الدفاع الأول
✍️ بقلم: طه المكاوي
في وقت تتسارع فيه تداعيات التغيرات المناخية على العالم، تصعد النساء إلى قلب المعركة، ليس فقط كضحايا لتبعات أزمة المناخ،

بل كقائدات للحلول ومهندسات لتغيير أكثر عدلًا وشمولًا. وفي هذا الإطار، أقام برنامج المشاركة العامة للنساء بمؤسسة قضايا المرأة المصرية حلقة نقاشية مساء أمس في بيت السناري بالسيدة زينب تحت عنوان “صمود نسوي في مواجهة أزمة المناخ”، لتسليط الضوء على دور المرأة في بناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود والاستدامة
السياسات المناخية بين النظرية والتطبيق
تحدثت يسرا فودة – مديرة مشروعات بمنظمة بوتن أب، ومستشارة تغير المناخ ومشاركة الشباب بـ”يونيسف” – حول كيفية تناول قضايا النوع الاجتماعي داخل الاستراتيجيات الوطنية للمناخ في مصر، مثل خطط التكيف والتخفيف وإدارة المخاطر والمساهمات المحددة وطنيًا.

وأشارت إلى أن العوائق المؤسسية والثقافية لا تزال تمنع تمثيل النساء والشباب بشكل فاعل في صنع القرار المناخي، مؤكدة أن التحول من “المشاركة” إلى “القيادة” ضرورة وليست رفاهية.
“النساء والشباب يجب أن يكونوا فاعلين رئيسيين لا مجرد مستفيدين من السياسات المناخية.”
وأضافت فودة أن العمل المشترك بين الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين هو حجر الأساس لتحقيق تخطيط مناخي حساس للنوع الاجتماعي، يضمن عدالة بيئية واجتماعية متوازنة.
المرأة الريفية في المواجهة.. مزارعات وصيادات على خط النار
من جانبها، تناولت هيه ممتاز – مؤسسة شبكة “نواه الإيكو-فيمينست” ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة نبتة للتنمية المستدامة – حجم التأثير السلبي لتغير المناخ على المزارعات والصيادات، مؤكدة أنهن الأكثر تضررًا نتيجة التغيرات المناخية وضعف الحماية الاجتماعية.

وشددت على إشكالية عدم ملكية الحيازة الزراعية للنساء في الصعيد بسبب العادات والتقاليد، مما يضعف من قدرتهن على الحصول على التمويل والدعم الحكومي، ويكرس فجوة الأجور ويهدد الأمن الغذائي المحلي.
بحث علمي يرصد التأثيرات.. أدوار محورية تحتاج اعترافًا
وقدمت جنة راضي – الباحثة بمؤسسة جرينيش – عرضًا لدراسة “تأثير التغير المناخي على النوع الاجتماعي” التي أصدرتها مؤسسة قضايا المرأة المصرية.
وشرحت أبرز التأثيرات على النساء في مجالات الصحة وسبل المعيشة والعمل والمعرفة والمشاركة المجتمعية.
وأكدت الحاجة إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء الريفيات والاعتراف بدورهن في الزراعة والصيد وإدارة الموارد الطبيعية كجزء من منظومة الأمن البيئي والغذائي.
توصيات للحكومة والشركاء.. نحو تمكين مؤسسي مستدام
أدارت الجلسة علا موسى – مديرة مشروعات بمؤسسة قضايا المرأة المصرية – مؤكدة على أبرز التوصيات، وفي مقدمتها:
إنشاء كيان داخل اللجنة الوطنية لتغير المناخ مختص بدمج النوع الاجتماعي في السياسات المناخية
تعزيز جمع بيانات حساسة للنوع الاجتماعي
دعم التمويل الموجه للمبادرات النسوية في البيئة والزراعة
الاعتراف الرسمي بمساهمة النساء في حماية الموارد الطبيعية
تمكين المجتمع المدني لتوسيع دوره في التوعية والتأثير والسياسات
قراءة تحليلية.. من الهامش إلى قلب معادلة البقاء
النساء لم يعدن جمهورًا ينتظر القرارات؛ بل شريكات في صناعة المستقبل البيئي لمصر والعالم.
فتمكين المرأة في مواجهة تغير المناخ ليس قضية مساواة فقط؛ بل ركيزة للأمن البيئي والغذائي والتنمية، وأداة حقيقية لضمان صمود المجتمعات أمام الأزمات.
ومع تسارع التحولات المناخية، تبرز الحقيقة:
لا تنمية خضراء بدون عدالة اجتماعية.. ولا صمود مجتمعي بدون صوت المرأة وقيادتها.
