الرئيس عبد الفتاح السيسي يُعيد رسم ملامح الهوية المصرية أمام العالم

كتبت: ريهام طارق

تستعد جمهورية مصر العربية افتتاح فصل جديد في سجلها الحضاري الخالد، حيث يشهد يوم السبت المقبل، الأول من نوفمبر 2025، حدثا تاريخيا عالميا يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم متحف أثري في العالم مكرس لحضارة واحدة هي الحضارة الفرعونية.

سيقام الافتتاح في احتفالية عالمية تستلهم روح الأساطير المصرية القديمة، وتمزج بين عبق التاريخ وأصالة الحاضر، في رسالة تؤكد أن مصر أم الحضارات ومهد الإنسانية لا تزال تتصدر المشهد الثقافي والحضاري العالمي، ماضية في ريادتها دون انقطاع.

عرض مجموعة من الآثار الفرعونية تروي قصة المرأة المصرية ودورها الريادي في بناء الحضارات

تخيّل لوحةً فنيةً عملاقة تضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تمتد جذورها من العصور الحجرية الأولى وصولًا إلى الحقبة اليونانية والرومانية، جميعها تجتمع لأول مرة تحت سقف يبلغ ارتفاعه أربعين مترًا يطل مباشرةً على إحدى عجائب الدنيا السبع.

كما تتلألأ كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، بأكثر من خمسة آلاف قطعة تعرض في قاعة واحدة ، إلى جانب مركب الشمس الثاني الذي يجسد عبقرية الهندسة الفرعونية ومجموعة الملكة حتب حرس التي تروي بفخرٍ قصة المرأة المصرية ودورها الريادي في بناء الحضارات.

يقدم ايضا المتحف تجربة تفاعلية غير مسبوقة عبر عروض بانورامية ثلاثية الأبعاد تحكي التاريخ بأسلوب بصري نابض، ومناطق تعليمية مخصصة للأطفال، تحول الزائر الصغير إلى مستكشف فرعوني يعيش مغامرة اكتشاف تاريخ أجداده الفراعنة وجذوره الأولى.

كيف تحوّل المتحف المصري الكبير من فكرة في التسعينيات إلى أيقونة حضارية عالمية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي:

ولدت فكرة هذا الصرح الثقافي في تسعينيات القرن الماضي، كحلم بتوحيد التراث المصري المبعثر في متاحف العالم في 2002، وُضع حجر الأساس في موقع استراتيجي بجوار الأهرامات، لكن الطريق كان مليئًا بالتحديات: تأخيرات بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية، وبناء أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط عام 2010، الذي أعاد الحياة إلى آلاف القطع الآثرية ثم جاء تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2016، الذي أسند المشروع إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ليشهد الإنجاز قفزة هائلة من 16% إلى 98% في سبع سنوات فقط. اليوم، بعد فترة تشغيل تجريبي ناجحة جذبت 800 ألف زائر في 2023، يصبح المتحف واقعا يعيد إلى مصر كنوزها، ويعزز مكانتها كقوة ناعمة في عالم يتوق إلى الجذور.

تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير:

يُعد الافتتاح حدثًا عالميًا يمتد على ثلاثة أيام، من 1 إلى 3 نوفمبر، بحضور قادة دول وشخصيات دولية بارزة، وعروض بصرية وموسيقية تروي سيرة مصر القديمة بأسلوب سينمائي مذهل. سيُفتح المتحف أبوابه رسميًا للزوار العامة يوم الثلاثاء 4 نوفمبر، مع أسعار تذاكر تناسب الجميع: 600 جنيه مصري للبالغين، 300 للطلاب، وإعفاءات للأطفال دون 6 سنوات والمعاقين. وفي إعلان يُعكس أهمية اللحظة، أصبح يوم الافتتاح إجازة رسمية مدفوعة الأجر للقطاعين العام والخاص، مما يتيح لملايين المصريين الانضمام إلى الاحتفال الوطني.

المتحف سيكون بمثابة محرك اقتصادي ضخم ومن المتوقع أن يجذب 5 ملايين سائح سنويًا، مُساهمًا في رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 3.7%، كما حدث في 2024/2025.

ماذا قال المتخصصين عن المتحف المصري الكبير:

 يمثل هذا المشروع في ظل التحديات العالمية رسالة قوة، كما يصفها الدكتور خلف عبد العظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس: “إنه حدث القرن، يجسد امتداد الهوية المصرية عبر العصور، ويثبت أن الدول العظمى تبنى بالثقافة لا بالاقتصاد وحده”. 

أما الدكتور عيسى زيدان، مدير الترميم بالمتحف، فيؤكد: “نقلنا التاريخ حرفيا، قطعة قطعة، لـ نعيد بناء حضارة كاملة أمام عيون العالم”.

ومع العد التنازلي لحفل الافتتاح تتسارع الاستعدادات من لوحات إعلانية مضيئة على الطرق الدائرية، و750 مجسم لشخصيات تاريخية على الطريق المؤدي الى المتحف، بجانب تنسيق أمني وسياحي يضمن تجربة سلسة.

المتحف المصري الكبير… جسر خالد بين حضارة الأمس ونهضة الغد

في النهاية المتحف المصري الكبير ما هو إلا جسر حضاري يمتد بين عبق الماضي وآفاق المستقبل، يدعو كل زائر إلى اكتشاف جزء من عظمة وعبقرية الفراعنة.

وفي السبت المقبل، تفتح أبواب عصر جديد للحضارة المصرية، حيث تتجسد روح التاريخ في ملامح الحاضر، لتعلن مصر من جديد أنها أم الحضارات بل قلب العالم، تكتب تاريخها بحروف من ماس، وتثبت أن الحضارة ليست ماضيا يروي فحسب، بل حاضرا يبنى ومستقبلا يصنع بالإرادة والإيمان.

ريهام طارق مصرية من أصل وجذور فرعونية.. أفتخر بـ انتمائي لهذا الوطن العريق، واجدد فخري واعتزازي بقائد المسيرة، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد لمصر مجدها ومكانتها، وجعل من الحلم واقعا يليق بعظمة هذا الشعب وعراقة أرض علمت العالم معنى الخلود.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.