غزة ولبنان والضفة…ساحات لحرب مرفوضة ومفروضة…بقلم / محمد زيدان
غزة ولبنان والضفة…ساحات لحرب مرفوضة ومفروضة
بخروج نصر الله من المشهد مغتالا يصبح نظام ولاية الفقية فى طهران على المحك سيان اقدم على الثار والرد او رضخ للتهديدات الامريكية والتزم الصمت
******************************
بقلم / محمد زيدان
لبنان – راس النافورة – اكتوبر 2022
فى خضم التوتر والتصعيد بين لبنان واسرائيل على مدار عقود ,تم توقيع اتفاق اشبة بتسوية سياسية بين البلدين, فى صورة اتفاق على ترسيم الحدود البحرية برعاية الولايات المتحدة,وبتعهد فرنسي لــ لبنان بتقديم كل ما يلزم لانهاء اضطراباتها السياسية ودعمها حتى يتثنى لها الخروج من ازمتها الاقتصادية الطاحنة.
وبموجب الاتفاق تستحوذ اسرائيل على انتاج حقل كاريش بالكامل من مواد هيدروكربونية(الغاز الطبيعى والنفط الخام ) لتصبح مصدر رئيسى لاوروبا ومصر والاردن, مقابل منح لبنان انتاج حقل قانا لمعالجة ما ينقصها فى قطاع الطاقة ولكن تحت اشراف ومراقبة تل ابيب,وحصول تل ابيب ايضا على مبلغ مالى من حصة الشركة التى ستتولى عمليات التنقيب والحفر وهى شركة توتال الفرنسية.
أقرأ ايضا:اسرائيل وايران …سيناريوهات المواجهة “رهانات الرد واوراق التهديد”
وبعد تهديدات متكررة من حزب الله بمهاجمة وحدة انرجيان العائمة لاستخراج الغاز من حقل كاريش التابعة لشركة انرجيان متعددة الجنسيات,اعطى حزب الله ضمانات امنية لحكومة لابيد فى تل ابيب وحكومة عون ف بيروت بعدم استهداف حقل الغاز بعد توقيع الاتفاق, وعصف الحزب بموقفة ورفضة على مدار اعوام لترسيم الحدود البحرية بين البلدين لكونة اعتراف ضمنى منة بالدولة العبرية.
ورغم تقديمها فى الاتفاق على تنازلات من باب بقاعدة “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح” لم تسلم لبنان من لدغ الافاعى ولا انتهت اضطرابتها السياسية ولا فرنسها مكنتها من الخروج من ازمتها الاقتصادية.
وبالعودة بالزمن الى ستة اعوام
واشنطن – البيت الابيض – مايو 2018
اعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع ايران وعودة تفعيل العقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة على طهران.
هنا يقرر الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى الايرانى فى انسحاب امريكى احادى الجانب,وسط ترحيب من تل ابيب بهذا القرار,وانتقل الاتفاق النووى من مرحلة الدبلوماسية المرفوضة من اسرائيل لما يمثل لها من تهديد وقلق ,الى مرحلة الاستهداف السيبرانى والتى تلعبة اسرائيل ببراعه ,واصبح هدفها فى المقام الاول هو اجهاض المشروع النووى الايرانى باى شكل وباى وسيلة ومهما كان التمن وهذا ما تدركة ايران جيدا.
وسخر الموساد جميع قدراتة لانجاز هذة المهمة عن طريق خطين متوازيين الاول استهداف العلماء فى طهران واختراق مراكز ابحاثهم العلمية, والثانى استدراج ايران عن طريق وكلائها للدخول فى حرب مباشرة تعلم ايران ان الاصطدام فيها بامريكا هو امر حتمى,وهذا ماتخشاة وتحاول اجتنابة, ودار الصراع بهذا السيناريو منذ الانسحاب على هذا النحو, مابين عمليات اغتيال لعلماء وقادة ايرانيين واستهداف مفاعلاتها سيبرانيا, ومابين عمليات نوعية لوكلاء ايران تستهدف مواقع اسرائيلية,الا ان جائت عملية طوفان الاقصى كهدية مغلفة بــ ورق سوليفان لتل ابيب وواشنطن واستغلالها فى تنفيذ كل اطماعهم فى المنطقة وتحقيق اسرائيل حلمها فى اقامة دولتها الكبرى.
ايران ووكلائها كتاب مفتوح للموساد الاسرائيلى
على قدم وساق ماضية اسرائيل فى تنفيذ اهدافها الواهية ومن ورائها مخططها الشيطانى “اقامة دولة اسرائيل الكبرى” ,عن طريق تفريغ كل المناطق الجنوبية من سكانها لكل الدول المتاخمة لحدود فلسطين التاريخية, بالاجلاء والاخلاء لتجعلها مناطق عازلة تمهيدا لاقامة مستوطنات فيما بعد فى منطقة تلو الاخرى ومن ثم فى دولة تلو الاخرى, وواهم من يعتقد ان بلادة فى مأمن من اطماعها مهما تعمقت علاقات عاصمة بلادة الدبلوماسية بتل ابيب.
اثبتت اسرائيل تفوقها الاستخباراتى بجدارة على ايران ووكلائها فى لبنان وسوريا والعراق,فى حربها القائمة ,وبطرق وادوات لم تكن متوقعه ولم تكن فى الحسبان من خلال اختراقها لاجهزة البيجر والهوكى توكى وتفخيخهم فى دول الترانزيت وصولا الى عمليات الاستهداف والاغتيال التى تمت بطرق ليست ترقى لقدر وحجم الهدف او الشخص المنشود ,حتى الفوارق الزمنية بين عمليات الاغتيالات اشبة بالخيال العلمى نظرا لسرعة التنفيذ, تم التخطيط على مدار اعوام وفى اقل من 100 يوم استطاعت اسرائيل ان تعطى كارت طرد لـــ 11 قائد من معادلة صراعها مع ايران,كل قائد منهم بالنسبة لايران كنز استراتيجى وتجهيز بديلة سيستغرق وقت والوقت ليس فى صالحها.
نرشح لك:حرب لبنان . حساب الدم المسفوح بقلم / الكاتب الكبير عبدالحليم قنديل
اخرهم ..اهمهم ..حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ورجلها الاهم فى لبنان على مدار 32 عام ,والتى يمثل حزبة تهديد وقلق لاسرائيل اكثر من حركة حماس بجناحها العسكرى كتائب القسام وبخروجه من المشهد هو ضربة قاسمة لايران ولحزبة ولمحور المقاومة بشكل عام وتخطيها سيستغرق فترة زمنية لن تمنحها اسرائيل لايران لادراكها جيدا ان الوضع مواتى ومهيىء لتحقيق اهدافها لذلك هى ماضية فى حربها الاجرامية قبل ان يستعيد الحزب انفاسة لانها تدرك اذا استطاع الحزب ترتيب اوراقه واعادة صفوفة سيعود اكثر شراسة واكثر وخطورة وسيعيدها الى نقطة الصفر.
خروج نصرالله هو شهادة وفاة لاى اتفاقيات من شانها وقف اطلاق النار فى لبنان وغزة,وسيجبر ايران على تغيير ادارتها للصراع مع اسرائيل 180 درجة وسيلزمها بتعزيز دعمها العسكرى لحزب الله مما قد يدفعها للدخول فى حرب مباشرة وعلى النقيض ستغير اسرائيل من قواعد اشتباكها ومحتمل ان يدفعها للسيناريو الاسوء والتى تخشاة وتحاول تجنبة والتى تحذر منة واشنطن وهو اجتياح لبنان بريا حتى وان كانت فى عملية محدودة.
نظام ولاية الفقية فى خانة اليك
اعوام وايران بتقامر بقيادات وعلماء ومسؤلين كبار غير قابلين للاستبدال ,وبتغامر بمصاير شعوب الدول الخاضعة لسيطرة وكلائها من اجل اعلاء مصالحها وتوسعاتها فى الشرق الاوسط ,وتحت شعارات واهية ادخلت تلك الدول فى صراعات عديمة الجدوى بدون وضع اى اعتبارات لمقدراتها ,ووضعت شعوبها تحت مطرقة اقذر جيش على وجة الارض, جيش لابيلتزم بقواعد حرب ولا بقانون دولى ..حاصل على ضوء اخضر من اكبر قوى العظمى فى العالم بتخطى كل الخطوط الحمراء وان يفعل ما يحل لة فوق اى ارض وتحت اى سماء عقيدتة ان كل من هم من الجوييم اعداء .
والان ايران امام اختيارات مصيرية صعبة ياما ان تثبت لامريكا بانها منافس اقليمى قادر على ردع اسرائيل وعازم على محاربتها عاجلا ام اجلا وتحويل المنطقة لكرة لهب وهذا مستبعد لوضعها الاقتصادى المزرى بسبب العقوبات والحصار الاقتصادى المفروض عليها منذ عقود او تطبيق رؤية ادارتها السياسية الجديدة بتاجيل اى رد وعدم الانخراط فى حرب كبرى فى الوقت الراهن مقابل فتح صفحة جديدة مع الغرب ورفع العقوبات والحصار الاقتصادى والعودة لاستئناف محادثات فيينا النووية
وفى هذة الحالة ستهتز صورتها امام محور المقاومة وسيكون من الصعب احكام نفوذها والسيطرة عليها فى المرحلة القادمة
ايا كان الرد سيترتب علية حجم التوازنات الاقليمية فى المنطقة
وايا كان الرد فاسرائيل ذاهبة من تصعيد الى تصعيد
وبما ان طباخ السم بيدوقة وايران قامرت بمصاير شعوب وانظمة فجاء الدور ان تقامر بمصيرها.