فات المعاد…والميعاد
بعد مايروح المقبرة تبقى في حنكه سكرة
مثل شعبي معروف ينطبق على حالة النجم أحمد السعدني والذي كتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي … فيسبوك وإنستجرام … رسالة محزنة يعاتب بها نفسه بعد رحيل طليقته …وقد تداول رواد هذه المواقع الرسالة والتي نريد معا أن نستخلص منها الكثير
تقول الرسالة
عمري في حياتي ما اتكلمت عن حياتي الشخصيه لكن حسيت اني لازم اعمل كده دلوقتي
فذكر إن الذكري تنفع (المؤمنين) الكافرين او المستهبلين او تنفع اي حد ححس اني عملت حاجه
ححاول مطولش يوم ٩/٩/٢٠٠٣ حب من اول نظره في الشارع ما بين معهد السينما حيث كانت تدرس و معهد فنون مسرحيه حيث كنت الهو و ادرس برضه ميضرش كنت راكب عربيه و كانت ماشيه علي رجلها كنت حخبطها لكن حصل خير لا محصلش قوي خبطتتي هي في قلبي حب تقطيع شرايين سنه خطوبه سنه كتب كتاب شهر جواز خلفه اول ولد هنا بدأت المشكله اللي بكتب الكلام ده عشانها
انا زي كتير للاسف شباب anti تحمل مسئوليه بص لنسب الطلاق و انت تفهم انا بيجيلي ارتيكريه لما احس اني مسئول و هي برضه حبيبتي زي بنات كتير بتقول طلقني اكتر مبتنطق اسمي كانت النتيجه في اول سنه بس حوالي ٤ طلاق شفهي كل الشيوخ ساعتها قالولنا ده لعب عيال الطلاق ليه شروط زي الجواز تمام اسكت بقي لا تعالي يا عم طبق الشروط ادي اول طلقه
قشطه يا باشا عشت حياتك ؟ اه …ارتحت ؟؟ لا
وحشتني وحشني حنيتها و حبها و هبلها متيجي نرجع يا بت يالا يا متخلف هوووووب جبنا تاني ولد نفس الاحساس نفس الارتكريه بس المرادي صموووووود مش حينفع نتطلق تاني لا تصدق نفعت الجانب الاناني في شخصيتي غلبني يا عم كبر مخك و عيش حياتك المشكله اني عمري مارتحت كنت عايز حضنها و حنيتها و هبلها بس كنت بأجل الرجوع يمكن اكبر او اعقل او اقدر اتحمل المسئوليه بجد حددت لنفسي سن معين ارجعلها فيه قال يعني حبقي نضجت بس ملحقتش
ماتت في لحظه كانت بتكلمني قبلها بساعه و مكنتش عيانه كان عندها ضغط زي اغلب الشعب المصري الحمد لله
ماتت و مشيت و قررت تسبني للابد كنت فاكرها حتستناني و متاكد من ده مستحيل تحب حد غيري مجاش في بالي انها ممكن تموت دلوقتي صغيره و اكتر واحده في حياتي شفتها بتحب الحياه و عندها طاقة ايجابيه
ماتت و سابتلي الولدين و الندم
انا متاكد انك في الجنه رحتي للي خلقك يوم عرفه و اميره و ست البنات و الستات و نضيفه و كريمه و صنتي ولادي و بيتي
بحبك يا امل حياتي اللي اتهد و بوعدك المرادي حشيل المسئوليه للاسف اتعلمت الدرس بس بعد ما اتحرمت من حنيتك و حضنك و ولادك كمان اتحرموا من احن ام ربنا يقدرني و اربيهم احسن ما كنتي عايزه بحبك و مش بطلب منك غير انك تسامحيني
ربنا يرحمك و يرحمني و يرحم ولادنا يا حبيبة عمري الوحيده :
======
الكلمات تعكس أمورا كثيرة أهمها
أن شخصية كاتبها شخصية محترمة تصارح نفسها بالخطأ ولعل هذا يكون له بداية جديدة لو تمكن من الإمساك بطرف خيط البداية لينسج بداية قوية وجديدة لحياته
إن كانت حقيقية ولم تكن مجرد شعور بالذنب ناتج من إحساسه بأنه فعليا قتلها بالظغط عليها وابتزاز مشاعرها وهو كما يقول ضامن رجوعها إليه بمجرد أن يتعطف عليها بذلك كما ذكرها بنفسه أنه كان ينتظر أن يعقل ولكن لاأحد يملك أن يحدد الوقت إلا الله ….. ولعل في ذلك وحده سبب قوي جدا للشعور الذي يعانيه
قد أكون قاسية …ولكني غير متعاطفة معه بالمرة
وإن كنت أحترم شجاعته في المواجهة وأدعو له بالثبات والصبر …وأن يحسن تربية أولاد ليكونوا رجالا مسئولين
أحمد السعدني
أكد في كلماته حقيقة يعانيها مجتمعنا لكثير من الشباب والأكبر من سن الشباب أيضا الذين تربوا على عدم الشعور بالمسئولية …. حقيقة نعانيها ويعاني منها مجتمعنا … أجيال فعل لها أبويها كل شيء …. دروس خصوصية للاعتماد عليها بدلا من جهد المذاكرة….. وجبات جاهزة بدلا من تعب إعداد الطعام في البيوت …. الطلبات من السوبر ماركت بالتليفون بدلا من الذهاب اليومي للسوق ….. عيال ….نعم عيال مادام هناك من يعول
الأب عليه أن يأتي لابنه بالشقة والشبكة ويقيم له الفرح بالشكل المناسب لدعوة أصحابه
الأب والأم يؤدوا لأولادهم كل شيء والإبن أو الإبنة مجرد ضيف شرف …. فقط عليه أن يختار وبابا وماما يحضروا له أي لعبة
وبالتالي
انتهى إحساس المسئولية ….التي يُفاجأ بها عندما يتزوج ….
مااتفقناش على كده الجواز ولد وبنت حلوين وكيوت … يخرجوا يتفسحوا يتصوروا ….ودمتم
إحساس المسئولية عن بيت يبدأ يخنق هؤلاء
الموضوع خطير قضية مجتمع اختزلها الزوج الشاب الذي طلق زوجة يعشقها لعد إحساسه بأنه قادر على مسئولية أطفال وبيت …. وأحترم له جدا إثارته لهذه القضية فهي اساس ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعنا … بشكل غير مسبوق
ولنا عودة لمناقشة قضايا أخرى أثارتها رسالة المُطَّلَّق النادم بعد فوات الأوان
كتبتها
فاتن نصر
The post فات المعاد…والميعاد appeared first on بوابة اليوم الإلكترونية.