فنزويلا والسيادة المستقلة… قراءة في مائدة “شؤون اللاتينية” بمركز الحوار

فنزويلا والسيادة المستقلة… قراءة في مائدة “شؤون اللاتينية” بمركز الحوار

✍️ بقلم: طه المكاوي

نظم برنامج شؤون اللاتينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع سفارة فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، مائدة مستديرة بعنوان “فنزويلا والسيادة المستقلة”، شارك فيها السفير الفنزويلي بالقاهرة ليمار أومار بارنتوس، واللواء أ.ح/ حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية.

أهمية احترام سيادة الدول

خلال كلمته الافتتاحية، أكد اللواء أ.ح/ حمدي لبيب أن قضية السيادة الوطنية تعد من أهم الملفات في العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن التحركات الأمريكية في منطقة الكاريبي تثير التوترات وتهدد استقرار المنطقة.


كما أشار إلى أن هناك أطماعًا خارجية في عدد من دول أمريكا اللاتينية، ومن بينها فنزويلا، وأن بعض الدول تستغل ملفات مثل حقوق الإنسان أداة للضغط والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.

فنزويلا بين الثروات الطبيعية والتحديات الجيوسياسية

من جانبه، أوضح السفير ليمار أومار بارنتوس أن التدخلات الأمريكية في الشأن الفنزويلي ليست وليدة الصدفة، بل ترتبط بثروات فنزويلا الطبيعية وفي مقدمتها النفط.

وأكد أن الشعب الفنزويلي ينادي بالسلام والتعاون مع الولايات المتحدة، وأشار إلى تقارير دولية تؤكد أن فنزويلا ليست مصدراً لإنتاج المخدرات، لافتًا إلى أن نسبة مرور المخدرات عبر الأراضي الفنزويلية لا تتجاوز 5% مقارنة ببقية دول المنطقة.

تفنيد الاتهامات الأمريكية

استشهد السفير بتقارير الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات لعام 2024، التي تنفي الاتهامات الموجهة لفنزويلا بكونها مصدرًا لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الفصل الجغرافي الكبير بين البلدين يفند تلك المزاعم.

وشدد على أن هناك تضامنًا دوليًا ولاتينيًا مع فنزويلا في مواجهة الضغوط الأمريكية، محذرًا من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

الدبلوماسية وحل النزاعات

وخلال إدارة الجلسة، شدد الأستاذ محمد الديهي، رئيس برنامج شؤون اللاتينية ونائب مدير مركز الحوار، على أهمية حل الخلافات الدولية عبر الأدوات الدبلوماسية، مؤكدًا أن دول أمريكا اللاتينية أدانت التهديدات الأمريكية لفنزويلا ودعت إلى السلام والاستقرار الإقليمي.

خاتمة تحليلية

تعكس هذه المائدة العلمية تحولًا مهمًا في الوعي الإقليمي تجاه قضايا السيادة والاستقلال الوطني، لا سيما في ظل تصاعد الاستقطاب الدولي وتنافس القوى الكبرى على مناطق النفوذ ومصادر الطاقة.

وتبرز الحالة الفنزويلية كنموذج حي لواقع دولي جديد، حيث تتقاطع الجغرافيا السياسية مع موارد الطاقة وملفات الأمن الدولي. كما تؤكد أن المعادلة العالمية لم تعد أحادية الأقطاب، وأن الأصوات المناهضة للهيمنة تتزايد على المستوى الدولي.

في هذا السياق، تظل الدبلوماسية متعددة الأطراف واحترام سيادة الدول السبيل الأهم لتفادي صدامات كبرى، وحماية الأمن الإقليمي والدولي، وتعزيز السلام بين الشعوب.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.