محكمة العدل الدولية وماذا بعد الـ 100 يوم؟!
100 يوم وأكثر مرت على نكبة 7 أكتوبر، وما كانت ردود الأفعال العالمية تجاه غزة، ما إلا مساعدات إنسانية غذائية وطبية وخلافه مؤقتة، ولكن الذي كان ينتظره العالم ردود أفعال حاسمة تقف بصرامة وشدة ضد العدوان الصهيوني، الذي أباد الآلاف من الشعب الفلسطيني وهجَر الآخرين خارج البلاد، وروع وشرد الأبرياء من الأطفال.
حيث كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن أرقام صادمة أسفرت عن 100 يوم من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، حيث أشار في بيان له أن هناك 100 ألف فلسطيني، ما بين قتيل وجريح ومفقود في اليوم الـ100 لجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق القطاع، وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت في بيان لها اليوم السبت، أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة منذ السابع من أكتوبر بلغ حتى الآن 26,257 شهيدًا، وما لا يقل عن 64,797 آخرين أصيبوا، ناهيك عن المفقودين خلال تلك الفترة.
ومساء أمس الجمعة، عقدت محكمة العدل الدولية جلستها بناءًا على دعوى قضائية من جنوب أفريقيا ضد جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 اكتوبر الماضي، في حق شعب غزة والتي راح ضحيتها الآلاف وأصبحت غزة مدينة للاشباح لاتصلح للعيش الآدمي، بينما أشلاء جثامين الضحايا و الشهداء تملأ طرقات المدينة، للدرجة التي جعلت المقابر لاتسع جثثهم.
وكان قرار محكمة العدل الدولية، بتوجيه الأمر إلى إسرائيل بالعمل على منع ارتكاب أي إبادة جماعية، في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه، حيث أشارت إلى أن إسرائيل تسيطر على كل معابر دخول المساعدات الدولية إلى القطاع الذي تفرض عليه حصارًا تامًا، ويجب أن تتخذ “خطوات فورية” لتمكين توفير المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل، ولكن لا تملك المحكمة أي وسيلة لتنفيذ قراراتها .. فهل هذا الحكم والأمر يكفي أمام ما يحدث من إبادة ومجازر جماعية في حق شعب غزة؟!
وكان المطلب الأساسي لجنوب إفريقيا ضمن الإجراءات الطارئة التي طالبت بها، أن تصدر المحكمة قرار فوري يتعلق بوقف العمليات العسكرية في غزة، فلماذا لم تصدر المحكمة قرارًا بشأن وقوع إبادة جماعية أو تقرر دعوة لوقف إطلاق النار؟ بل إنها دعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزون لدى حماس.
وهنا تراود خاطري عدة استفسارات، أهمها: هل كان العالم ينتظر انعقاد جلسة محكمة العدل الدولية لتقرر حقوق شعب غزة في الطعام والدواء والملبس؟ وبعد ما حدث من إبادات، مَن سيبقى في المدينة ليمارس هذه الحقوق؟ أم عقدت جلستها للإفراج عن الرهائن الأحياء المحتجزين لدى حماس؟ وماذا عن القتلى والمصابين والمفقودين من اهل غزة؟
وهل ستمتثل حكومة إسرائيل لأمر محكمة العدل الدولية بوقف الإبادة الجماعية تجاه شعب غزة، بعد رفض نتنياهو لهذا الأمر الذي اعتبره إتهامًا لحكومته حيث صرح خلال لقاء صحفي “إن مجرد الادعاء بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين ليس زائفا وحسب، بل هو أمر شائن، ومجرد استعداد المحكمة لمناقشة هذا هو عار لن تمحوه أجيال”. وأكد نتنياهو مواصلة بلاده الدفاع عن نفسها.
ماذا بعد؟!