ريهام طارق تكتب: مؤامرة التهجير تنكشف.. ومصر والأردن يعلنان المواجهة!

غزة تنتظر مصير مجهول.. هل تفشل القمة العربية أمام الضغط الإسرائيلي؟

جاء الاتصال بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني أمس الأربعاء في ظل تصعيد إقليمي متسارع، حيث تتفاقم الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية بسبب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تعرقل جهود تثبيت وقف إطلاق النار.

بقلم ريهام طارق 

يعكس هذا التواصل التوافق الاستراتيجي العميق بين القاهرة وعمان في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث يحرص قائدا البلدين على تنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المشتركة، مع التركيز على دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: غزة على حافة الاشتعال.. هل تعود نيران الحرب؟

إعادة إعمار غزة: أولوية مصرية أردنية ورفض للتهجير القسري

في هذا الإطار، يُعد الرفض المصري الأردني القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين موقفا عربيا صارما يواجه بشكل مباشر الطروحات التي تروج لها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي تسعى إلى إعادة تشكيل التوازن الديموغرافي في المنطقة عبر فرض حلول تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.  

وتتصدر إعادة إعمار غزة دون المساس بتركيبتها السكانية أولويات الاستراتيجية المصرية الأردنية، انطلاقًا من إدراك عميق لحساسية هذه القضية وانعكاساتها المباشرة على الأمن القومي لكلا البلدين. وتسعى القاهرة وعمّان إلى ضمان استقرار القطاع، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، في ظل استمرار التحديات السياسية والميدانية.  

وفي السياق ذاته، تواصل الفصائل الوطنية الفلسطينية، إلى جانب السلطة الفلسطينية، رفضها القاطع لأي محاولات لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، معتبرة ذلك تهديدًا جوهريًا للقضية الفلسطينية، ومخططًا ممنهجًا يسعى إلى طمس الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني وإعادة رسم خريطته الديموغرافية بما يخدم أجندات خارجية.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مخطط ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين تسوية أم تصفية للقضية؟

التنسيق العربي قبل القمة الطارئة: موقف موحد لمواجهة التحديات:

مع اقتراب موعد القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 27 فبراير الجاري، تبرز أهمية توحيد الجهود العربية لمواجهة تداعيات الأزمة الفلسطينية، وتعزيز الضغط الدولي لمنع أي إجراءات تهدد حقوق الفلسطينيين أو تزعزع استقرار دول الجوار.

وأكد البيان الصادر عن الرئاسة المصرية على ضرورة تعزيز هذا التنسيق، وهو ما يتطلب تحركات دبلوماسية حثيثة من الدول الفاعلة، وفي مقدمتها مصر والأردن، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والحفاظ على وحدة الموقف العربي في مواجهة أي خطط تهجيرية محتملة.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إسرائيل وحماس بين هدنة هشة ومناورات متبادلة

إدارة ترمب و خيار التوطين القسري: تهديد للأمن الإقليمي 

كشفت التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي، عن نية إدارته تخصيص “أراض في الأردن ومصر” لإعادة توطين الفلسطينيين، والتي تمثل تهديدا خطيرا قد يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة وخلق أزمات داخلية في الدول المستهدفة، الأردن، الذي يضم بالفعل نسبة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، ينظر إلى هذا المخطط كتهديد مباشر لاستقراره السياسي والاجتماعي، وهو ما عبر عنه الملك عبد الله الثاني بوضوح حين أكد أن “مصلحة الأردن واستقراره فوق كل اعتبار”. 

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “يهودا والسامرة” لشرعنة الضم ومحو الهوية الفلسطينية

أما مصر، التي تقود الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، فتدرك أن أي تغيير ديموغرافي في غزة قد يؤثر سلبًا على أمنها القومي، ولهذا ترفض بشكل قاطع أي سيناريوهات تنطوي على تهجير سكان القطاع. 

إسرائيل تناور وحماس تحذر من التصعيد

في ظل المساعي الإقليمية والدولية لترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار، تتزايد المؤشرات على هشاشته، مما يهدد بإعادة إشعال فتيل التصعيد، جاء إعلان حركة “حماس” عن تأجيل تسليم دفعة جديدة من المحتجزين الإسرائيليين ليعكس حالة عدم الثقة المتزايدة في التزام الاحتلال بتعهداته، لا سيما في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.  

في المقابل، يلوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلغاء الهدنة واستئناف العمليات العسكرية، في خطوة تصعد من حدة التوتر وتعيد المشهد إلى دائرة المواجهة الدموية، ويكشف هذا النهج عن استمرار الاحتلال في المراوغة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، غير آبه بالجهود الدولية الساعية لوقف النزيف الإنساني و إرساء الاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: غزة على صفيح ساخن ..احتلال يرتدي قناع التحرير وإعادة الإعمار

غزة تنتظر مصير مجهول.. هل تفشل القمة العربية أمام الضغط الإسرائيلي؟

المشهد المستقبلي يتأرجح بين التهدئة المشروطة واحتمالات التصعيد مع ترقب القمة العربية المقبلة التي قد تشكل فرصة لتعزيز الجبهة العربية الموحدة وبلورة موقف دبلوماسي أكثر فاعلية للضغط على المجتمع الدولي ووقف مخططات التهجير الفلسطيني وفي المقابل يبقى خطر التصعيد العسكري قائما في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية مما قد يؤدي إلى انهيار الهدنة وتجدد العمليات العسكرية.

وهو سيناريو يهدد بإشعال الأزمة في غزة والضفة الغربية على نحو خطير وعلى الصعيد الدولي يظل الموقف الأميركي خاضعا معادلة معقدة بين الضغوط الداخلية والمعارضة الدولية حيث أن استمرار الرفض العربي والدولي لبعض التوجهات المثيرة للجدل قد يدفع الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في بعض سياساتها خصوصًا إذا واجهت معارضة قوية داخل الأوساط السياسية الأميركية نفسها

اقرأ أيضاً: تحليل ريهام طارق: غزة في مفترق الطرق بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل

غزة بين المساعي الدبلوماسية وشبح التصعيد  

يظل مستقبل غزة معلقا بين الجهود الإقليمية الساعية لإعادة الإعمار دون المساس بالتركيبة السكانية، وبين الضغوط الإسرائيلية المدعومة أميركيا التي تحاول فرض وقائع جديدة على الأرض بمعزل عن التوافق العربي والفلسطيني، وفي ظل التحركات المصرية الأردنية المتواصلة لمنع تفاقم الأزمة، يبقى شبح التصعيد قائما، ما يجعل المرحلة المقبلة مفصلية بين انفراجة سياسية محتملة أو تصعيد جديد قد يتجاوز حدود القطاع ليشغل المنطقة بأسرها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.