ريهام طارق تكتب: الضغوط الأمريكية على مصر والأردن وتحديات القضية الفلسطينية
تتصاعد الضغوط الأمريكية على مصر والأردن بشأن حل القضية الفلسطينية في سياق “صفقة القرن”، التي يقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مسقط: ريهام طارق
في هذا السياق، يتم التركيز على نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما يثير ردود فعل متباينة في المنطقة، هذا الاقتراح، الذي يهدد بالضغط الاقتصادي، يطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تعاطي الحكومات في القاهرة وعمان مع هذه الضغوط، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الخطوات على استقرار المنطقة بأسرها.
محاولات الولايات المتحدة لإعادة ترتيب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:
تسعى الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكي إلى تقديم حلول غير تقليدية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتضمن في جوهرها إعادة توزيع الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، عبر مقترح “صفقة القرن”، في قلب هذه الصفقة، يتصدر المقترح القائل بنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن كجزء من حل شامل للقضية الفلسطينية، لكن هذه المقترحات تواجه معارضة شديدة من الدول العربية، خصوصًا مصر والأردن، اللتين تعتبران القضية الفلسطينية حجر الزاوية في استقرار المنطقة وأمنها القومي، هذه التوترات تعكس تحديات كبيرة في تطبيق الحلول الأمريكية في الشرق الأوسط، ما يهدد بتعميق الانقسامات داخل المنطقة.
الضغط الاقتصادي كأداة أمريكية في التعامل مع مصر والأردن:
تستخدم الإدارة الأمريكية الضغط الاقتصادي كأداة رئيسية لدفع الدولتين إلى قبول مقترحاتها بشأن القضية الفلسطينية، بتهديد أمريكي واضح بفرض رسوم جمركية على مصر و الأردن، في حال رفضهم قبول نقل الفلسطينيين إلى أراضيهم.
هذه السياسة تعكس رغبة الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها عبر العوامل الاقتصادية، حيث ترتبط كل من مصر والأردن بعلاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة مع واشنطن، إلا أن هذه الضغوط الاقتصادية قد تواجه تحديات كبيرة، لأن قبول هذه المقترحات قد يكون له تداعيات سلبية داخلية، سواء في مصر أو الأردن، خاصة في ظل حساسية القضية الفلسطينية بالنسبة لشعوب البلدين.
التحديات الداخلية في مصر والأردن:
يُعدّ ملف القضية الفلسطينية في جمهورية مصر العربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، حيث يعكس دعم القاهرة للقضية الفلسطينية التزاما تاريخيا وثقافيا، مما يجعل أي خطوة نحو تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية محفوفة بالمخاطر، قد تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، ما يضعها في موقف صعب بين الضغوط الخارجية والداخلية.
اقرأ أيضاً: ترامب يصدر أمرا تنفيذيا بقوائم لأسماء الطلاب المؤيدين لغزة بالجامعات الأمريكية
أما في الأردن، حيث يشكل الفلسطينيون جزءًا كبيرًا من سكان المملكة، فإن أي خطوات تجاه قبول هذه المقترحات قد تثير رفضا شعبيا وسياسيا، بسبب العلاقات بين بعض الأطياف الأردنية والفلسطينية المعقدة، وما يزداد تعقيدا هو الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الأردن، الذي قد يشهد تفاقما في حالة اتخاذ موقف موال للضغوط الأمريكية.
التداعيات الدبلوماسية: توترات وعواقب سياسية:
من المتوقع أن تؤدي الضغوط الأمريكية إلى توترات دبلوماسية بين واشنطن وكلا من القاهرة وعمان، إذ قد ترى هاتان الدولتان أن الضغوط تتعارض مع مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي، إن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تباين في المواقف السياسية وتفاقم في العلاقات بين الدول العربية والولايات المتحدة، مما يعزز التوترات الإقليمية ويعقد من المشهد السياسي في المنطقة.
التوقعات المستقبلية: توازن دقيق بين الضغوط والمصالح:
من المتوقع أن مصر والأردن يواجهان تحديات كبيرة في المستقبل في حال استمرت هذه الضغوط الأمريكية، سيكون من الضروري لهاتين الدولتين إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وضمان استقرار الأوضاع الداخلية، في ظل هذه الديناميكيات، من المتوقع أن تظل كل من مصر والأردن في موقف يتطلب مفاوضات و مساومات دبلوماسية مستمرة لضمان مصالحها الوطنية من جهة، وفي نفس الوقت تفادي التصعيد السياسي الداخلي والخارجي من جهة أخرى.
إن الضغوط الأمريكية على مصر والأردن ليست مجرد قضية اقتصادية، بل هي اختبار حقيقي لقوة علاقاتهم مع الولايات المتحدة على مواجهة تحديات القضية الفلسطينية من منظور استراتيجي.
في الفتره القادمه، ستظهر أهمية المسار الدبلوماسي، وضرورة إجراء التوازن بين الضغوط الأمريكية من جهة، والتحديات الشعبية والسياسية من جهة أخرى، لضمان استقرار المنطقة في ظل معادلات إقليمية جديدة.