منتدى القاهرة الثاني يتنبأ بمستقبل الجنوب العالمي بين صعود البريكس وتحديات الغرب المضطرب

منتدى القاهرة الثاني يتنبأ بمستقبل الجنوب العالمي ..بين صعود البريكس وتحديات الغرب المضطرب

✍️ بقلم: طه المكاوي

في ظل عالم يموج بالتحولات الجيوسياسية وصعود تحالفات اقتصادية بديلة، جاءت جلسة اليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني بعنوان: “بين مجموعة البريكس وغرب مضطرب.. كيف يبدو مستقبل دول الجنوب العالمي؟”

لتقدم رؤية معمقة لمعادلات القوة الجديدة، وتحديات التوازن بين الشرق الصاعد والغرب الباحث عن إعادة التموضع.

الجلسة التي أدارتها الدكتورة دينا شريف، المديرة التنفيذية لمركز كوا شاربر بمعهد MIT، ناقشت تأثير توسع البريكس على الخارطة الاقتصادية والسياسية العالمية، وكيف باتت دول الجنوب لاعبًا لا يمكن تجاهله.

ماريا جابرييل: الجنوب لم يعد مصطلحًا.. إنه حقيقة جيوسياسية تتشكل

أكدت ماريا جابرييل، نائبة رئيس وزراء بلغاريا ووزيرة خارجيتها السابقة، أن الجنوب العالمي أصبح واقعًا جيوسياسيًا ديناميكيًا،

مشيرةً إلى أن أوروبا مطالبة بتقديم نموذج تعاون حقيقي مع هذه القوى الصاعدة، معتبرة أن القدرة الأوروبية على تعزيز موقعها الجيوسياسي مرهونة بقيادة أجندة مشتركة مع الجنوب.

سانجوي جوشي: الجنوب شعور تاريخي.. والبريكس يقود الخطاب العالمي

من جهته، أوضح سانجوي جوشي، رئيس مركز أوبزيرفر الهندي، أن الجنوب العالمي ليس كتلة صلبة، بل “إحساس مشترك” نابع من تجربة تاريخية مع أنماط الهيمنة.

وأشار إلى أن البريكس باتت قوة دافعة للخطاب العالمي، مدفوعةً بالزخم الاقتصادي والديموغرافي. وأضاف ساخرًا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “هبة من الله” لأنه دفع العالم للبحث عن استقلالية استراتيجية، وخاصة أوروبا.

توماس جومارت: شباب الجنوب.. ورقة رابحة في مواجهة شيخوخة الغرب

رأى الدكتور توماس جومارت، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن مفهوم الجنوب العالمي غير مريح للغرب، نظرًا لامتلاك دول مثل مصر والهند ميزة ديموغرافية تعجز أوروبا والصين عن منافستها بسبب الشيخوخة السكانية المتسارعة.

وأكد أن صعود الجنوب يتزامن مع تحولات كبرى في بنية القوة الغربية، خصوصًا مع التوترات التجارية الأمريكية الأوروبية.

مامادو بيتيه: أرقام تثبت انقلاب موازين القوة الاقتصادية

سلّط مامادو بيتيه، السكرتير التنفيذي لمؤسسة بناء القدرات الإفريقية، الضوء على تحوّل حقيقي في خريطة الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن:

دول الجنوب تمثل 40% من الناتج العالمي

46% من الصادرات الدولية

57% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر

وأكد أن بناء القوة الذاتية داخليًا هو التحدي الحقيقي للدول النامية، وليس فقط الانخراط في التحالفات.

جيجو دوان: البريكس بديل للدول القلقة من تذبذب النظام الدولي

اعتبر الدكتور جيجو دوان من جامعة تسينغهوا أن البريكس تقدم مظلة للدول التي تشعر بعدم يقين إزاء مستقبل النظام العالمي.

وأشار إلى أن الصين — رغم استفادتها الكبيرة من النظام المالي الدولي — تبحث عن تنويع مساراتها وتأمين مصالحها في عالم يتجه نحو التفتت.

نقاط التحول الأوروبي

عادت ماريا جابرييل لتؤكد أن أوروبا تواجه فجوة متزايدة مع الولايات المتحدة، وأن الحفاظ على مكانتها يتطلب:

تنويع الشراكات

تقوية دور دول شرق ووسط أوروبا

استثمارات أوسع مع إصلاحات جوهريه

أجندة مشتركة مع الجنوب العالمي

يبدو واضحًا أن منتدى القاهرة الثاني يعكس لحظة فارقة في اتجاهات الاقتصاد والسياسة الدولية، حيث يتحول الجنوب العالمي من “كتلة نامية” إلى قوة صاعدة تفرض شروطًا جديدة للتعاون العالمي.

وفي قلب هذه المعادلة، تقف مصر والمنطقة العربية كمحور مهم في إعادة تشكيل طرق التجارة والطاقة والتحالفات الاقتصادية، في وقت يعيد فيه العالم تعريف مراكز القوة والنفوذ بعيدًا عن الأحادية الغربية التقليدية.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.