من بورسعيد.. انطلاق الكارت الذكي الذي يوحد الدعم ويحقق العدالة الرقمية

بورسعيد تطلق عصر “الكارت الموحد”: خطوة نحو التحول الرقمي وتسهيل الخدمات الحكومية

إطلاق بطاقة الخدمات الحكومية الموحدة في بورسعيد: خطوة رقمية نحو تعزيز الشفافية والشمول المالي

كتب باهر رجب

 

في خطوة هامة نحو تعزيز التحول الرقمي وتسهيل حصول المواطنين على الخدمات الحكومية،.

أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية عن بدء تفعيل منظومة “الكارت الموحد” للخدمات الحكومية في محافظة بورسعيد اعتبارًا من 1 أبريل 2024، وذلك بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء على انطلاق المرحلة الثانية من المشروع التجريبي. يأتي هذا الإطلاق تتويجًا لجهود تهدف إلى رقمنة الخدمات الحكومية، وتحسين وصول المواطنين إلى الدعم، وترسيخ مبادئ الحوكمة والعدالة الاجتماعية.

 

الخلفية والتفاصيل التنفيذية
تمت الموافقة على المشروع خلال اجتماع اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، حيث يُعتبر جزءًا من استراتيجية وطنية أوسع لتحويل مصر إلى اقتصاد رقمي متكامل. وتستهدف المرحلة الحالية تعميم النظام في بورسعيد كمنطقة تجريبية، على أن يُتبع ذلك بالتوسع التدريجي إلى محافظات أخرى تمهيدًا للتعميم على مستوى الجمهورية.

ومن المقرر أن يحل “الكارت الموحد” محل البطاقة التموينية التقليدية، حيث سيتمكن نحو 42 ألف أسرة في بورسعيد من صرف إعانات الغذاء والخبز عبر هذه البطاقة الذكية بدءًا من مارس 2024، كمرحلة تحضيرية تسبق التشغيل الرسمي في أبريل. كما سيغطي النظام لاحقًا خدمات حكومية متنوعة، مما يضمن للمواطنين إدارة جميع استحقاقاتهم عبر أداة واحدة.

 

تعزيز البنية الرقمية والشفافية
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي لمصر، مشيرًا إلى أن الوزارة عملت على تطوير البنية التحتية التقنية وتأهيل الكوادر الفنية لضمان تشغيل آمن وفعّال. وقد بدأ توزيع البطاقات في أغسطس 2023، مما سمح باكتشاف التحديات المبكرة ومعالجتها، مثل تحديث قواعد البيانات وضمان توافق النظام مع احتياجات المستفيدين.

من جانبه، أوضح الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، أن النظام الجديد يُحقق أهدافًا مزدوجة:

توجيه الدعم للمستحقين بدقة عبر معايير واضحة للعدالة الاجتماعية،

تعزيز الشمول المالي من خلال دمج الخدمات في قناة رقمية موحدة. وأضاف أن المنظومة توفر مرونة في إدارة الإعانات، مع ضمان إمكانية إضافة خدمات مستقبلية كالصحة والتعليم.

 

مكونات المنظومة وآلياتها
1. تحديث قواعد البيانات:

وفقًا لمعايير أهلية الدعم التي أقرتها اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية.

2. تطبيق رقمي متكامل:

سيُطلق تطبيق ذكي يتيح للمواطنين التسجيل الإلكتروني، وتحديث البيانات، واستلام إشعارات فورية حول استحقاقاتهم.

3. الأمان والتوسع:

جرى تصميم النظام ليكون قابلًا للتطوير مع ضمان أعلى معايير الأمن السيبراني.

 

رؤية مستقبلية
يُعد إطلاق “الكارت الموحد” في بورسعيد نموذجًا أوليًا لمشروع طموح يسعى إلى توحيد الخدمات الحكومية في مصر تحت مظلة رقمية واحدة. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في تقليل الفاقد من الموارد، ومكافحة الفساد، وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا عبر آلية شفافة.

تؤكد مصر التزامها بمواكبة الثورة التكنولوجية العالمية، وتحويل التحديات إلى فرص لبناء مجتمع متكامل يرتكز على العدالة والكفاءة.

بإطلاق “الكارت الموحد”، تُرسي مصر دعامة جديدة في صرح تحولها نحو الذكاء الاصطناعي والحكومة الإلكترونية، مؤكدة أن التكنولوجيا ليست أداة للرفاهية فحسب، بل وسيلة لتحقيق العدالة والتنمية المستدامة.

إن إطلاق نظام “الكارت الموحد” في بورسعيد يمثل علامة فارقة في مسيرة مصر نحو التحول الرقمي. فمن خلال توفير بطاقة ذكية موحدة للخدمات الحكومية، سيتم تبسيط الإجراءات وتقليل الازدحام وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ومع التوسع التدريجي للنظام ليشمل باقي محافظات الجمهورية، من المتوقع أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية في العلاقة بين المواطن والحكومة، ويعزز جهود الدولة في بناء مستقبل رقمي مزدهر.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.