نهاية حرب إسرائيل على فلسطين ولبنان وتوقعات الأيام القادمة .. الحرب الشاملة علي الأبواب
نهاية حرب إسرائيل على فلسطين ولبنان وتوقعات الأيام القادمة .. الحرب الشاملة علي الأبواب
نهاية حرب إسرائيل والتى تقوم بشنها على فلسطين ولبنان وسط صمت تام من كافة الدول العربية أو إتخاذ مواقف صارمة وهو شئ محزن بكل ماتحمله الكلمة من معانى .
تقرير / خالد فؤاد ” رئيس التحرير”
في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط توترات سياسية وأمنية مستمرة، تبرز القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي كواحدة من أبرز القضايا التي لم تشهد تسوية واضحة لعقود طويلة. ومع اندلاع مواجهات عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وحزب الله في لبنان، يثار التساؤل حول ما إذا كانت هذه المواجهات مقدمة لحرب شاملة أو إذا ما كان بالإمكان الوصول إلى هدنة دائمة.
السياق الحالي للصراع
شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في وتيرة المواجهات بين إسرائيل من جهة، والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة من جهة أخرى. هذه المواجهات جاءت كرد فعل على التصعيد المستمر في القدس الشرقية والضفة الغربية، حيث تواجه إسرائيل انتقادات واسعة بسبب سياسة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك، دخل حزب الله اللبناني على الخط مع تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، تتعامل حركة حماس والجهاد الإسلامي كأبرز الفصائل المقاومة لإسرائيل مع الأوضاع بيد من حديد، مستهدفة مواقع عسكرية داخل الأراضي المحتلة بالصواريخ. بدورها، ترد إسرائيل بغارات جوية مكثفة، تستهدف بنى تحتية ومواقع تعتبرها مهمة للفصائل الفلسطينية.
تأثير الحرب على لبنان
لبنان، الدولة المجاورة التي تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية حادة، تدخل هي الأخرى في دوامة الحرب.
حزب الله الذي يعتبر قوة عسكرية وسياسية نافذة داخل لبنان، يقوم بدوره بمهاجمة مواقع إسرائيلية بين الحين والآخر. ونتيجة لهذه الهجمات، يتوقع الكثيرون أن تزداد وتيرة التصعيد، وهو ما قد يعيد لبنان إلى دائرة المواجهات الشاملة مع إسرائيل كما حدث في حرب 2006.
لبنان ليس في وضع يؤهله لخوض حرب جديدة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف به. التضخم المالي والانهيار الاقتصادي إضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين والفلسطينيين يشكلان ضغوطاً هائلة على الحكومة اللبنانية، التي تبدو غير قادرة على اتخاذ موقف حازم تجاه حزب الله.
توقعات الأيام القادمة
من غير الواضح حتى اللحظة إذا ما كانت هذه المواجهات ستتصاعد إلى حرب شاملة أم لا. إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مجريات الأحداث في الأيام القادمة:
الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل: الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تواجه انتقادات واسعة داخلياً، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع التهديدات الأمنية والوضع الاقتصادي. هذا قد يدفع نتنياهو إلى تصعيد العمليات العسكرية لكسب تأييد داخلي أكبر، خصوصاً من التيار اليميني.
الدور الدولي: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان إلى احتواء الصراع ومحاولة فرض هدنة. إلا أن موقف روسيا والصين قد يعرقل الجهود الدولية للتوصل إلى حلول دبلوماسية. في ظل هذه الظروف، يبدو أن احتمالية الوصول إلى حل سياسي شامل ستظل ضعيفة في الوقت الحالي.
الدور الإيراني: إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة، تلعب دوراً كبيراً في توجيه الأحداث في المنطقة. طهران ترى أن الصراع مع إسرائيل يمثل جزءاً من استراتيجيتها الإقليمية لكبح النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في الشرق الأوسط. لذلك، قد تحاول إيران تصعيد الموقف في حال شعرت أن حلفاءها في فلسطين ولبنان يواجهون ضغوطاً كبيرة.
احتمالية الحرب الشاملة
على الرغم من تصاعد المواجهات على أكثر من جبهة، إلا أن احتمالية وقوع حرب شاملة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وحزب الله تبدو محدودة. الأسباب التي تقلل من هذه الاحتمالية تتلخص في التالي:
التكلفة الإنسانية والمادية: الحرب الشاملة بين إسرائيل ولبنان أو قطاع غزة ستكون كارثية على كافة الأصعدة. لا يبدو أن أي طرف يرغب في تحمّل تكاليفها المادية والبشرية الكبيرة. إسرائيل من جهة لا تريد استنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية في حرب طويلة الأمد، بينما لبنان وغزة يعانيان من أزمات اقتصادية حادة تجعل من الصعب الاستمرار في حرب شاملة.
الضغط الدولي: المجتمع الدولي لا يزال يحاول التوسط بين الأطراف المتنازعة لتجنب تفاقم الصراع. الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في التهدئة، خصوصاً من خلال وساطتها في وقف إطلاق النار المتكرر بين حماس وإسرائيل. الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهتهما يواصلان الضغط من أجل حلول دبلوماسية لاحتواء الأزمة.
الانقسامات الداخلية: الأطراف المشاركة في الصراع تعاني من انقسامات داخلية.
في إسرائيل، الحكومة ليست متحدة فيما يخص التعامل مع الوضع الحالي. في لبنان، حزب الله يواجه انتقادات من أطراف لبنانية أخرى ترى أنه يورط البلاد في صراعات لا مصلحة لها فيها. حتى داخل الفصائل الفلسطينية، توجد انقسامات حول كيفية التعامل مع إسرائيل.
هل من أمل في الحلول السلمية؟
على الرغم من أن الوضع الحالي يبدو قاتماً، إلا أن هناك بعض الأمل في التوصل إلى حلول سلمية دائمة. الجهود الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تزال قائمة، وإن كانت بطيئة. بعض المراقبين يرون أن زيادة الضغوط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني، وتهدئة الوضع في القدس، قد يساعد في تخفيف التوترات.
من ناحية أخرى، يشير بعض المحللين إلى أن حل الصراع يتطلب إصلاحات سياسية داخلية في كل من فلسطين وإسرائيل. في فلسطين، تحتاج الفصائل المختلفة إلى توحيد صفوفها والتحدث بصوت واحد في المفاوضات مع إسرائيل. في المقابل، يجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات جادة نحو إنهاء الاحتلال العسكري والاستيطان.
السياسات الداخلية والخارجية
تظل نهاية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وحزب الله مسألة معقدة، تتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وتغييرات جذرية في السياسات الداخلية والخارجية للأطراف المعنية. في حين أن الحرب الشاملة تبدو غير مرجحة في الوقت الحالي، إلا أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة في المنطقة. الحلول السلمية يجب أن تظل الهدف الأساسي، لكن الطريق نحو السلام يبدو طويلاً وشاقاً