نوال الزغبي تزداد حلاوة علي ايد بنتها تيا ديب .. هكذا فعلت بها

كتب: هانى سليم 

الفنانة نوال الزغبي لم تكن يومًا مجرد مطربة لبنانية ناجحة بصوتها الذهبي وأغانيها الخالدة، بل كانت – ولا تزال – رمزًا للأناقة والأنوثة والتجدد في عالم الفن العربي. فمنذ انطلاقتها في تسعينيات القرن الماضي، استطاعت أن تبني لنفسها هوية فنية متكاملة، تجمع بين الحضور القوي والإطلالة المبهرة، حتى أصبحت اسمًا لامعًا في عالم الموضة لا يقل بريقًا عن بريقها على المسرح.
لكن المفاجأة الأخيرة التي أثارت اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء كانت تعاون نوال الزغبي مع ابنتها تيا ديب، في خطوة تعد الأولى من نوعها في مسيرتها، حيث اختارت أن ترتدي تصاميم من إبداع ابنتها، لتفتح بذلك صفحة جديدة في مشوارها الفني والإنساني معًا.

نوال الزغبي ترتدي من تصاميم ابنتها تيا ديب: الفن يلتقي بالعائلة

على مدى سنوات طويلة، تعاونت نوال الزغبي مع نخبة من كبار المصممين اللبنانيين والعرب، مثل زهير مراد، إيلي صعب، نيكولا جبران، ودار لابورجوازي، لتصبح واحدة من أكثر النجمات أناقة وتأثيرًا في عالم الموضة العربية. إلا أن قرارها الأخير بالظهور بتصاميم ابنتها تيا ديب كان بمثابة إعلان عن بداية مرحلة جديدة أكثر حميمية وإنسانية.
تيا، التي درست تصميم الأزياء في أوروبا واكتسبت خبرة عالمية في مجال الموضة، أطلقت مؤخرًا علامتها الخاصة التي تحمل توقيعها الفني المميز، حيث تميل تصاميمها إلى الأنوثة الراقية والجرأة العصرية في آنٍ واحد. ومن الطبيعي أن تكون والدتها نوال أول من ترتدي هذه التصاميم، ليس فقط كأم داعمة لابنتها، بل كنجمة ترى في ابنتها امتدادًا لجمالها وإبداعها.
في تصريحاتها، عبّرت نوال عن سعادتها بهذا التعاون، مؤكدة أنها وجدت في تصاميم تيا “لمسة جديدة تعبّر عنها بصدق”. أما تيا، فوصفت والدتها بأنها “أيقونة في الموضة” واعتبرت التعاون معها “فرصة لتقديم أعمالي أمام جمهور واسع يعرف تمامًا معنى الأناقة والتميز”.

إطلالة سوداء تخطف الأنظار في بيروت

في إحدى حفلاتها الأخيرة بالعاصمة اللبنانية بيروت، ظهرت نوال الزغبي بفستان أسود من تصميم ابنتها تيا، حمل تفاصيل دقيقة عكست ذوقًا راقيًا ونضجًا فنيًا واضحًا لدى المصممة الشابة. الفستان جاء بلا أكمام، مزينًا بكورسيه مطرز بتفاصيل براقة أبرز أنوثة نوال ورشاقتها المعتادة، فيما انسدلت تنورته المصنوعة من الساتان اللامع بانسيابية جميلة، تزيّن خصرها بوردة كبيرة من نفس الخامة أضافت بعدًا دراميًا للإطلالة.
اختارت نوال أن تكمل أناقتها بمجوهرات فاخرة من دار Yeprem، فبدا المشهد كاملًا بين البساطة والترف، بين لمسة ابنتها الشابة وبريق أمها الناضجة التي تعرف كيف تلفت الأنظار دون تكلف.

الجامبسوت الأزرق… جرأة في البساطة

أما الإطلالة الثانية التي لاقت إعجابًا كبيرًا فكانت جامبسوت أزرق من توقيع تيا ديب، أظهر جانبًا عصريًا ومختلفًا من ذوق نوال. التصميم جمع بين الأناقة والراحة، حيث جاء بقصّة عالية عند العنق مع قماش شيفون شفاف عند الخصر، ما أضفى لمسة من النعومة والرقي. أما القسم السفلي فاتسم بساقين واسعتين تمايلتا بخفة مع حركتها على المسرح، ليمنحا الإطلالة طابعًا عمليًا ومتألقًا في الوقت ذاته.
بهذه الإطلالة، بدت نوال كأنها تجسّد جسرًا بين الأجيال، فهي ما زالت تلك النجمة التي تملك خبرة السنين وثقة الحضور، لكنها أيضًا تتبنى جرأة الشباب وروح التجديد التي تمثلها ابنتها.

الجلد البرغندي… أناقة الفخامة

لم تغب صيحة الجلد عن اختيارات نوال الزغبي، إذ ظهرت بفستان فاخر من الجلد اللامع باللون البرغندي، وهو تصميم آخر من إبداعات تيا ديب. جاء الفستان بقصّة منسدلة وناعمة، وتنورة واسعة تزيّنت بوردة جانبية بارزة عند الخصر. اللون البرغندي أضاف لمسة من الفخامة الدافئة، فيما أظهرت الخامة اللماعة قوة الشخصية وجاذبية النجمة التي لا تخشى التجديد.
هذا التصميم ذكّر الجمهور ببعض إطلالات نوال القديمة في بدايات الألفية، لكنها أعادت تقديمه بروح معاصرة تثبت أن الأنوثة يمكن أن تكون جريئة دون أن تفقد رقيها.

الأناقة الكلاسيكية بالأسود

لم تكتفِ نوال بتصاميم السهرة الفاخرة، بل ظهرت أيضًا بجامبسوت أسود بسيط من توقيع تيا، تميز بخطوطه النظيفة وحمالاته العريضة وساقيه الواسعتين. الإطلالة جاءت مثالاً على البساطة الراقية، فبدت نوال فيها كأنها تقول إن الأناقة لا تحتاج إلى تعقيد، بل إلى ذوقٍ صادق ولمسة أنثوية واثقة.

الأحمر القوي… عنوان الجرأة الجديدة

الإطلالة الأجرأ كانت بلا شك باللون الأحمر الصارخ، حيث ارتدت نوال طقمًا مكوّنًا من تنورة قصيرة مكسّرة وبلوزة بلا أكمام مزينة بأزرار فضية، مع قبعة حمراء وجوارب ضيقة وحذاء عالٍ مرصّع بالكريستال. هذه الإطلالة جمعت بين الجرأة والعصرية وأكدت أن نوال الزغبي، رغم سنواتها الطويلة في الساحة، ما زالت تعرف كيف تدهش جمهورها بأسلوبها الشبابي المتجدد.

بين الأمومة والإبداع… رسالة راقية

ما ميّز تجربة نوال الزغبي هذه ليس فقط الجانب الجمالي، بل البعد الإنساني العميق فيها. فأن تمنح فنانة بحجمها وخبرتها الفرصة لابنتها لتعبّر عن موهبتها على مسرح النجومية، هو في حد ذاته درس في الثقة والدعم العائلي والإيمان بالجيل الجديد.
لقد استطاعت نوال الزغبي من خلال تعاونها مع تيا ديب أن تقدم نموذجًا راقيًا لعلاقة الأم بابنتها، قائمة على الحب والاحترام والمشاركة الإبداعية. كما أثبتت أن الموضة ليست مجرد أقمشة وزخارف، بل هي لغة تعبّر عن المشاعر والروابط الإنسانية، وأن كل إطلالة تحمل حكاية بين سطورها.

بهذه الخطوة الجريئة والملهمة، أكدت نوال الزغبي أنها لا تعرف الجمود ولا التكرار، وأن الأناقة بالنسبة لها رحلة لا تنتهي، تتطور مع الزمن وتزدهر مع كل تجربة جديدة. ومع تصاميم تيا ديب التي تحمل روح الشباب وجرأة المستقبل، يبدو أن نوال تستعد لمرحلة جديدة من التألق، عنوانها:
“الإبداع يجمعنا، والأناقة تورّث بالحب.”

المزيد: مطامع إثيوبيا في البحر الأحمر تهدد استقرار القرن الأفريقي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.