ريهام طارق تكتب: غزة على حافة الاشتعال.. هل تعود نيران الحرب؟

الأيام المقبلة هي فقط من ستكتب الفصل القادم من المشهد في غزة.

يشهد المشهد في غزة تصعيدا جديدا مع تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية المكثفة إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل.

مسقط: ريهام طارق 

جاء هذا التصعيد عقب اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر استمر لأربع ساعات، خرج منه نتنياهو بتصريحات تؤكد عزم إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية، مشددا على أن جيشه مستعد “لإلحاق الهزيمة بحماس في النهاية”. 

في المقابل، أكدت الحركة التزامها بالاتفاق شريطة أن تلتزم به إسرائيل، متهمة إياها بخرقه، مما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي ويعيد المفاوضات إلى مربع الجمود.  

أزمة ثقة متبادلة بين حماس وإسرائيل:

عكست التطورات الأخيرة أزمة ثقة متبادلة بين الطرفين، إذ قررت حماس تأجيل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، متهمة إسرائيل بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، بما في ذلك استهداف النازحين، و منع إدخال المساعدات، واستمرار العمليات العسكرية المحدودة في القطاع، هذا القرار يأتي ضمن استراتيجية الحركة لممارسة الضغط السياسي و الميداني، مستغلة ورقة المحتجزين لتعزيز موقفها التفاوضي، في المقابل، تسعى إسرائيل إلى استعادة أسراها دون تقديم تنازلات قد تمنح حماس مزيدا من القوة والتأثير في المشهد السياسي والعسكري. 

 

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إجماع عربي السيادة السعودية خط أحمر لا يقبل المساومة

التصريحات الأمريكية غطاء سياسي لإسرائيل:

على الصعيد الدولي، تحاول القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية ،وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، منع انهيار الاتفاق، في هذا السياق، صعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نبرته، مطالبا بإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين قبل الموعد المحدد، و ملوحًا بأن عدم الامتثال قد يؤدي إلى اقتراح بإلغاء وقف إطلاق النار و”فتح أبواب الجحيم”، هذه التصريحات لا تعكس فقط رغبة الإدارة الأميركية في الحفاظ على الاتفاق، بل قد تمنح إسرائيل الغطاء السياسي اللازم لتبرير أي تصعيد عسكري واسع إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية. 

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “يهودا والسامرة” لشرعنة الضم ومحو الهوية الفلسطينية

الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد احتمالات المواجهة

على الأرض، تشير التطورات الميدانية إلى أن إسرائيل تأخذ جميع السيناريوهات بعين الاعتبار، فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن استدعاء واسع للقوات، بما في ذلك قوات الاحتياط، ورفع مستوى الجاهزية في المنطقة الجنوبية، وهذه التحركات قد تكون أداة ضغط في المفاوضات، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام احتمال التصعيد المباشر، سواء عبر عمليات محدودة أو حملة عسكرية واسعة تستهدف البنية التحتية لحماس، في ظل تأكيدات إسرائيلية بأنها لن تتراجع عن تحقيق أهدافها الاستراتيجية.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إسرائيل وحماس بين هدنة هشة ومناورات متبادلة

الموقف الإسرائيلي و مصير المحتجزين

رغم أن إسرائيل لم تحدد بشكل قاطع ما تعنيه بعودة المحتجزين، سواء كان الأمر يتعلق بالمجموعة المقرر إطلاق سراحها السبت المقبل أم بجميع الأسرى، فإن تصريحات مسؤوليها تحافظ على مساحة للمناورة دون إغلاق الباب أمام الوساطات الدولية، إلا أن مسؤولا إسرائيليا رفيعا أكد أن الحكومة تطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين، مما يعكس موقفا يتسم بالعنف الشديد يزيد من تعقيد المشهد، خاصة مع تمسك حماس بموقفها ورفضها تقديم تنازلات مجانية دون التزام إسرائيلي واضح ببنود الاتفاق.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مخطط ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين تسوية أم تصفية للقضية؟

مفاوضات على حافة الهاوية.. هل يمنع الضغط الدولي الانفجار؟

يأتي التصعيد الحالي في لحظة فارقة، إذ تحاول إسرائيل استثمار الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية من خلال تبني موقف صارم في ملف المحتجزين، بينما تسعى حماس إلى تعزيز موقعها العسكري والسياسي عبر فرض شروطها في معادلة القوة.

الأيام المقبلة هي فقط من ستكتب الفصل القادم من المشهد في غزة.

في ظل هذا التوازن الهش، تتأرجح الأوضاع بين مسارين متناقضين: إما انهيار الاتفاق والدخول في مواجهة جديدة قد تغير معادلات الصراع، أو نجاح الضغوط الدولية في منع الانزلاق نحو التصعيد وإعادة المفاوضات إلى مسارها. 

الأيام المقبلة فقط هي من ستكتب الفصل القادم من المشهد في غزة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.