ريهام طارق تكتب: إسرائيل وحماس بين هدنة هشة ومناورات متبادلة

بين المماطلة والضغوط.. هل تقترب الهدنة بين إسرائيل وحماس من الانهيار؟

في ظل أجواء مشحونة وتصاعد مستمر في التوتر، تبدو المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس عالقة في دائرة من الاتهامات والمناورات السياسية.

مسقط: ريهام طارق 

فبينما تؤكد حماس أن إسرائيل لم تلتزم ببنود الاتفاق المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، تشير مصادر إسرائيلية ودولية إلى صحة هذه المزاعم، مما يثير تساؤلات حول النوايا الإسرائيلية الحقيقية.

فهل تسعى تل أبيب إلى إفشال الهدنة والعودة إلى التصعيد، أم أنها تحاول فرض شروط تفاوضية أكثر صرامة من خلال سياسة المماطلة؟  

ضغوط متبادلة: تكتيكات سياسية لتعزيز المواقف:

يبدو أن تأجيل حماس تسليم دفعة من المحتجزين الإسرائيليين لم يكن مجرد خطوة تكتيكية، بل كان قرارًا مدروسا يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإلزامها بتعهداتها، فقد وثقت الحركة انتهاكات متكررة، شملت استهداف النازحين بالقصف وتأخير إدخال المساعدات الإغاثية، مما دفعها إلى استخدام ورقة الأسرى كأداة ضغط سياسي.  

في المقابل، نفت إسرائيل هذه الاتهامات رسميًا، ومن جانب آخر أكد مسؤولين إسرائيليين صحة مزاعم حماس، وهذا يكشف عن وجود خلافات داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها، حيث تتباين المواقف بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “يهودا والسامرة” لشرعنة الضم ومحو الهوية الفلسطينية

لعبة سياسية يديرها بنيامين نتنياهو بحذر:

يزداد المشهد تعقيدا مع تداخل الحسابات السياسية الداخلية والخارجية، حيث لم تعد الأزمة مقتصرة على ملف المساعدات الإنسانية، بل باتت جزءًا من لعبة سياسية أكبر يديرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحذر.  

اسرائيل تماطل لكسب وقت أكثر لتحقيق تقدم فعلي في المفاوضات:

تشير تقارير إلى أن تأخير إسرائيل إرسال وفدها التفاوضي إلى الدوحة، وغياب أي تفويض فعلي له، يعكس استراتيجية مماطلة تهدف إلى كسب الوقت أكثر من تحقيق تقدم فعلي في المفاوضات. ويجد نتنياهو نفسه بين ضغوط اليمين المتطرف، الذي يطالب باستئناف الحرب للقضاء على حماس، وبين الرأي العام الإسرائيلي، الذي يرى في تمديد الهدنة فرصة لاستعادة المزيد من المحتجزين.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إجماع عربي السيادة السعودية خط أحمر لا يقبل المساومة

حماس والموقف الأمريكي: محاولة لاستغلال الظرف الدولي  

في ظل هذا الجمود، تسعى حماس إلى الاستفادة من المواقف الدولية، خاصة بعد تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة قسرا، هذه التصريحات، التي أثارت غضب الحركة، تفسر على أنها مؤشر على دعم أمريكي ضمني للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التركيبة السكانية للقطاع.  

وبناء على ذلك، تعمل حماس على استغلال هذه المواقف لكسب تعاطف دولي أوسع، وتسليط الضوء على ما تعتبره تواطؤا دوليا مع إسرائيل في محاولاتها لإعادة تشكيل المشهد الديموغرافي والسياسي في غزة.  

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: غزة على صفيح ساخن ..احتلال يرتدي قناع التحرير وإعادة الإعمار

سيناريوهات المستقبل: انهيار الهدنة أم استئناف التفاوض؟ 

مع تصاعد التوتر، تبدو خيارات إسرائيل محدودة، باستمرار المماطلة قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات وعودة المواجهات العسكرية، لا سيما بعد تلويح كتائب القسام باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم التزام إسرائيل بالاتفاق.  

وفي المقابل، فإن تمديد الهدنة قد يفرض على الحكومة الإسرائيلية تقديم تنازلات لا ترغب بها، ما قد يؤثر على استقرارها الداخلي، خصوصًا في ظل ضغوط اليمين المتطرف، الذي يرفض أي مسار تفاوضي قد يُضعف موقف إسرائيل الاستراتيجي.  

إلى متى تصمد الهدنة؟  

في ظل لعبة شد الحبال القائمة، تحاول إسرائيل فرض شروطها عبر استغلال الزمن التفاوضي، بينما تستخدم حماس كل أدوات الضغط المتاحة لضمان تنفيذ الاتفاقات، وبينما تبقى فرص التوصل إلى تفاهم جديد قائمة، يظل السؤال الأهم: هل تصمد هذه الهدنة طويلا، أم أنها مجرد استراحة مؤقتة تسبق جولة جديدة من التصعيد؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.