أبرز صور التعاون في الإسلام
بقلم/ أحمد صابر دومه
نتناول اليوم صور التعاون التي أرساها ديننا الحنيف وتتجسد بصورة واضحة في هذه الأيام المباركة من شهر شعبان ..
ولفهم معنى التعاون وقيمته يجب علينا تدَّبر معنى الآية الكريمة ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ ..
حيث أن التّعاون من أجمع المعاني التي أرساها الإسلام إذ إنّه قيمةٌ نفسيّة وإجتماعيّة وإنسانيّة عظمى ..
وبالتّعاون يستشعر الفرد مسئوليته تجاه الآخر فيساعد الغنيّ الفقير وينصر القويّ الضعيف وكل هذه الأطوار من الفقر والغنى والصّحة والمرض قد تتعاقب على الإنسان ..
ولهذا فإذا ما كانت قيمة التعاون راسخة في وجدانه والوسط المحيط به وفي مجتمعه وفي حالة مسّه من تعاقب هذه الأطوار ما يعكّر صفو أيامهِ فلن يتنكّر له منَّ حوله ..
وبالتّعاون تُحصِّل الأمّة غاياتها وأهدافها وتتكاتف وتتكافلُ جماعة المسلمين ..
فتحقق الأمة الظّفر والرفعة في شتّى مناحي الحياة لتصبح بنياناََ مشيداً متّسق المبنى والمعنى ..
ويطابقُ هذا الصّورة التي قال عنها نبيّنا ﷺ “المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا” وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ..
وبذلك يتضح أنّ التعاون هو المُرتكز الصلب الّذي تجتمع عليه الأمة الإسلامية فيصرف عنها ويلات التناحر ..
وقد أرسى الإسلام مبدأ التّعاون في كثير من التشريعات التي سنّها في الأخلاق والعبادات والمعاملات ..
▪️ صور التعاون في الإسلام
١) من صور التعاون تشريع الزكاة والتشريعات التي طُلب إلى المكلفين أداءها مجتمعين كصلاة الجماعة والحجّ والجهاد ..
إذ أنَّ الأمرَ بالاجتماع المطلوب في صور هذه العبادات يتأتى من ورائه تحقيق التّعاون والتآلف ..
٢) وهناك أيضًا التعاون في مجالي الرأي والفكر ويتضمّن المشورة والنّصيحة والتّعاون على طلب العلم والتّفقه فيه ومدارسةِ مسائلهِ وتحصيله ..
٣) وكذا التّعاون على دفع الظلم وتفريج كُربات المهمومين وسدّ حاجات المعوزين وإغاثة المنكوبين ..
وفي الحديث الشّريف الّذي رواه الإمام مسلم في صحيحه يقول رسول الله ﷺ: “.. والله في عونِ العَبدِ مَا كَان العبدُ في عونِ أَخِيهِ” ..
وهناك الكثير من مقاصد التّشريع التي تقتضيها الفطرة ويتطلبها الدين ولا يستطيع الإنسان بمفرده ولا حتىّ الجماعة المحدودة تحقيقها إلاّ إذا تأصّل معنى التّعاون في النفوس وتحقق ..