أزمه فاغنر “طباخ بوتين” ولعبة الخيانه الداخليه .. ماذا بعد ؟؟
بقلم / ايلياء بن دهري

كما قال بوتين تخوض روسيا اليوم اصعب نضال من أجل مستقبلها إنها تتصدى للعدو النازي الجديد الذي يستخدم ضدها أقوى الهجمات الإقتصاديه و الإعلاميه كما قال نحن نقاتل من اجل السياده وحق البقاء كدوله عظمى يتمد تاريخها لالأف السنوات واليوم تواجه الخيانة الداخلية .
لكن المهتمين بالشأن الروسي لن يتسائلو عن الذي حدث فهو معروف من الجميع ولكننا سوف نتسائل مالذي يمكن ان يحدث بعد ذلك .
ان فاغنر كما نعلم منظمة روسيه شبة عسكريه ويمكن ان نسميها كما يسميها البعض شركه عسكريه خاصه تأخد اسمها من اسم الموسيقار الساكسوني ريخارد فاغنر بدئت مشاركتها الحربية عام ٢٠١٤ في سوريا وليبيا واوكرانيا قائدها يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين
او كما يسميه البعض “طباخ بوتين”
وكان بين هذا وبين جنرالات بوتين خلافات اعتقد على اثره وبسبب غروره وغطرسته انه اكثر أهميه منهم وان قواته التي لا تتجاوز ال٢٥ الف مقاتل اقوى واشد فتكًا من الجيش الروسي الذي يملك القوات البريه والبحريه وقوات الانزال والقوات الجو فضائيه والصواريخ الاستراتيجية التي تفوق سرعتها سرعه الصوت وقوات العمليات الخاصه والدعم السريع او هكذا أوهمه محرضوه فسارع في إظهار خيانته في عز الحرب الوجودية لروسيا
المسار الحربي الخاطئ
ان الذي زاد من اوهام قائذ فاغنر وغطرسته عندما اخطئ المسار واتجه الي رستوف بدلا من التقدم الي اوكرانيا واعلن سيطرته على المقر العسكري فيها واعلنها صراحه لقد تمت السيطرة والانسحاب السريع من القوات الروسيه دون رصاصه واحده
وكأنه كان مُغيب ولم يكن يعلم ان هذا الانسحاب للقوات النظامية الروسيه كان حقنا لدماء الشعب ولا يدل الا على عقليه حربيه غير اعتياديه من سيرغي كوجوغيتوفيتش شويغو وزير الدفاع الروسي
لأنه بالفعل هذا ليس وقت الضربات الداخليه ولا وقت الحروب الاهليه التي يحاول قائد فاغنر جر روسيا اليها.
البدايه الفعليه للخيانه
طويت هذه الازمه سريعا بعد قبول بريغوجين مبادره الرئيس البيلاروسي
ألكسندر لوكاشينكو
نعم عاد بريغوجين الي بيت الطاعه البوتيني وانسحب الي حيث ارسله سيده الي (مزجره)
لكن الحقيقه ان خيانه بريغوجين الفعليه بدئت قبل يوم من الزحف عندما نشر مقطع يتهم فيه وزير الدفاع الروسي بقصف قواته وهذا مانفته وزاره الدفاع الروسيه ان هذا التصرف الاحمق الغير مسؤول جعل العالم يضع حاله روسيا الداخليه بين تحليلين
اولهم انها كانت مسرحيه استخباراتيه هدفها تمكين بوتين من توجيه ضربات غير محسوب لها وغير تقليديه
وثانيهما وهو الاكثر واقعيه بالنسبه لشخصي
ان ماحدث هو تمرد مسلح جعل العالم يعتقد ان روسيا دوله سهله التفكك داخليا تعيش في فوضى عارمه وان قبضه الرجل الحديدي فيها انفلتت
اوهام العدو في سقوط روسيا
جعل قائد فاغنر الجميع يعتقد ان الحرب الاهليه سوف تحطم روسيا ان الذي حدث من قائد فاغنر خيانه عظمى وارتداد عن الامه حاول فيها شق الوحده الروسيه انها نفس الطعنه التي وجهت لظهر الشعب الروسي غدرا عام ١٩١٧ اثناء الحرب العالميه الاولى وقضت فيها على اكبر امبراطوريه عرفها التاريخ امبراطوريه ال رومانوڤ
لقد تناسى ولم ينسى زعيم فاغنر ان أي اضطراب داخلي سوف يكون مميت لدوله روسيا وان شماته العدو في الاعراف الروسيه اكثر مراره من الحرب وخسائرها
عندما ادلى كبير مستشاري الرئيس الاوكراني بودلياك بتصريحاته قائلا ان الساعات المقبله سوف تضع بوتين بين خيارين اما الحرب الاهليه او التفاوض لانتقال السلطه
كما نعلم انها احلام سيبستونيه ولكنها وضعت روسيا الدوله التي لا يركع حتى ظلها في موقف محرج امام ميادين السياسيه الدوليه
كيف سيستفيد بوتين من هذه الازمه ؟
لا نستطيع ان ننكر ان هذه الازمه كانت قصيره جدا لدرجه ان الحاقدين لم يتسع لهم الوقت الكافي لاخراج اكوام الشماته والحقد كامله من نفوسهم
ولكن لا نستطيع ان ننكر ايضا ان بوتين سوف يستفيد من الذي حدث وربما بسبب ذلك سوف تتغير موازين الحرب كامله
ان هذه الازمه العابره جعلت كل شخص خائن يطفو الي السطح ليصبح في مواجهه مع اثنين وهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وايضا مع دميتري آناتوليفيتش ميدفيديف نائب رئيس مجلس الامن الروسي
اصبح بوتين الالان يعلم جيدا كيف يخرج اعدائه من مخابئهم عبر العلامات والاشارات التي كشفت عدوانيتهم بعد هذا التمرد
يجيد الخونه عاده اخفاء خيانتهم ولكن كمان يقول المثل الصيني
اضرب العشب لكي تجفل الافاعي
ولم تكلف روسيا نفسها بضرب العشب بل فعل ذلك ودون قصد خائن الامه بريغوجين
اظهر كامل الاعداء خلال ساعات قليله وقدمهم قرابين على طبق من فضه للرئيس الروسي
وسوف يتم تطهير روسيا من الخونه على المستوى الداخلي بقياده زعيم الامه الروسيه
