أطلق العنان لقوتك التي لا يراها أحد .. من العقل الباطن لأرض المعركة

أطلق العنان لقوتك .. فالقوة ليست كما يتوهم ويعتقد الكثيرين في الصوت العالي، ولا في العضلات المفتولة، ولا في السيطرة على الآخرين.

بقلم / نولا رافت

القوة الحقيقية تُولد في الداخل، في تلك المساحة الهادئة التي لا يراها أحد، لكنها التي تُقرر كيف نواجه الحياة، وكيف ننهض بعد كل سقوط.

 

 الهدوء لا يعني الضعف

القويّ ليس من لا يسقط أبدًا، بل من يسقط ألف مرة ويقف في كل مرة دون ضجيج. هناك أبطال يعيشون بيننا لا يعرفهم أحد، لا تُرفع لهم الشعارات ولا تُكتب عنهم الأخبار، لكنهم يصنعون المعجزات بصبرهم: أم تكافح من أجل أبنائها، شاب يبدأ من الصفر، مريض يبتسم رغم ألمه. هؤلاء هم أصحاب القوة الحقيقية.

في عالم يربط الحدة بالقوة، يصبح الهدوء ثورة صامتة. من يملك هدوءه في زمن الفوضى يملك ذاته، ومن يسيطر على نفسه في لحظة غضب أقوى ممن يسيطر على جيوش. القوة الحقيقية ليست في الرد، بل في القدرة على الاختيار: متى تتكلم، ومتى تصمت، ومتى تمضي وتترك كل شيء وراءك بسلام.

أصعب المعارك هي تلك التي نخوضها ضد أنفسنا. أن تواجه خوفك، أن تقبل ماضيك، أن تغفر لنفسك، وأن تختار أن تبدأ من جديد رغم كل ما حدث — هذه هي البطولة التي لا تُصفق لها الجماهير، لكنها تصنع إنسانًا لا يُكسر.

الإيمان طريق القوة

القوة ليست فقط جسدية أو عقلية، بل إيمانية أيضًا.

حين تؤمن أن ما يحدث لك يحمل في طياته خيرًا، حتى إن لم تفهمه بعد، تصبح أكثر صلابة. الإيمان لا يغيّر الواقع، لكنه يغيّرك أنت، ويجعلك ترى المعنى وسط الفوضى، والنور وسط العتمة.

وفي النهاية يمكننا القول بل والتأكيد علي أن القوة الحقيقية ليست في أن تُبهر الناس، بل أن تظل واقفًا حين يظنون أنك سقطت. أن تبتسم وأنت مكسور، وتمنح الأمان وأنت خائف، وتواصل الطريق حين يبدو كل شيء ضبابيًا. تلك هي القوة التي لا يراها أحد… لكنها التي تُنقذك في كل مرة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.