أكذوبة الإنسانية تجاه غزة وجريمة إرتداء قناع الحياد
بقلم الباحثة: زينب محمد شرف
أكذوبة الإنسانية تجاه غزة، منذ عقود، يتشدق العالم المتحضر بمبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان، ولكن هذه القيم تنهار مرارًا وتكرارًا عند أول إختبار حقيقي، وفي غزه الحقوق مؤجلة لحين إشعار أخر.
ازدواجية المعايير هي القناع الذي يرتديه الظلم ليبدو عادلاً .
في كل أزمة، تسارع الدول الغربية الكبرى إلى إصدار بيانات الإدانة، وفرض العقوبات، وتنظيم حملات الإغاثة، وعندما يتعلق الأمر بغزة فجأة تختفي الإدانات، وتتحول جرائم الحرب إلى حق في الدفاع عن النفس، وتُمنح دولة الاحتلال حصانة.
غزة تنزف، والعالم مشغول بعدّ الضحايا لا بإنقاذهم –غزة الجرح المفتوح
في غزه يُقتل الأطفال تحت أنقاض منازلهم، ويُحرم المرضى من الدواء، وتُجعل الحياة اليومية أقرب إلى الموت البطيء، في غزه الساحة المكشوفة لتجريب أسلحة القتل المتطورة، والساحة المسموعة هي تعطيل القانون، بينما تستمر شعارات الحرية وحقوق الإنسان، تُرفع في المؤتمرات، وتُدفن في الواقع.
حين يصبح قتل الأبرياء في غزة أرقاماً في نشرات الأخبار، تكون الإنسانية قد لفظت أنفاسها الأخيرة
حيث ما يحدث في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية بل فضيحة أخلاقية، وامتحان سقط فيه العالم مرارًا، وباتت فيه “الإنسانية” نفسها موضع شكّ، لذلك اللامبالاة تجاه معاناة غزة، تعنى التطور فى أشكال القسوة.
أكذوبة تُروى في كتب السياسة لا في ضمير الإنسان، ما تحتاجه غزة ليس بيانات شفقة، بل موقفًا حقيقيًا
جريمة قناع الحياد
ما تحتاجه غزّة ليس بيانات شفقة، بل موقفًا حقيقيًا، إرادة سياسية تُنهي الحصار، وعدالة تقتصّ للمظلوم، وصوت حرّ لا يخشى لومًا في قول الحق، لذلك الصمت أمام دماء الأطفال في غزة، جريمة ترتدي قناع الحياد.
وكما أن الصفات والمميزات التي تميز البشر. عن غيرهم من الكائنات مثل العقل، والشعور، والأخلاق، والقدرة على التفكير المجرد تعنى الطبيعة الإنسانية، وغيرها أكذوبة إنسانية.
ومن هذا المنطلق،. إذا كانت الإنسانية تعني الوقوف إلى جانب الضحية، لماذا العالم خذل غزة؟ وإذا كانت تعني إغاثة المنكوب، لماذا تركنا غزة وحدها في مواجهة الموت؟ وإذا كانت تعني محاسبة المجرمين،. لماذا المجرمين يسرحون و يمرحون و محصنين بالدعم؟،. وختاما غزة لا تموت، بل العالم يموت من حولها أخلاقياً مع كل شهيد.
كاتبة المقال
الباحثة/ زينب محمد شرف