أيقونة الصبر لشعب لن يتنازل عن العودة .. صدأ المفتاح لكن الأمل باق
أيقونة الصبر لشعب لن يتنازل عن العودة .. صدأ المفتاح لكن الأمل باق
أيقونة الصبر لشعب مفتاح الدار.. هو ليس قطعة من المعدن وهو أيضا ليس مجرد مفتاح كغيره من مفاتيح الدار أو البيت، هو أعمق وأبلغ من ذلك، فهو رمز الصمود والصبروالمقاومة
كتب : هاني سليم
في عام 1948، هُجر قسريًا قرابة 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم يحملون مفاتيح العودة بعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على القسم الأكبر من فلسطين خرجوا جميعا من بيوتهم قسرا إلى مخيمات داخل فلسطين تارة وخارجها تارة أخرى، ولكنهم لا يزالوا يحلمون بالعودة
هؤلاء الفلسطينيون منهم من عاش النكبة والتهجير القسري بها
وعاد ليعيش النزوح الحالي، ومنهم من سمعها كرواية فقط من الأجداد، إلا أن كل تلك الأجيال تحمل في طياتها مفاتيح العودة إلى الديار القديمة والجديدة فالمفتاح قطعة حديدية بسيطة، لكنها تعنى للفلسطينيين الكثير فهو مفتاح الامل فى الغد يحتفظون به رغم تهدم بيوتهم، لأنه رمز المقاومة للاحتلال الإسرائيلى
اقرأ أيضا الصمود الإلهي والجذوري .. نحو استيعاب أعمق للثبات الفلسطيني
«مفتاح الدار أو العودة»، الذى تتوارثه الأجيال، ويحرص الكبار على تسليمه للصغار من الأطفال
رمزا لوجوب العودة إلى الأراضي المحتلة، رغم موت الأجداد الذي خرجوا من بيوتهم إلا أن المفتاح يورث من جيل إلى آخر، حلم لا يموت بموت صاحبه أبدا، فأكثر ما يخشاه المحتل هو الأطفال الصغار، جملة قالتها جولدا مائير في السبعينيات من القرن الماضي، تؤكد على هذا المعنى ” كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة ”
فهؤلاء الصغار هم وقود العودة، الطاقة التي لا تنضب، هم شعب لا يموت، منذ 75 عاما
يقوم الاحتلال بجرائمه في حق العزل، إلا أنهم لا يزالون يحلمون بالعودة يحملون الرمز يحملون ” مفتاح الدار” الذى يؤكد ان هناك بيت اغتصب، وأرض انتزعت بالقوة
اقرأ أيضاانجازات شاهدة ونجاحات باهرة وطموحات
وعن رمزية مفتاح الدار، علق الدكتور غسان وشاح مدير المتحف الفلسطيني للتراث بتصريح سابق للمركز الفلسطيني للإعلام قائلا: ” تلك الرموز والمظاهر والمشاهد التي رسمت عمق تمسك الفلسطيني في أرضه، ومرت في الذاكرة الفلسطينية ولم ينسَها الأجداد ولا الأحفاد تؤكد أن الصهاينة طارئون على هذه الأرض ”
وأضاف: “هذه الرموز أخذت رمزية كبيرة لدى الفلسطيني في تمسكه بحق العودة، وهي تعدّ وثيقة رسمية لا يمكن لأي مؤسسة أهلية أو رسمية محلية أو دولية تجاهلها أو عدم الاستدلال فيها على أحقية الفلسطينيين في أرضهم ”
ويقول الكاتب إبراهيم قنن، في تصريح : “المفتاح يمثل وثيقة معنوية ومادية بأحقيتنا في الأرض التي هجرنا منها عنوة.. وبأحقيتنا في الدار القديمة وهو يمثل الأمل بالعودة.. آمال الرجال والنساء الذين عاشوا النكبة الأولى بكل مرارتها وقسوتها وهجروا وشردوا إلى أصقاع الدنيا لاجئين”
ودخل مفتاح العودة في قائمة موسوعة جينيس للأرقام القياسية ليكون مفتاح العودة البالغ طوله 8.7 هو أكبر مفتاح في العالم وذلك في الذكرى ال68 للنكبة.
وتبقى المفاتيح فى انتظار أن ترجع إلى أبوابها فهى تشتاق للابواب كما يشتاق كل فلسطينى الى منزلة
اقرأ أيضا ليالى النار فى إسرائيل