إسرائيل بلا مستقبل وأصبحت علي حافة الهاوية .. إقترب الإنهيار

التشظي و التفكك .. عن دولة بلا شعب

إسرائيل بلا مستقبل وأصبحت علي حافة الهاوية .. إقترب الإنهيار

التشظي و التفكك .. عن دولة بلا شعب

حينما أراد الصهاينة التبرير لاحتلال فلسطين برروا أن الأرض بلا شعب أو أن الشعب نفسه غير متجانس مما يسهل احتلالها باعتبارها أرض خاوية أو مستعمرة من قبل شعب لا يستحق أن يكون عليها . برغم تهافت و رعونة الأسطورة ، فإن ما حدث بعد ٣٠٠ يوم من الحرب قد قلب الطاولة تمامًا ليثبت أن الإدعاء حقيقي على الشعب الإسرائيلي ، المفكك المتصدع الهارب في أول أزمة وجودية له منذ حرب ال٧ من أكتوبر ١٩٧٣ منذ ٤٩ عام .

بقلم / مصطفى نصار

فكما أكد أستاذ الجغرافيا السياسية جمال حمدان من ٥٧ عام في مقال ، فإن المجتمع الإسرائيلي “ليس فقط يواجه التشرذم ، بل إنه أيضًا مجتمع مفكك متهالك “و يبرر ذلك بالتنوع الغريب المستهجن الحقيقي بين الشعب الصهيوني، فهو شعب هجين لا تجمعه إلا عقلية عنصرية مقيتة تميز حتى بين أفرادها ،و ليس أدل على ذلك من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في يوم الاتنين منذ أسبوعين ضد تجنيد الحريديم. و يضاف لذلك سجل غير نظيف في العنصرية و الطبقية المتعمدة ضد الاشكناز و الفلاشا ليكون دائمًا في طبقة دنيا و لا ترتقى غير بصعوبة بالغة .

و تلك النقطة التي ألمح إليها الصحافي اليهودي الإسرائيلي جدعون ليفي في مقابلته مع الصحفي البريطاني ماكس اونيز حينما قال و بكل صراحة أن إسرائيل داخليًا ليس لها مستقبل واضح ، لإن عقلية القادة الإسرائيلين محدودة ولا تعرف تتعامل بها مع الشعب متعدد المشاكل و الأزمات ، بالإضافة لما به من تنوع و تفكك الإشكالية الخاصة بالهوية و السياق اليهودي الإسرائيلي. و ذلك ما أشار له الدكتور رشاد الشامي حينما ربط بين الدين اليهودي كدين ملزم بعدم الاحتلال و استعماله الاستعماري التطهيري للفلسطنيين ، و في تكوين و تأصيل العقيدة الصهيونية نفسها إشكاليات بها ثغرات منها ما دفن ليعود مثل المظاهرات المناهضة لليهود و الجمهور المناهض لليهودية بصفتها ديانة للدولة يمكن لها تصفية الأزمات الفلسطينية. و تلك مفارقة ربطها الأستاذ الفخري الشهير بفشل و استحالة حل الدولتين بعدما ما حدث في ٧ أكتوبر لإنه كشف اللثام عن حقيقة الشعب الذي يكره ذاته اليهودية الرخوة و يفر من أرضه المتهمومة في كتابه الصادر مؤخرًا “أينجح حالة الدولتين؟تاريخ مختصر للصهيونية.”

موضوعات ذات صلة:تل ابيب…انفجار ضخم فى شارع بن يهودا …والشرطة الاسرائيلية فى حالة تأهب

غير ذلك ، فإن مواجهة الكيان للهجرة العكسية التي تؤرق أقل دولة سكانًا من حيث عدد السكان البالغ ٥ مليون و تدشين حركتين أمريكية و أوربية لتشجيع السكان للهجرة من مكان غير آمن و ملتهب بالصراعات و التوترات الإقليمية ، و مهاجمة المتظاهرين و أهالي الإسرى لنتياهو و حكومته و ضربهم للشرطة و توصيل الاشتباكات الغزيرة بين الشرطة و الحريديم أو أهالي الأسرى دليل واضح و عميق الملامح على نكبة اجتماعية في المجتمع الإسرائيلي . و ما زالت الاحتجاجات مستمرة و متوالية حتى يتم صفقة التبادل المستحيلة مع حماس .

السقوط المدوي: الاقتصاد الإسرائيلي في مهب الرياح .

منذ ٧ أكتوبر، وصل الاقتصاد الإسرائيلي لحد مدوي و كبير من السقوط لم تصل له منذ قيامها المزعوم على جثث الفلسطينين في ١٩٤٨ ، و أثر على كل المجالات و الأعمال من أول السياسة للصناعة مرورًا بالتجارة و السياحة و التعليم . فباءت العمالة و العمال الصهاينة بلا عمل يتناسب مع الانهيار و السقوط غير المسبوق يتأرجح بالوقوف الدائم لسوق العمل و خاصة بعد تكثيف قصف حزب الله لمصانع و متاجر حزب الله في منتصف يونيو الماضي.

و لتسهيل التخيل الاقتصادي، يكفي زيادة معدل البطالة من ٥ ل٣٧%، و أغلقت عدد كبير من المصانع و المعامل و المتاجر ، اشتكى منها أصحابها بكثرة تحت ذريعة أنهم فقرهم و تخريبهم بيوتهم . بل إن إيفا إيلوز عالمة الاجتماع الفرنسية الإسرائيلية أكدت أن البطالة أصبحت أكثر من فرنسا متضمنة التمحور حول الذرائع و الحجج التي يثرثر بها السياسين ، من دون أي اقتناع أو تحقق واقعي للوعود .
و بالتوازي مع ازياد البطالة ، تأتي أزمة الطاقة الكهربائية و النقدية التي ترتبط بالحرب ، فالأزمة مرت بعدة مراحل و عتبات خلال الحرب الجارية ، وصولًا لمرحلة الموت الاكينكالكي للاقتصاد الإسرائيلي، الذي جعل مدير البنك الوطني في إسرائيل يقول إن اقتصاد إسرائيل سيصبح من دول العالم الثالث . و من المنطقي في هذا الصدد أن ينخفض قيمة الشيكل الإسرائيلي بنسبة ٣٨ % مقابل الدولار الأمريكي .

نرشح لك:زيارة غير معلنة إلى رفح يجريها بنيامين نتنياهو.

و من المبهج للغاية أن تلك المنظومة تشهد الآن المرحلة الأخيرة من دورة الاقتصاد المنهار A circle of economic collapse ، و هي الدورة التي يمر بها الاقتصاد ليموت و يقتل دون رجعة ، و هي خمسة مراحل ، الصدمة و محاولة التكيف مع الصدمة و الاستسلام للصدمة و محاولة النجاة من الصدمة و الموت للأبد دون رجعة و دون رجوع منه مرة أخرى ،وفقًا للكاتبة الشهيرة نعومي كلاين في كتابها عقيدة الصدمة . و من أبرز تلك الانهيارات كذلك مرور تلك الدورة على أكبر سوقي الإلكترونيات و الأسلحة الثقيلة لتصبح من الأسواق المشكوك فيها نظرًا لجعلها أضحكوكة علي يد حماس .

هلع من المستقبل المحتوم بالزوال :ظهور إرهاصات لعنة العقد الثامن .

هناك اعتقاد ديني راسخ له إرهاصاته الكبيرة للغاية ، دلالتها المؤكدة الخوف المؤكد و اليقيني من زوال مستمر ممتد عبر التاريخ لممالك اليهود الثلاثة عند العقد الثامن ولا يشترط بذلك على الإطلاق أن يكون عند مبدأه مثلما حدث في مملكة داود ، أو منتصفه مثلما حدث في أورشيلم عند السبي البابلي الأشهر في عام ٧٥٨ ق م ، و قد جاء الطوفان ليذكر الكيان بخوفه الأزلي عبر التاريخ.

و والى نتنياهو ذكره عدة مرات على مدار التسع أشهر الماضية لربطه أن رحيل يعني انهيار الكيان من بعده ، و كذلك لكسب الدعم و التأييد له ،بأقل تقدير ،من اليمين المتطرف الإرهابي مثل ايتمار بن غفير و سموسريتش .

يشير الصحفي الصهيوني آري شافت في هذا الصدد في كتابه المعنون بالبيت الثالث ، أنه ليس واثقًا من بقاء هذا البيت كذلك مما رأه في حرب ٢٠٢١ مع حماس في قذف المستوطنات المحيطة بالقدس ، مما ينتج بالضرورة توليد الهلع التاريخي مجددًا ، و يربطه بين الاعتبارات التاريخية لقادة الكيان المأزوم من الحفاظ على قوة و منعة الدولة الوليدة .

فقد أكد المقبور بن غورين أن هدف الكيان بناء الإنسان و ازدهاره و الحفاظ عليه على كافة الأصعدة ،و قد حوله لقوة نووية وحيدة في ظل عهده فقط بالتنسيق السري مع فرنسا عقب العدوان الثلاثي على مصر بقرابة ١٠سنين ،و هذا ما أسماه الباحث أيمن أبو سارة بالانقلاب الكبير .

للمزيد تابعونا على قناة اليوم الدولى على الواتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaewZ8HJkK73MpIGw92v

فحجم الفرق و الاختلافات بين الاتحاد الظاهري الشكلي مختلف تمامًا عن كونه الآن مفككًا بين نخب تتهم بعضها الآخر و يستقيل البعض الآخر مثل بيني غانتس و غازي آيكزوكت عقب مجزرة النصيرات في ٧ يونيو المنصرم لنتوقف عند كيان منقسم مفكك مشرذم يقف على فوهة بركان بانتظار الركلة الأخيرة التى ستلقي به ناحيته لينصهر و يتحلل مع الحمم.

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.