إضاءات في حياة الراحل إحسان عبد القدوس …

إضاءات في حياة الراحل إحسان عبد القدوس …

بقلم الكاتبة/ سلوى عبد الستار الشامي

يستمد إحسان عبد القدوس أهميته في تاريخ الأدب العربي ، لكونه نقلة فريدة في الأدب العربي إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية عدة ، هذا فضلاً عن عبقريته التي ترجع جذورها إلى والدته روز اليوسف مؤسسة مجلة روز اليوسف .
ولد إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عام ١٩١٩ ، في قرية الصالحية التابعة لمحافظة الشرقية ، نشأ في بيت جده الذي بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً ، وفي الوقت نفسه كانت والدته _ أي إحسان عبد القدوس_ الصحفية السيدة روز سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات سياسية وثقافية يشترك فيها كبار الشعراء والسياسة ورجال الفن .

يتواجد جانبيين متناقضيين
في حياة إحسان عبد القدوس
كان لهما تأثير قوي عليه

كان ينتقل إحسان وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التي إرتصاها له جده ، ثم بعد ذلك على النقيض تماماً يجد نفسه في ندوة روز اليوسف ، ويتحدث إحسان عبد القدوس عن تأثير هذين الجانبين المتنافضين عليه فيقول ” كان الإنتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني ، حتى اعتدت عليه بالتدريج ، واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه ” .
درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة عام ١٩٢٧ ، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة عام ١٩٣٢ ، وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام ١٩٤٢ ، وفشل أن يكون محامياً ، ويتحدث عن فشله هذا فيقول ” كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة ، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة ، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً ” .

ولما بلغ إحسان عبد القدوس السادسة والعشرين من عمره ، تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف ، وهى المجلة التي أسستها والدته السيدة روز ، ولكن لم يمكث طويلاً في مجلة روز اليوسف ليقدم استقالته بعد ذلك ، ويتولى بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم .
تربع إحسان عبد القدوس
على عرش أكثر كاتب وروائي
ولم ينافسه في ذلك الشأن
إلا الأديب نجيب محفوظ
كتب إحسان عبد القدوس أكثر من ستمائة رواية وقصة ، قدمت السينما المصرية عدد كبير منها ، حيث تحولت ٤٩ رواية إلى أفلام ، وخمس روايات إلى نصوص مسرحية ، و تسعة روايات أصبحت مسلسلات إذاعية ، و عشر روايات أخرى تحولت إلى مسلسلات تلفزيونية ، إضافة إلى أن ٦٥ من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية ، ليتربع على عرش أكبر كاتب وروائي له أفلام ومسلسلات في تاريخ السينما والتلفزيون المصري ، ولا ينافسه في ذلك إلا الأديب نجيب محفوظ .

ومن أهم أعماله الأدبية قصص “النظارة السوداء ، وأين عمري ، والوسادة الخالية وغيرها” ، بينما أهم روياته ” لن أعيش في جلباب أبي ، يا عزيزي كلنا لصوص ، وغابت الشمس ولم يظهر القمر ، في بيتنا رجل ” .

وعن تكريمه لقد منحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى ، كما منحه الرئيس محمد حسني مبارك وسام الجمهورية ، ونال كذلك على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة ١٩٨٩ .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.