انهيار وشيك أم حرب نفسية؟ الحقيقة الخفية وراء التحذير الإسرائيلي لمصر!

حقيقة مزاعم انهيار نظام السيسي.. بين التلاعب الإعلامي وأجندات المصالح

تصاعد الجدل حول مزاعم تحذير إسرائيلي من “انهيار” نظام فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في رواية أثارت ضجة واسعة واستدعت تدقيق في مدى صحتها ودوافع ترويجها.

كتبت: ريهام طارق 

 انتشر مؤخرا فيديو على نطاق واسع يزعم أن لابيد دعا إسرائيل إلى إنقاذ نظام السيسي من الفشل الداخلي، وإلا فإن المصريين سيطيحون به، مما يشكل تهديدًا أمنياً، إلا أن التدقيق في كلمته التي ألقاها أمام مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” بواشنطن في 25 فبراير 2025، كشف أن هذه الادعاءات محرفة، حيث لم يأتِ لابيد على ذكر أي انهيار للنظام المصري، بل طرح مقترحًا يتمثل في تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة تمتد لثماني سنوات أو أكثر، مقابل تسوية ديونها الخارجية.

وسرعان ما سارعت المؤسسة إلى نشر التسجيل الكامل لكلمة لابيد، نافية صحة المزاعم المتداولة، فيما أكد متحدث باسمه أن التصريحات المنسوبة إليه غير دقيقة.

مزاعم انهيار نظام السيسي.. حملة تضليل أم مخطط لإعادة رسم المشهد الإقليمي؟

توقيت انتشار هذه الادعاءات يثير تساؤلات حول خلفياتها الحقيقية، إذ تأتي في لحظة حساسة تواجه فيها مصر تحديات اقتصادية و ضغوطا إقليمية متزايدة، خصوصًا في ضوء موقفها الرافض لمقترح لابيد بشأن غزة.

كما تزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية مكثفة بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، مما يعزز الشكوك حول وجود محاولة للتأثير على الرأي العام المصري والدولي عبر بث معلومات مغلوطة.

على المستوى السياسي، يعكس مقترح لابيد مقاربة إسرائيلية جديدة لإدارة قطاع غزة، لكنه قوبل برفض مصري حاسم، إذ أكدت القاهرة أن هذه الطروحات تتعارض مع سيادتها الوطنية.

كما أن الحديث عن “انهيار” النظام المصري يتناقض مع واقع العلاقات المصرية الإسرائيلية، التي شهدت تنسيقا أمنيا و دبلوماسيًا مكثفا في السنوات الأخيرة، مما يجعل من غير المنطقي تصور سيناريو تسعى فيه إسرائيل إلى تقويض استقرار مصر.

السنوات الأخيرة شهدت مستويات متقدمة من التنسيق الأمني والدبلوماسي بين مصر وإسرائيل:

في الوقت ذاته، يتنافى الحديث عن “انهيار” النظام المصري مع طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة مستويات متقدمة من التنسيق الأمني والدبلوماسي، الأمر الذي يجعل من غير المنطقي افتراض وجود مساعٍ إسرائيلية لزعزعة استقرار مصر، خاصة في ظل المصالح المشتركة التي تربط الجانبين.

اقرأ أيضاً: قمة القاهرة…اجماع على رفض التهجير وتشكيل لجنة تكنوقراط لتولى شؤون القطاع

تأثير حملات التضليل الإعلامي في تشكيل الرأي العام:

في النهاية كشف الجدل الدائر حول مزاعم انهيار النظام المصري عن مدى تأثير حملات التضليل الإعلامي في تشكيل الرأي العام، فقد أظهرت مراجعة الحقائق أن الادعاءات المتداولة بشأن تحذير إسرائيلي لا تستند إلى أي أساس، بل تأتي ضمن موجة من الأخبار الموجهة التي تستغل اللحظات السياسية الحرجة لإثارة البلبلة، ومع استمرار مصر في لعب دور محوري في الملفات الإقليمية، تظل سيادتها وثبات موقفها السياسي عوامل رئيسية في مواجهة الضغوط الخارجية.

اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: ترمب يخطط لتهجير الفلسطينيين.. صفقة القرن أم نكبة جديدة؟

هذه الواقعة تؤكد ضرورة وجود إعلام مهني قادر على تفكيك الدعاية المضللة:

هذه الواقعة تؤكد مرة أخرى أهمية التحقق من المعلومات، وضرورة وجود إعلام مهني قادر على تفكيك الدعاية المضللة، بما يحفظ توازنات المنطقة من محاولات العبث بها.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.