“إيد بإيد”.. حملة أممية تُعيد تعريف الرجولة في العالم العربى: المساواة تبدأ من المطبخ!

 

“إيد بإيد”.. حملة أممية تُعيد تعريف الرجولة في العالم العربى: المساواة تبدأ من المطبخ!

تقرير_أمجد زاهر 

 

في مشهدٍ غير تقليدي يجمع بين الإنسانية والجرأة الاجتماعية، أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ حملتها الإقليمية الجديدة تحت عنوان “إيد بإيد”، في خطوة هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، تهدف إلى إشراك الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، من أجل بناء مجتمعات أكثر توازنًا وعدلاً وإنسانية.

 

جاء إطلاق الحملة تزامنًا مع اليوم الدولي للرعاية والدعم الذي يُحتفل به في 29 أكتوبر من كل عام، لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه الرعاية غير المدفوعة في استقرار الأسر والمجتمعات، وللتأكيد على أن المساواة بين الجنسين لا تكتمل إلا حين يتقاسم الجميع أعباء الحياة اليومية داخل البيت وخارجه.

 

إيد بإيد".. حملة أممية تُعيد تعريف الرجولة في العالم العربي: المساواة تبدأ من المطبخ!
إيد بإيد”.. حملة أممية تُعيد تعريف الرجولة في العالم العربي: المساواة تبدأ من المطبخ!

 

 

إيد بإيد”.. من الوعي إلى الفعل

 

 

بعيدًا عن الخطابات النظرية، تسعى الحملة إلى تحويل الفكرة إلى سلوك واقعي يقوده الشباب والشابات بأنفسهم، من خلال “أنشطة ميدانية ورقمية” تهدف إلى تغيير المفاهيم الراسخة حول “من المسؤول عن الرعاية”.

وتستهدف الحملة الفئة العمرية بين “18 و35 عامًا”، حيث تسعى لتقليص الفجوة الزمنية بين النساء والرجال في الأعمال غير مدفوعة الأجر بمعدل 60 دقيقة يوميًا في المنطقة العربية.

 

ووفقًا لبيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن النساء حول العالم يؤدين أكثر من 75% من أعمال الرعاية المنزلية غير المدفوعة.

أما في العالم العربي، فتتراوح ساعات عمل النساء في الرعاية بين 17 و34 ساعة أسبوعيًا، مقابل 1 إلى 5 ساعات فقط للرجال— وهو تفاوت كبير يعكس جذور عدم المساواة الثقافية والاجتماعية في المنطقة.

 

أصوات من الميدان: الأبوة الإيجابية تبدأ من التفاصيل

 

شهد حفل الإطلاق مشاركة لافتة للدكتور معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، إلى جانب مجموعة من الشباب المؤثرين من **مصر والأردن والمغرب وتونس وفلسطين**.

وفي كلمته، شدّد دريد على أن:

 

> “تقاسم المسؤوليات المنزلية بين الذكور والإناث هو المفتاح لأسر مزدهرة ومجتمعات متماسكة، فالأبوة الإيجابية تمكّن النساء، وتُسهم في رفاه الأطفال والرجال على حد سواء.”

 

أما صانع المحتوى والإعلامي “محمود عبد المجيد”، فلفت الأنظار بحديثه الصادق عن **تربية ابنه على مفهوم المشاركة لا المساعدة**، قائلاً:

 

> “ما نقوم به في البيت ليس مساعدة.. بل مشاركة. الرعاية ليست مهمة نسائية، بل قيمة إنسانية تبدأ من منضدة الطعام وغسالة الملابس ومرافقة الأبناء في دروسهم.”

 

 

حملة من الواقع.. إلى الشاشة

 

 

تميزت حملة “إيد بإيد” أيضًا بلمسة إبداعية، إذ أنتجت فيديوهات تجارب اجتماعية في مصر والأردن والمغرب، تُظهر كيف تتغير العلاقات داخل الأسرة عندما يتشارك الجميع في الرعاية.

وتكشف هذه المقاطع مشاهد واقعية لعائلات تتحدى الصور النمطية، لتؤكد أن التغيير يبدأ بخطوة بسيطة داخل المطبخ أو أثناء رعاية طفل.

 

كما أطلقت الهيئة منصة رقمية تفاعلية يقودها الشباب لتوثيق مساهماتهم اليومية في أعمال الرعاية، وتبادل قصص حقيقية عن تحولاتهم الشخصية نحو المساواة.

 

إيد بإيد”.. من الحملات إلى التحولات

 

تسعى الحملة للوصول إلى ملايين الشباب العرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية، لتخلق موجة من الحوار الإيجابي حول مفهوم المشاركة في الأسرة، وإعادة تعريف الرجولة على أسس من المسؤولية والرعاية لا السيطرة.

 

وبينما تتسع رقعة المشاركة في الحملة يومًا بعد يوم، تبدو رسالتها بسيطة ولكنها ثورية:

 

> “المساواة لا تبدأ في البرلمان.. بل تبدأ من البيت.”

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.