إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز..لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز .. لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
صعّدت إيران من لهجتها السياسية والعسكرية في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل أراضيها، حيث لوّح مسؤولون إيرانيون بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية لنقل النفط في العالم.
كتبت: وفاء عبدالسلام
وقد اعتبر مراقبون هذا التهديد خطوة خطيرة قد تُشعل أزمة طاقة عالمية تهدد الاستقرار الاقتصادي الدولي.
دعوات لإغلاق باب المندب من حلفاء إيران
وفي تصعيد موازٍ، دعت وسائل إعلام رسمية إيرانية الحوثيين – الحلفاء الاستراتيجيين لطهران في اليمن – إلى التفكير في إغلاق مضيق باب المندب، وذلك في إطار رد موسع يشمل أكثر من ساحة جغرافية ضد الهجمات الإسرائيلية. هذا التهديد المزدوج (هرمز والمندب) يعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك واحتمال دخول المنطقة في دوامة من التوتر قد تمتد إلى الملاحة العالمية.
تصريحات رسمية تؤكد التوجه
بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن قناة IRINN الإيرانية الرسمية، أكد إسماعيل كسّاري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق مضيق هرمز كرد على ما وصفه بـ”الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة”. وشدد كسّاري على أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد المتواصل، وأن كل الخيارات مطروحة لحماية أمنها القومي ومنشآتها الحيوية.
مضيق هرمز… شريان الطاقة العالمي في مهب الريح
يمثل مضيق هرمز شريانًا استراتيجيًا لنقل الطاقة، حيث يمر من خلاله نحو 18 مليون برميل نفط يوميًا، وهو ما يعادل قرابة 26% من إجمالي تجارة النفط العالمية. ومن هنا، فإن أي اضطراب في هذا الممر البحري سيؤثر بشكل مباشر على إمدادات الطاقة وأسعار النفط في الأسواق العالمية، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو أزمة النفط في عام 1973.
جيه بي مورجان: الأسعار قد تصل إلى 130 دولار للبرميل
وفي ظل هذا التصعيد، حذر خبراء اقتصاديون من تداعيات خطيرة على أسعار النفط. حيث أشار محللو بنك “جيه بي مورجان” إلى أن بعض السيناريوهات المتوقعة – مثل إغلاق المضيق أو اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط – قد تدفع بأسعار النفط إلى مستويات تتراوح بين 120 إلى 130 دولارًا للبرميل.

وأشار التقرير إلى أن أي تعطيل كبير قد يؤدي إلى انخفاض في الصادرات الإيرانية بنحو 2.1 مليون برميل يوميًا، ما يعني احتمالية حدوث ارتدادات انتقامية من قِبل دول نفطية كبرى أخرى، مما يضيف مزيدًا من التوتر للأسواق.
العالم يترقب… والأزمة تلوح في الأفق
في ظل تعقّد المشهد السياسي والأمني، يقف المجتمع الدولي أمام مفترق طرق حساس، حيث إن انزلاق الأمور نحو مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة لن يؤثر فقط على الشرق الأوسط، بل سيترك تداعيات اقتصادية وجيوسياسية كبرى على العالم أجمع.
