اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الذرية حدثاتاريخيابرعاية مصر
اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الذريةحدثا تاريخيا برعاية مصر
✍️ بقلم طه المكاوي
عقيلة دبيشي: مصر أثبتت قدرتها على رعاية اتفاقات دولية بالغة الحساسية
أكدت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، أن الاتفاق الذي وُقّع في القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية برعاية مصر يمثل حدثًا تاريخيًا على مختلف الأصعدة، مشددة على أن “السياسة ليست خيانة، بل وسيلة لتجنب الحروب وحماية الشعوب”.
وأضافت أن إيران نفسها قد تلجأ أحيانًا إلى منطق التنازلات إذا اقتضت المصلحة، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يعكس إدراكًا واقعيًا لمتطلبات المرحلة.
التعاون العربي.. من خيار إلى ضرورة
أوضحت دبيشي أن العلاقات الدولية لا تعرف ثوابت مطلقة، فالعدو قد يصبح شريكًا متى كان الهدف حماية الشعوب من التطرف والدمار. وأكدت أن التعاون العربي والإقليمي لم يعد مجرد خيار، بل بات ضرورة وجودية لحماية الأمن الجماعي ومواجهة التحديات المشتركة.
لقاء القاهرة بعد حرب “الأيام الاثني عشر”
أشارت مديرة المركز الفرنسي إلى أن الاتفاق جاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث استضافت القاهرة اللقاء الأول منذ اندلاع حرب “الأيام الاثني عشر”. وقد جمع اللقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره الإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في يونيو الماضي.
ثقة إقليمية في الدور المصري
وأكدت دبيشي أن موافقة طهران على رعاية مصر لهذا الاتفاق تحمل رسائل واضحة، أبرزها ثقل القاهرة الإقليمي والثقة الدولية التي تحظى بها، إلى جانب قدرتها على إدارة ملفات حساسة وشائكة في توقيت معقد.
عودة المفتشين الدوليين إلى إيران
أما عن تفاصيل الاتفاق، فكشفت دبيشي أنه اتفاق فني يقضي بعودة المفتشين الدوليين إلى إيران بعد أن تم طردهم وتعليق التعاون على خلفية الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. واعتبرت ذلك نجاحًا كبيرًا لمصر في إقناع طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، واختيار المسار السلمي مع القوى الغربية بعيدًا عن الحلول العسكرية والعقوبات.
