هاكاثون الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية: نخبة طلاب “بناة مصر الرقمية” يبتكرون حلولا لمستقبل القطاع المصرفي

كتب باهر رجب

في خطوة نوعية تعكس التكامل الاستراتيجي بين بناء القدرات البشرية وتبني أحدث التقنيات، شهدت الساحة التكنولوجية في مصر انعقاد “هاكاثون الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية“، وهو الحدث الذي مثل لقاء استثنائيا بين عقول طلاب مبادرة “بناة مصر الرقمية” الواعدة، وبين التحديات الواقعية التي يطرحها قطاع الخدمات المالية والمصرفية. كما جاء هذا الهاكاثون ثمرة لشراكة استراتيجية تجمع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبنك المركزي المصري، بهدف صقل مهارات الكوادر الشابة وتمكينها لقيادة مستقبل التكنولوجيا المالية في البلاد.

الشراكة الاستراتيجية: منصة “فينتك إيجيبت” تحتضن الهاكاثون

كذلك انعقدت فعاليات الهاكاثون تحت المظلة الرائدة لمبادرة “فينتك إيجيبت” التابعة للبنك المركزي المصري، وبالتعاون الاستراتيجي مع بنك الشركة المصرفية العربية الدولية (SAIB). لم يكن هذا الحدث مجرد مسابقة تقليدية، بل تحول إلى منصة ديناميكية حية لتبادل الخبرات والتفاعل المباشر مع نخبة من خبراء الصناعة والمتخصصين في مجال التكنولوجيا المالية. كما وفرت هذه البيئة المحفزة للمشاركين فرصة ذهبية لتعزيز مهاراتهم العملية والتطبيقية، وربط المعرفة الأكاديمية بمتطلبات السوق الحقيقية.

مواجهة التحديات الواقعية: من الفصل الدراسي إلى قاعة التداول

علاوة على ذلك تميز هذا الهاكاثون بتركيزه على المشكلات الحقيقية والعاجلة التي تواجه القطاع المصرفي المصري. حيث انغمست الفرق الطلابية في العمل على تطوير حلول مبتكرة تعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وعلوم البيانات الضخمة وتحليلها. وقد مثل هذا الجانب تحديا حقيقيا للطلاب، حيث انتقلوا من مرحلة التنظير إلى مواجهة مشكلات ذات أبعاد اقتصادية و تشغيلية حساسة، مما أكسب التجربة قيمة عملية غير مسبوقة.

خاتمة الملحمة: عروض مشرفة وجوائز تحفيزية

علاوة على ذلك اختتمت فعاليات الهاكاثون بحفل تخرج مهيب استعرضت خلاله الفرق المشاركة مشروعاتها وإنجازاتها أمام لجنة تحكيم مكونة من أبرز الخبراء والمتخصصين في المجال. وكانت لحظة العرض بمثابة تتويج لجهود متواصلة من البحث والابتكار.

كما كرم الحفل الفرق المتميزة. حيث تسلمت فرق معينة جوائز نقدية مقدمة من بنك SAIB. عرفانا بالحلول الثورية التي قدموها. ولكن التكريم لم يتوقف عند الجوائز المالية. فقد حصلت هذه الفرق المتميزة على فرص ثمينة لتطوير مشروعاتها. بشكل أعمق داخل المؤسسات المصرفية المشاركة. مما يمثل نقلة نوعية من نموذج أولي إلى تطبيق عملي قابل للتطوير.

تمكين شامل واستشراف للمستقبل

في بادرة تحفيزية نادرة. لم يغادر أي فريق خالي اليدين. حيث حصلت جميع الفرق المشاركة على جوائز مالية تشجيعية. الأهم من ذلك، أن الطلاب الأكثر تميزا تلقوا عروض توظيف مباشرة. ستمكنهم من توظيف خبراتهم المكتسبة في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن بيئة عمل احترافية. مما يضمن استثمار هذا الكم الهائل من المواهب الشابة في دفع عجلة الابتكار في القطاع المالي.

خاتمة: استثمار في الإنسان لبناء مستقبل رقمي

كما يأتي تنظيم “هاكاثون الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية“. كاستمرار طبيعي لجهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. الحثيثة في تمكين الكوادر الشابة وإعداد جيل جديد قادر على حمل لواء التكنولوجيا المالية في مصر. إنه ليس مجرد حدث عابر. بل هو نموذج عملي لرؤية مصر في بناء اقتصاد رقمي مستدام. يقوم على أسس الابتكار وريادة الأعمال. هذه الفعالية تؤكد أن الاستثمار الأهم هو الاستثمار في العقل البشري. وقدرته على تحويل التحديات الواقعية إلى حلول رقمية مبتكرة تسهم في تحقيق “التحول الرقمي” وبناء “مصر الرقمية”.